المريض في الوسط بعدما تعافى مع ذويه وبدا في الخلف الفريق الطبّي الذي تولّى هذه العملية
مدينة Gleneagles الصحيّة العالمية (GGHC)، وهي مركز رائد متعدّد التخصّصات في Chennai (الهند)، نجحت في استبدال صمام قلب مصاب لمريض يبلغ من العمر 39 عامًا، من عُمان، بصمام أبهري (Aorte) تطعيمي من مريض متوفى دماغيًا.
المريض اسمه هلال، مُدرِّس لغة عربية، خضع لثلاث عمليات جراحية معقّدة في القلب لإزالة عدوى في صمام قلبه ناتجة عن حمى غير معروفة السبب، كما خضع لعملية في الأسنان، لأن القيح هو أحد الأسباب الرئيسة لاعتلال الصمّامات. وعلى رغم هذه العمليات الجراحية، فقد أُصيب بعدوى متكرّرة حول الصمام الميكانيكي داخل قلبه. وكمضاعفات إضافية، فقد تعرّض أيضًا إلى انتفاخ في الشريان الأبهري (الأورطي) بسبب العدوى المعروفة باسم التمدّد الكاذب للأوعية الدموية في الشريان المذكور.
وأثناء مواجهة هذه المضاعفات، تمّت إحالة المريض إلى المدينة الصحّية GGHC لعلاج عدوى صمام القلب. وقام فريق من الأطباء متعدّدي التخصّصات بتقييم حالته من أجل فهم أفضل لعلاجه. ونتيجة للإصابة المتكرّرة بصمام القلب الميكانيكي المصنوع من المعدن والمغطى بالقماش، قرّر الفريق استبدال صمام القلب المصاب بصمام أبهري رئوي تمّت إزالته من قلب إنسان متبرّع به كان في حالة موت دماغي ثم حُفظ وعولج وجُمِّد عند -70 درجة في النيتروجين السائل.
في الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر)، خضع هلال لعملية قلب معقدة ومخطّط لها بدقّة للمرّة الرابعة. وقد تصمّنت العملية تبريد جسم المريض إلى 18 درجة مئوية للسماح بإيقاف الدورة الدموية لمدة 8 دقائق تمهيدًا للعمل الجراحي. وخلال هذه الفترة، حيث لم يكن هناك تدفق للدم إلى جسده، كان دماغه يُروى بالدم بواسطة أنبوب خاص يوضع في الشريان السباتي ومركزه في العنق. كما تمّت إزالة صمام القلب المصاب سابقًا وتنظيف العدوى المحيطة به تمامًا. ثم تمّ زرع صمام أبهري جديد (صمام تطعيمي محفوظ بالتبريد) في وسط الشريان الأورطي.
الدكتور آر. أنتو ساهياراج، استشاري أول – جراحة القلب والأوعية الدموية، في مدينة Gleneagles الصحيّة العالمية، في Chennai، علّق على هذه الجراحة الصعبة بالقول: “فور وصول المريض ظهر عليه التهاب حاد في صمام قلبه فنقل إلى الطوارئ. كان التحدّي الرئيسي هو الوصول إلى مركز قلب المريض الذي كان خلف صدر ممتلىء بالندوب بسبب العمليات الجراحية القلبية المتعدّدة التي أُجريت سابقًا، وهو ما تطلّب مناقشة مفصلة للوصول إلى استراتيجية علاجية آمنة وشاملة”.
أما الدكتور سوبرامانيان سواميناثان، مدير، الأمراض المُعدية في المدينة الصحيّة العالمية، فعقب قائلاً: “لم تستجب عدوى صمام القلب المتكررة بشكل جيد للعلاج التقليدي، لهذا صمّمنا نظامًا جديدًا في GGHC، أكثر فاعلية خصوصًا، عند دمجه مع الجراحة. أثناء العملية، كان المريض تحت المراقبة الدقيقة لفريقنا”.
من جهّتها، قالت الدكتورة سوزان جورج، استشاري أول،أمراض القلب، في المدينة الصحيّة العالمية: “فور التقييم عن طريق رسم القلب بالموجات فوق الصوتية، وُجِد أن المريض يعاني تسرّبًا حادًّا للدم من الشريان الأبهري إلى البطين الأيسر بجانب الصمام الاصطناعي الميكانيكي، والمعروف طبيًا باسم التسرب الصمامي الموازي وتجويف خراج ثانوي لعدوى الصمام. وكان هناك أيضًا تمدّد كاذب للأوعية الدموية في الشريان إياه ما جعل الوضع صعبًا للغاية لإجراء عملية جراحية. خضوع المريض لثلاث عمليات جراحية في الماضي، كان من الضروري للغاية بالنسبة إلينا للتأكد من أن المريض في مأمن من أية مخاطر أخرى للإصابة بالعدوى”.
لقد تعافى المريض وعاد إلى المنزل بعد أسبوعبيْن من رعاية ما بعد الجراحة راسمًا إبتسامة عريضة على شفيته، حاملاً قلبًا مليئًا بالامتنان، فقط من أجل العودة إلى تدريس اللغة العربية.
وقد أشاد الدكتور ألوك خولار، الرئيس التنفيذي لمدينة Gleneagles الصحية بالفريق على إنجاز هذا العمل الضخم قائلاً:“نحن سعداء حقًا بنتيجة هذه العملية المعقّدة. إنه لجهد جدير بالثناء ذلك المبذول من قِبَل فريق الخبراء لدينا لضمان توفير رعاية عالية الجودة وعلاج متخصّص للحالات الصعبة للغاية أيضًا”.