مجموعة المستحضرات الطبيّة والعشبيّة العشرة التي جُمعت في VitaC Extra Euractive
إعداد الصيدلي انطوان مقبل
خلاصة عشرة مكوّنات صحيّة لتحسين النشاط وزيادة المناعة ومحاربة الأكسدة، جُمعت كلّها في مستحضر واحد هو .Vita c Extra euractive أهميّة هذا المستحضر، وهو من إنتاج شركة Copharma، أنّه يَصلُح بشكل مؤكّد في هذه الفترة، لوباء كورونا وربما لفيروسات تتسبّب بالنزلات الصدريّة في فصْلَي الخريف والشتاء.
الصيدلي انطوان مقبل، وفي متابعة له للأدوية والمستحضرات الجديدة (أو المفيدة في ظرف وبائي معيّن كالّذي نحن فيه)، اختار لنا هذا المستحضر الذي يجمع، مثلاً، بين فيتامين C وبين الزنك والمغنيسيوم والسلينيوم، لعلّه يلعب دورًا انقاذيًا في مجال تقوية المناعة، طبعًا بعد استشارة الطبيب. فإلى الدراسة الموثّقة بالمعلومات والأبحاث.
_____________________
مع بدء فصل الشتاء، وما يرافقه من أمراض ناتجة عن برودة الطقس. ومع تزايد أعداد المصابين بفيروس Covid-19. ومع الحذر المتفاقم من أخذ اللقاحات التي اعتُبرت علاجاً منقذاً، ولكلٍّ أسبابه من هذا الحذر… أصبح الناس يبحثون عن ملاذٍ آمن يجنّبهم الإصابة من النزلات الصدرية الناتجة عن البرودة، كما من الفيروس المستجدّ اللعين. ويتمثّل هذا الملاذ بالنسبة لكثيرين بتناول مستحضرات تحوي مواد طبيّة معيّنة يمكنها تقوية المناعة ضد هذا الفيروس وغيره من الفيروسات والجراثيم.
ويُحكى في هذا الصدد عن الفيتامين C وعن معدن الزنك وعن بعض المواد الأخرى والنباتات التي يكثر الحديث عن دورها في زيادة المناعة وعن خصائصها الطبية المفيدة لصحة الإنسان. وتأسيساً على ما تقدّم، ظهر في الصيدليّات اللبنانيّة، في المدّة الأخيرة، مستحضر يجري الترويج له بشعار ثلاثي: مضاد للأكسدة، تحسين النشاط وتقوية المناعة. فما هو هذا المستحضر المثلث الفوائد، وما هي مكوّناته، وكيف تقوم هذه المكوِّنات بهذه الأدوار المنوطة بها؟
يُعرف هذا المستحضر بإسم “Vita c Extra euractive”، وهو عبارة عن حبوب فوّارة يحتوي كلّ منها على عشرة مكوّنات هي التالية: “vitamine c (1000mg)” ، “Echinacea Purpurea” ، “Royal Jelly”، “Propolis”، Zinc””، “Eoenzyme Q10″، “Selenium”، “Vitamine D3″، “Ginseng” و”Rutine”.
وسأتناول خصائص كلّ من هذه المكوِّنات، مع العلم أنها تملك قاسماً مشتركاً في ما بينها هو تقوية مناعة الجسم وتقوية النشاط،. كذلك تؤدي أدوراً أخرى مفيدة لصحة الإنسان.
فإلى الفيتامين C أولاً الذي يعتبر من أكثر الفيتامينات معرفة من قبل الناس والأكثر إستعمالاً عندهم، وخاصة في فصل الشتاء، للوقاية من الأمراض الناتجة عن برودة الطقس، مرّة بشكل حبوب فوّارة، ومرةً إمتصاصاً، ومرة ثالثة يتمّ إبتلاعه مع الماء. وعلى الرغم أن عدداً من الأطباء لا ينسبون إليه إجتراح المعجزات، إلا أن عدداً كبيراً منهم لا يمانع في تناوله. إنه فيتامين لا يستطيع جسم الإنسان إنتاجه ولا تخزينه، لذلك يتمّ التزوّد به من مصادر غذائية كبعض الفواكه والخضار. أما بالنسبة لفوائده فتأتي في الطليعة الوقاية من أمراض الرشح والإلتهابات الرئوية، كما زيادة إمتصاص مادة الحديد في الجسم. ويلعب الفيتامين C دوراً في إصلاح الأنسجة فيساعد الجسم على إنتاج الكولاجين ما يفّر إستعماله في المستحضرات الجلدية لمحاربة التجاعيد وفائدته في إلتئام الجروح ومعالجة الحروق. ويلعب أيضاً دوراً في إنتاج الناقلات العصبية مثل سيروتونين ودوبامين وغيرهما، ما يُفسّر فائدته في الوقاية من إضطرابات الذاكرة وأمراض الألزهايمر والباركنسون والإكتئاب.
وإلى ذلك، فهو معروف أيضاً كمضاد للأكسدة (Anti-Oxydant)، ما يفسّر دوره في زيادة المناعة ضد عدد كبير من الأمراض وليس الأمراض الناتجة عن الإلتهابات الجرثومية فقط، نذكر منها: أمراض القلب والشرايين وأمراض العين، بالإضافة إلى بعض الأمراض السرطانية.
وبالعودة إلى دوره في زيادة مناعة الجسم ضد أمراض البرودة، فإن هذا الدور ليس فاعلاً إذا تمّ تناول فيتامين C بعد بدء الأعراض، إنما الفائدة هي في تناول منتظم قبل الإصابة بهذه الأعراض.
الجدير بالذكر أن دور الفيتامين C يكمن في الدرجة الأولى في التخفيف من الأعراض وتقصير مدة المعاناة وليس في الشفاء السريع من المرض أو في منع حدوثه.
وبما أن الجسم لا يستطيع تخزين الفيتامين C، فهذا يُعتبر من السيئات والحسنات في الوقت ذاته. من السيئات أن مفاعيل هذا الفيتامين الموجود في المكملات الغذائية لا تدوم طويلاً في الجسم. لكن الحسنات تكمن في أن الجسم يستطيع التخلُّص منه بسرعة، وهو ما يخفف من إمكانية الأضرار والتسُّم في حال تخَّتْ كميته الحدود المسموح بها.
وقد سمعنا الكثير من الكلام عند بدء جائحة كورونا عن دور الفيتامين C في الوقاية من الفيروس، وفي تسريع الشفاء منه، إلا أن هذا الدور لم يتمكّن الباحثون، حتى الآن، من إثباته على رغم الدراسات التي أجريت في هذا الصدد. من هنا، فإن التحقُّق من العدم يحتاج إلى المزيد من الأبحاث.
المكون الثاني في هذا المستحضر هو: “Echinea Purpurea”، الذي يعود مصدره إلى القسم الشمالي من القارة الأميركية، أي الولايات المتحدة وكندا. وعلى غرار الفيتامين C ، فإن هذه النبتة تلعب دوراً في زيادة المناعة وفي التخفيف وإختصار الأعراض الناتجة عن البرود، وفي طليعتها الأمراض الصدرية. وكما الفيتامين C الذي يجب تناوله باكراً قبل الإصابة أو على الأقل تقدير عند بدء ظهور الأعراض لكي تكون فعالة. ويشير بعض الدراسات إلى أن دور هذه النبتة في الوقاية من الأمراض البردية محدود لأن هناك حوالى مائتي فيروس مسؤول عن الأمراض الناتجة عن البرودة. وقد تكون هذه النبتة فعّالة تجاه عدد من هذه الفيروسات وليست كلها. وكما بالنسبة للفيتامين C، فهذه النبتة مضادة للأكسدة، ولهذا فهي تلعب أدوارا أخرى أيضاً، منها تخفيض السكر في الدم، تخفيف القلق والإكتئاب وبعض أمراض القلب والشرايين. ويختلف الباحثون أيضاً في تقييم دورها نظراً لإختلاف النتائج بين التجارب على الإنسان والتجارب على بعض الحيوانات.
المكوّن الثالث في المستحضر هو “Royal Jelly”، أي غذاء ملكات النحل. وفي طليعة مميزات هذا المكوِّن قدرته كمضاد للأكسدة والإلتهابات. وكنتيجة لذلك، تندرج الفوائد المتنوِّعة المتعلقة به مثل: تقوية المناعة، محاربة الشيخوخة، سواء عن طريق تحسين الوظائق الدماغية (الذاكرة، محاربة الإكتئاب والألزهايمر) أو عن طريق محاربة التجاعيد الجلدية، التخفيف من أخطار الأمراض القلبية والكولستيرول والسكري وضغط الدم، تسريع إلتئام الجروح والتشقّقات الجلدية، التخفيف من أعراض سن اليأس، وأخيراً وليس آخراً، معالجة الآثار الجانبية الناتجة عن علاج مرض السرطان كالعلاج الكيميائي.
إن هذه الفوائد جرى تسجيلها بعد إجراء تجارب على الحيوانات وبعض التجارب الأخرى على الإنسان. وقد تأكدت عند أناس ولم تتأكد عند آخرين، وبالتالي فإن التثبت فيها بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتشمل عدداً أكبر من الكائنات البشرية.
نأتي الآن إلى المكون الرابع وهو”Propolis” وهو صمغ النحل، أي مادة حمضية لزجة تجمعه النحل من الأشجار وتنتجه، كما تنتج العسل. وقد إستعمله الأشوريون منذ القدم لتسريع إلتئام الجروح ومعالجة الدمل الملتهبة نتيجة الجراثيم. وهو معروف اليوم بفعاليته في محاربة البكتيريا والفطريات وسائر الجراثيم، كما يستعمل في معالجة التشقّقات الجلدية والحروق والجروح، كما عند الأقدمين. وقد أثبتت دراسة نُشرت مؤخّرًا، أن الصّمغ يساعد في تسريع نمو خلايا جديدة سليمة في حالة الحروق.
ويُعرف البروبوليس بقدرته على محاربة الإلتهابات غير الجرثومية “anti-inflammatory” ، وتوازي هذه القدرة قدرة الكورتيزون ومشتقاته. والمراهم المصنوعة من البروبوليس تساعد على الشفاء من القروح الناتجة عن الهربس التناسلي (genital herpes).
وتختلف المواد الموجودة في الـ Propolisباختلاف أمكنة تواجد النحل وحسب أمكنة الأشجار التي تقاربها. فالبروبوليس في أوروبا، مثلاً، يختلف عما هو عليه في البرازيل وهكذا دواليك.
وقد تمكن الباحثون من إكتشاف أكثر من ثلاثمئة مادة في البروبوليس أكثرها من أنواع “Polyphenols”، وهي مواد مضادة للأكسدة بإمتياز، أي أنها تحارب الإضطرابات الكثيرة التي تصيب جسم الإنسان. من هنا نتبيّن فوائد الـ”بروبوليس” العديدة والمشابهة لما ذكرته في المكوِّنات الأخرى الموجودة في المستحضر.
إنتقل الآن إلى الحديث عن مكون آخر موجود في هذا المنتج وهو الزنك. يتواجد هذا المعدن في أكثرية الخلايا الموجودة في الجسم وعلى مختلف أنواعها ووظائفها ، وهذا أكبر دليل على مدى أهميته. ما يبرر أهمية وجوده في هذا المستحضر هو فعاليته التي لا نقاش حولها في تقوية جهاز المناعة ومحاربته الفيروسات والبكتيريا وغيرهما من الجراثيم.
وتزداد هذه الأهمية عندما نعرف أن الجسم بحاجة إلى الزنك للنمو طوال مراحل الحياة منذ الحمل فمرحلة الرضاعة مروراً بالطفولة ومرحلة الدراسة وصولاً إلى مرحلة الشباب فالشيخوخة. وما يفسِّر الحاجة إليه طوال هذه المراحل هو دوره في تواصل الخلايا العصبية بعضها مع البعض، أي في الجهاز العصبي وفي الدماغ، وبالتالي أهميته في تقوية القدرة على التحصيل العلمي وباقي النشاطات العقلية، في ما بعد، وصولاً إلى الحفاظ على الذاكرة خلال مرحلة الشيخوخة. وهذا النشاط الدماغي إكتشفه بحث أجري في جامعة “تورنتو” في كندا ونشر في مجلة “Neuron” العلمية حول تواصل الخلايا العصبية مع بعضها ودور ذلك في التعلم وفي الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الزنك دوراً في إلتئام الجروح وفي معالجة التشققات الجلدية، وهو ما يفسِّر إستعماله في عدد من الكريمات الجلدية. وتتحدث دراسة سريرية عن أن الزنك الموجود في مستحضرات جلدية يساعد على الشفاء من التشققات من خلال محاربة البكتيريا والإلتهابات وتسريع إعادة تكوين الأنسجة الجلدية. وفي هذا السياق هو يساعد أيضاً في الشفاء من حب الشباب بالإضافة إلى ذلك يلعب الزنك دوراً في الحفاظ على شبكية العين من خلال تأخير ضعف الشبكة المرتبط بتقدم العمر، وهذا إستناداً إلى دراسة في مجلة “Archives of ophthalmology”. ولا يقتصر دور الزنك على ما تقدّم، بل إن بعض الدراسات أثبت أن النقص في معدل المعدن يترافق مع إنخفاض في نوعية السائل المنوي وهو عامل يمكنه التأثير سلباً على الخصوبة عند الرجال. وبالعودة إلى دوره في جهاز المناعة، فإن أي نقص في الزنك عند الأولاد من شأنه زيادة إمكانية الإصابة بالإلتهابات الجرثومية. وإستناداً إلى مجلة “European Journal Of Immunology” فإن جسم الإنسان بحاجة إلى الزنك لتفعيل دور “T-lymphocytes” وهي خلايا لمفاوية موجودة في الدم وتلعب دوراً أساسياً في المناعة ضد الإلتهابات الميكروبية وحتى ضد بعض الأمراض السرطانية.
وفي هذا المجال تؤكد دراسة نشرت في مجلة “The American journal of clinical nutrition” ، أن النقص في الزنك يمكن أن يزيد التعرّض لعدد متنوع من مسببات الأمراض. وفي مجال الأمراض الناتجة عن برودة الطقس تقول دراسة نشرت في مجلة”The open respiratory medicine journal ” أن الزنك بشكل حبوب للإمتصاص (lozenges) يساعد كثيراً في تقصير مدة الأعراض إلى حد الأربعين بالمئة. وتؤكد ذلك مؤسسة “Cochrane” الصحية بأن هذه الحبوب من شأنها تخفيف مدة وقساوة المعاناة إذا تمّ تناولها في اليوم الأول لبدء الأعراض.
ونأتي الآن إلى مكون “coenzyme Q10” ، إن كلمة “coenzyme Q10” تعني الأنزيم المساعد أي هو يساعد الأنزيمات على القيام بدورها في العمليات الكيميائية داخل الجسم. ويعتبر “coenzyme Q10” مضاداً للأكسدة ينتجه الجسم بشكل طبيعي. ولكونه مساعداً للأنزيمات فهو مسؤول عن توليد الطاقة من مواد الكربوهيدرات والأحماض الدهنية، ما يؤدي إلى تشغيل ماكنة الخلايا أو آلة الخلايا إذا صح التعبير، وبالتالي يساعد خلايا الجسم في النمو والتجدد، بحسب ما ذكر موقع مستشفى “Mayo clinic” الذي رصد العديد من الدراسات التي تثبت أن مستويات coenzyme Q10 ” تنخفض مع التقدم في العمر.
وأبدأ بفوائده على الرئتين وهو ما يبرر إدخاله في هذا المنتج. فهو يساعد على التخفيف من إلتهاب الرئتين وتحسين أوضاع المصابين بالأمراض الصدرية، وقسم من هذه الأمراض ناتج عن البرودة. وتأتي هذه الفوائد لأنه يساعد في علاج القصور القلبي. وفي دراسة شملت 420 شخصاً ثبت أن تناول هذه المادة لمدة سنتين ساهم في تحسن أوضاعهم وفي الحدّ من حوادث الوفاة لديهم. وفي دراسة أخرى شملت 641 شخصاً، تبيّن أن تناول الـ coenzyme Q10 لمدّة سنة، ساهم في التخفيف من معاناة مَن خضع للتجربة، ومن المضاعفات الناتجة عن مرض القصور القلبي. وقد ظهر أيضاً تأثير هذه المادة على الخلايا الدماغية من خلال التخفيف من معاناة مرضى ألزهايمر والباركنسون، كما ظهر تأثيرها في الوقاية من أوجاع الصداع النصفي (migraine) شرط تناوله لبضعة أشهر. ومن شأن coenzyme Q10 أيضاً تحسين نوعية السائل المنوي لدى الرجال وأيضاً نوعية البويضات لدى النساء، مما يساعد على الخصوبة لدى الجنسين.
وفي حال إستعماله مباشرة على الجلد، بإمكانه تخفيف التجاعيد وسائر المشاكل الجلدية الناتجة عن أشعة الشمس وغيرها، والأمر عائد إلى مفعوله المضاد للأكسدة. وبسبب دوره في إنتاج الطاقة فهو يكافح التعب ويساعد على عمل العضلات، وأخيراً وليس آخراً يلعب coenzyme Q10 دوراً في تفعيل الأنسولين وبذلك يعمل على تخفيض مستوى السكر في الدم ومكافحة مرض السكري. وككلّ المواد المضادة للأكسدة يمكن أن يساعدعلى مقاومة الأمراض السرطانية. وأخيراً يُحكى عن دور له في التخفيف من المفاعيل المضرة لبعض أدوية الكولسترول على الكبد وعلى العضلات.
والآن إلى مادة “Selenium” . وأرى من المناسب البدء بفائدة هذا المعدن في تقوية المناعة فهو يحارب الإلتهابات الجرثومية من بكتيريا وفيروسات وطفيليات. وهذه المناعة لا تقتصر فقط على الإنفلونزا والسلّ والربو وغيرها من الأمراض الصدرية وإنما تتعداها إلى إلتهاب الكبد الفيروسي أيضاً (Hepatitis C) حتى أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن النقص في السيلينيوم من شأنه أن يفاقم من أوضاع المصابين بمرض الإيدز وتسريع إنهيارهم.
والسيلينيوم معروف بكونه مضادًا للأكسدة، ونتيجة لذلك فهو يتحلّى بفوائد شبيهة بالمواد الأخرى المذكورة سابقاً فيما يختص بالقلب والشرايين والدماغ وبعض الأمراض السرطانية كالثدي والرئتين والقولون والبروستات. يضاف إلى ذلك، تأثيره الإيجابي على الغدة الدرقية (thyroid) وهو تأثير أكدته دراسات ومنها دراسة أجريت على ستة آلاف شخص أظهرت أن النقص في معدن السيلينيوم يترافق مع إلتهاب في الغدة الدرقية ناتج عن الأكسدة، وهو إلتهاب يؤثر سلباً على وظائف أساسية في جسم الإنسان تقوم بها الغدة الدرقية (Thyroid). والسيلينيوم بمفعوله المضاد للأكسدة يقوم بحماية هذه الغدة وتسهيل سير هذه الوظائف.
نأتي إلى المكون الثامن، وهو فيتامين D3 المعروف من أناس كثيرين على إنه ضروري لنمو العظام ولتحسين أداء العضلات. إلا أن ما لا يعرفه البعض هو دوره في تقوية مناعة الجسم ضد كل الإعتداءات الخارجية وفي طليعتها الأمراض الناتجة عن البرودة. وقد بدأ الناس مؤخراً التعرّف إلى هذه الميزة. ومهما تحدثنا عن هذا الفيتامين قد لا نعطيه حقه نظراً لفوائده الكثيرة. وقد لا يتسع هذا المقال للحديث عن كل التفاصيل المتعلقة به، خاصة أن عدداً كبيراً من الناس بدؤوا بتناوله في المدة الأخيرة وأصبحوا يعرفون عنه الكثير. وسأذكر فوائده بإيجاز: تحسين نمو العظام بمساعدة الجسم على إمتصاص الكالسيوم، تحسين أداء العضلات بمساعدته على إمتصاص المغنيسيوم كما الفسفور. ثم تقوية جهاز المناعة ضد الأمراض الجرثومية (وفي طليعتها الناتجة عن البرودة). وضد بعض الأمراض السرطانية. وكونه مضاد للأكسدة ، يتمتع بفوائد شبيهة بباقي المواد المذكورة سابقاً: القلب والشرايين والدماغ والسكري والجلد…
والآن إلى نبتة الجنسنغ المعروفة خاصة لدى الرجال في مجال تحسين الأداء الجنسي وزيادة النشاط ومحاربة التعب. يضاف إلى هذه الفوائد، تلك الناتجة عن محاربة الأكسدة ومنها: المناعة، الخلايا الدماغية وسائر مشاكل أمراض الشيخوخة، السكري، إلى غير ذلك من الفوائد التي يضيق المجال لتعدادها كلها.
تبقى المادة العاشرة والأخيرة: “Rutine”، وقد لا يعرفها الكثيرون. إنّ دورها يكمن في تقوية المناعة، وهو دور غير مباشر، لأنها تساعد على إمتصاص الجسم للفيتامين C الموجود في المواد الغذائية، الفيتامين المعنيّ مباشرة بتقوية المناعة. إلا أن الدور الأساسي لهذه المادة هي في معالجة القصور الذي يصيب الأوردة الدموية، وبالتالي تسهيل سير الدورة الدموية في هذه الأوردة وفي الشرايين أيضاً. من هنا وجود هذه المادة في عدد من الأدوية التي تعالج هذه الحالات، ومنها الدوالي (varice)، كما في الأدوية التي تعالج البواسير، لأن البواسير ناتجة عن خلل في الأوردة الدموية الموجودة في منطقة الشرج. وكونها تساعد على تسهيل وظائف الأوردة والشرايين فهي تلعب دوراً في الوقاية من الجلطات على أنواعها. ولأن الأكسدة هي نوع من الإلتهابات فإن قدرتها المضادة للأكسدة تساعدها على تخفيض آلام المفاصل. وينسب إلى هذه المادة الكثير من الفوائد، إلا أن ذلك يستلزم ،على الأرجح ، كميات أكبر من الموجودة في هذا المستحضر، كما يستلزم المزيد من الأبحاث لتأكيدها.
كان ذلك ملخصاً لفوائد المكونات الموجودة في هذا المنتج. ويلاحظ أن الفوائد هي ، إلى حد ما، متقاربة في أكثريتها. ويعود ذلك إلى كون هذه المكونات تُعدّ مضاداً للأكسدة وهذه الميزة تحافظ على كل أنواع الخلايا وتحفظها من التلف، وبالتالي فالفوائد تشمل كل أعضاء ووظائف الجسم. إلا أن تأثير كل من هذه المواد أكثر على هذه أو تلك من الوظائف يختلف من مادة إلى أخرى ومن عضو إلى آخر من الأعضاء البشرية المختلفة تبعاً لكمية هذه المادة وتبعاً لتجاوب كل من هذه الأعضاء وتجاوب كل شخص، إلا أن الأهداف الثلاثة المنشودة من هذا المستحضر والمذكورة في أول المقال قد تأمّن مع كامل هذه العناصر.
وبالعودة الآن إلى مستحضر “Vita c extra euractive” فهو يتواجد في السوق اللبنانية بشكل حبوب فّارة بطعم البرتقال، تحتوي العلبة الواحدة على عشرين حبة. ويتمّ تناوله بمعدل حبة واحدة صباحاً تذوب في كوب من الماء.
ختاماً، إن هذا المستحضر يحتوي على مواد يتواجد قسم منها في عدد من الأدوية الأخرى، وهي وإن كان قسم منها فيتامينات وقسم آخر معادن وقسم ثالث مواد نباتية إلا أنه لا يجوز الإستخفاف بها والتعامل مع المستحضر على أنه أحد المرطبات الفوّارة، وبالتالي يجب الأخذ بالإعتبار الوضع الصحي لكل فرد والأدوية التي يتناولها بما فيها الفيتامينات والمعادن والمواد النباتية وسائر المتممات الغذائية، والتقيّد بالجرعة اليومية دون زيادة. ويكون مستحسناً إستشارة الطبيب في هذا المجال قبل تناوله، كما قبل تناول أي مستحضر آخر مشابه.