قريبًا وقريبًا جدًا في التداول
شركة Zwipe للبطاقات البيومترية تستعد شرق أوسطياً وإفريقياً للإنطلاق في دول هاتَيْن المنطقَتَيْن المعروفَتَيْن تحت اسم MENA قريباً، بل قريباً جداً. وما يدعو الى الجزم، هذه المرة، هو أن شركة ماستركارد بعد Visa، وافقت على جودة البطاقة، وعلى تمتّعها بالمعايير العلمية، وتالياً بات وضعها في الخدمة مسألة أيام بعد انتاج كميات منها لدفعها الى الأسواق مزوّدة بشرائح تحتوي على التكنولوجيا المطلوبة.
معلوم أن خطوة تجريبية سبقت حصول بطاقة Zwipe على موافقة Visa وماستركارد، تمثّلت بإعطاء زبائن بعض المصارف الراغبة في تبنّي البطاقة البيومترية، نماذج من هذه الأخيرة على سبيل تجربة هذا “المنتوج” الجديد اذا صحّ التعبير. لكن مع حصول الترخيص، فقد بات لبنوك راغبة في اطلاقها، حرية الحركة في لبنان وفي دول عربية أخرى.
الجدير بالذكر أن الإعلان عن قرار ماستركارد أتى مباشرة بعد انعقاد الجمعية العمومية لـ Zwipe برئاسة الرئيس التنفيذي Robert Puskaric ، وخلالها تمّ الإعلان عن نتائج الشركة للنصف الأول من العام 2022. وكانت الجمعية العمومية مناسبة للرئيس التنفيذي كي يُدلي بتصريح إعلامي يُشير فيه الى انجازات الشركة وما هي آفاق المستقبل.
رمزي الصبوري المدير العام لـ Zwipe في الشرق الأوسط وأفريقيا MEA ، علّق على هذا الحدث بالقول: “سرّني كثيراً ما حصل، وما حصل يعني أن انطلاق البطاقة قاب قوسيْن أو أدنى وقد تكون شركة MEPS الأردنية والكلمة مختصرة لعبارة Middle east Payment Services ، راعية الإنطلاق الأول لهذه البطاقة تجارياً، ولكي لا أجزم، بل أرجّح، علماً أن MEPS هي من الشركات التي وزعت نماذج من البطاقة على عشرين مصرفاً في الأردن وفي غير الأردن بعدما رحّبت بهذه البطاقة وأقتنعت بأهميتها”.
إشارة إلى أن Zwipe شركة نروجية تتعاطى العمل البيومتري. تأسست في العام 2009 وانكبّت على ابتكار البطاقة الإئتمانية البيومترية Biometric Payment التي تعمل بواسطة الحواس كتسجيل البصمة، مما يحول دون القرصنة والسرقات. وجواباً عن تساؤلات البعض بالنسبة للدولة المبتكرة لها، نقول ان النروج هي الأكثر تقدّماً في الحقل التكنولوجي عن سائر الدول، وهي معروفة بخدماتها المصرفية المتقدّمة في العالم، كما الحال مع البلدان الإسكاندينافية الأخرى (السويد على سبيل المثال). ومن المعروف أن هذه الدول تُعدّ اليوم الوحيدة في العالم التي لم تعدّ تستعمل العملة الورقية Cashless.
وكان السيد رمزي الصبوري تعرّف الى القيّمين على هذه الشركة وكان، آنذاك يُمارس مسؤوليات في شركة areeba ، في العام 2018 بعدما سجّلت تقدّماً كبيراً في كلّ ما يتعلّق بالـ Biometric، ومن ذلك ابتكارها البطاقة البلاستيكية التي أجريت عليها التجربة الأولى قبل أن تصبح في متناول زبائن المؤسسات والمصارف وتصبح تجارية. ويروي لنا الصبوري أنه رافق تطوّر ابتكار هذه البطاقة، الى أن أُعلنت في العام 2018 ولادة الجيل الأول، وكان من الطبيعي أن تنشأ بين القيّمين عليها وبينه، علاقة تعاون وعمل بسبب توجّهها المهني المشترك. وعندما تقرّر إطلاق التجربة الأولى، تشارك مع Zwipe في انتقاء سبعة مصارف زُوّدت كلٌ منها، بعشرين بطاقة لتوزّع على مدراء وزبائن (vip) لإستخدامها مدة شهرَيْن، على أن تُقيّم التجربة من قبل خبراء متخصّصين لتصحيح أي شائبة يُمكن أن تكون قد أعترتها. ومن العام 2018 حتى تاريخه، كانت Zwipe تعمل على تطوير هذه البطاقة وتحسين أي خَلَل فيها، إلى أن توصّلت اليوم الى بطاقة الجيل الثالث، التي تُعزّز قدرتها بأفضل تكنولوجيا وأقل فذلكات تقنية، كي لا تكون معرّضة للأخطار، وبذلك أصبحت الشركة الأولى في العالم التي تمكنّت من الوصول الى الجيل الثالث، على الرغم أن عدداً من الشركات العالمية المنافسة حاولت التقدّم لكنها لم توقف فبقيت في المرحلة الأولى، علماً أن البطاقة ليست بحاجة الى بطارية الشحن، اذ هي تأخذ طاقتها من جهاز الـ POS المخصّص للسحب كلما وُضعت عليه. الى ذلك، فإن Zwipe أدخلت على الشريحة الإلكترونية ما يُسمى بـ Single Silicon، أي طبقة واحدة تضمّ جميع المعلومات داخل هذه البطاقة البلاستيكية، بينما بطاقة الجيل الأول كانت تحتوي على أسلاك معدنية عديدة داخل البطاقة، وهو ما أدى إلى رخصها والى تمديد عمر استخدامها الى خمس سنوات.
يُشار هنا إلى أن ست دول من الوطن العربي وافريقيا دخلت في محور Zwipe، أولها الأردن، ثانيها مصر، ثالثها العراق، رابعها ليبيا وخامسها السعودية، ومن دون أن ننسى لبنان الذي، على رغم التحديات، وضعهت ثلاث بنوك فيه اتفاقيات شراكة وتعاون. الى ذلك، علمنا أن الكويت هي في الطريق للإنضمام الى Zwipe، فضلاً عن قطر والبحرين وسلطنة عمان.
وما تجدر الإشارة اليه أن أول بطاقة بيومترية Zwipe في دول الـ MENA انطلقت من عمان في الأردن بالتعاون مع شركة MEPS المنتجة والمصدّرة للبطاقات الإلكترونية التي يديرها السيد علي الجبّار. وكان الأخير أعلن في مؤتمر صحفي أن شركة MEPS ستصدّر البطاقات وتضعها بتصرّف جميع المصارف التي يتعاملون معها في المشرق العربي وعددها يصل الى عشرين مصرفاً، وهذه مبادرة سرّعت تواجد البطاقة البيومترية في المصارف الأردنية وغير الأردنية، علماً أن Zwipe اتفّقت مع مركز قطر للتكنولوجيا المالية QFTH لإستقطاب كل الشركات في مجال الدفع الإلكتروني، وقد أصرّت قطر على إنشاء هذه المنصّة، تزامناً مع كأس العالم الذي سيبدأ قبل نهاية هذا العام. والمنصّة التي تنخرط فيها VISA، كأحد الشركاء الأساسيين، هي تحت رعاية بنك قطر للتنمية QDB. وكانت ZWIPE قد دخلت في هذه الشراكة أيضاً. ولهذا لا ينتاب السيد رمزي الصبوري أي شك بأن هذه البطاقة البيومترية ستلاقي استقطاباً قوياً من البنوك القطرية، إذ من المقدّر أن يزور قطر الملايين من الناس، ومن مختلف أقطار العالم، لمتابعة كأس العالم في كرة القدم.