دمار وأدوية مهدئات
حالات الخوف والقلق والإضطرابات في النوم واحدة من تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان. صحيح أن ثمة تداعيات تبقى أخطر وأشد إيلاماً وهي القتل والتهجير والتدمير والنزوح، الا ان من بقي حياً ولو كان يعيش في منطقة آمنة ، لم يستطع التفلّت من الحالات الثلاث التي ذكرناها أو على الأقل حالة أو اثنتان منها. ومن المعروف أن ما يصيب لبنان حالياً ليس بجديد عليه، وإن يكن جديداً على من هم في العشرين وما دون من العمر، اذ أن جيل الخمسينات من القرن الماضي وحتى ايامنا الحالية، ذاقوا أنواعاً من الحروب والتهجير أشد وأقسى في بعض الحالات، اذ كان هذا التهجير يتمّ بمراكب شحن للمواشي للوصول الى قبرص،أقرب الدول الآمنة لهم.
بين حروب الأمس والحرب الدائرة حالياً،ثمة قاسم مشترك هو: التهافت على تناول أدوية الأعصاب التي لا يسلّمها عادة الصيدلي الا بوصفة طبية. لكن هذا التهافت الذي زاد عن حدّه والذي سعى اليه النازحون والمهجرون الذين ضربت صيدليات مدنهم وقراهم أو أقفلت وابتعدوا عن أطبائهم، ذهبت بعدد من أصحاب الصيدليات الى غض النظر عن الوصفة المطلوبة، وهذا ما ألمح اليه نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم الذي “لا ينصح بتعاطي المهدئات لما يتضمنه هذا التعاطي من انعكاسات سلبية كثيرة على الصحة العامة”.
وبإزاء تمسك بعض الصيدليات بالقانون في الظروف الإستشفائية، اندفع كثيرون نحو الأعشاب الطبية التي تفعّل فعل الدواء لناحية توفير الإسترخاء والمساعدة على النوم، ومنها: البابونج وخلطة بلسم الليمون والنعناع، ومغلي أوراق شجر الغار وشرب كأس منه قبل النوم، من دون ان ننسى أوراق الزهور المجففة وغيرها…
وبحسب نقيب الصيادلة أيضاً، فإن نسبة الأدوية المتوافرة في الصيدليات لمدة أربعة أشهر مقبلة، تصل الى 80 بالمئة، ولكن هناك معاناة في إيصالها بسبب الظروف”.