الجسم التمريضي السعودي في حركة نشطة
في بيان صادر عن وزارة الصحّة السعوديّة أنّ المستشفيات العائدة إليها أجرت ما يقارب من 370 ألف عملية جراحية روتينيّة (غير حرجة) منذ مطلع 2021 وحتى منتصف 2022، وفي مختلف التخصّصات: جراحة عامة (بنسبة 20 بالمئة)، جراحة نسائيّة وولادة (16 بالمئة)، عمليات عيون (13 بالمئة)، وتأتي هذه الخدمات بعد خطّة استراتيجيّة وضعتها الوزارة للتعافي من آثار جائحة كورونا. ويتولّى تنفيذ هذه الخطّة قسم عمليات الرعاية الثانوية والمتخصّصة التابع للمركز الوطني الصحي للقيادة والتحكّم بمتابعة ورصد قوائم الانتظار للعمليات الجراحية الروتينية، لضمان جدولة العملية خلال 36 يومًا، وهو أحد مستهدفات وزارة الصحة لتسهيل الحصول على الخدمات الصحية.
وكانت الوزارة قد أطلقت الخميس 14 أيلول (سبتمبر) مرحلة التصويت لجائزة “وعي 2022” في موسمها الخامس والتي تقدّم هذا العام بالشراكة مع مجلس الضمان الصحي السعودي، جوائز يفوق مجموعها مليون ريال سعودي. وتهدف الجائزة إلى تشجيع مواطني العالم العربي على إنتاج محتوى إبداعي يُسهم في إثراء الإعلام الصحي.
يُشار إلى أنّ مرحلة التصويت ستستمر عشرة أيام تنتهي يوم الأحد في 25 أيلول (سبتمبر) لتحديد المشاركات الفائزة بـجائزة الجمهور من ضمن المشاركات التي تمّ ترشيحها للفوز من قبل لجنة تحكيم بناء على معايير معلنة. وتسعى وزارة الصحة السعودية من خلال هذه الجائزة التي سيتمّ توزيع جوائزها أواخر العام الجاري، إلى تحفيز المجتمع على اتباع نمط حياة صحي للوقاية من الأمراض، علمًا أنّ التصويت للمشاركة الفائزة يتمّ عن طريق الموقع الإلكتروني للجائزة: https://waaiaward.co/LNP01.
من جهة أخرى، ووفقًا لاستطلاع عالمي، أكّد ممارسو الرعاية الصحيّة في المملكة أنّ برنامج تدريب الموظّفين، وبشكل دائم، أمرٌ ضروري لبناء نظام صحّي أكثر مرونة عقب جائحة كوفيد 19. وبسؤال هؤلاء عن العوامل التي تعزّز قدرة النُظُم الصحية على تقديم أداء أفضل في مثل هذه الأزمات، أشار أكثر من نصف المتخصصين في الرعاية الصحية في المملكة (52 %) إلى أهمية الدعم المقدم من القيادات لضمان الحصول على أنظمة صحية مرنة. كما أكّد 26% منهم أن برامج التدريب القوية تشكّل مكوّنًا رئيسيًا في القدرة على الصمود. وقد كانوا الأكثر تأييدًا لهذه النقطة مقارنة بأقرانهم العالميين في المملكة المتحدة (8%) والولايات المتحدة الأميركية (11%) ونيجيريا (13%) والبرازيل (16%) والهند (18%)، علمًا أنّ منظمة الصحة العالمية تُعرّف مرونة النظام الصحي بأنها “القدرة على الاستعداد للتغيّرات المفاجئة والمتطرفة مثل الأوبئة، وإدارتها، واكتساب الخبرات منها. وقد أثارت جائحة كوفيد-19 القلق بشأن القضايا الأساسية في النُظُم الصحية العالمية التي تقوّض هذه القدرة، ما يشكّل تهديدات كبيرة لبقائهم في حالة حدوث حالات طارئة واسعة النطاق.
وكان ما يقرب من ثلث المستطلعين (28 %) قد ذكروا أن عدم كفاية التدريب، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل نقص اليد العاملة الماهرة هي أبرز العوامل التي تضعف حاليًا نظامهم الصحي الوطني، وفق الاستطلاع الذي أجرته (YouGov) نيابة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية Wish، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر.
بالنظر إلى المستقبل، أكد 46% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في المملكة أن تعليم الموظفين الذين تنقصهم الخبرة، وتدريبهم، سيظلّ التوجّه الرئيسي لقطاع الرعاية الصحية السعودي على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهي أعلى نسبة مقارنة مع أقرانهم في المملكة المتحدة (25%) والولايات المتحدة الأميركية (30%).
وعلّقت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ “ويش”، قائلة: “كشفت جائحة كوفيد-19 أن عدم الاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ الصحية بهذا الحجم شكّل أحد أكبر التحديات التي تواجهها النظم الصحية العالمية. وبما أن المتخصّصين في الرعاية الصحية هم في قلب هذه الأنظمة، فإن مزيد الاهتمام بنموّهم وتطوّرهم مهنيًا أمر ضروري لتمكين المجتمعات من تلقي الرعاية اللازمة خلال الأوقات الصعبة. نحن نشجّع المؤسسات الصحية العالمية وواضعي السياسات ومناصري الصحة على مواءمة الجهود ووضع استراتيجيات لتأكيد أهمية برامج التدريب والتعليم والقيادة، لما لذلك من أهمية في تعزيز قدرة النظم الصحية العالمية على التغلب على التحديات الصحية الرئيسية في المستقبل”.
يهدف الاستطلاع، الذي شمل متخصّصين في الرعاية الصحية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والهند والبرازيل، إلى اكتساب نظرة معمّقة حول آثار التعامل مع جائحة كوفيد-19 على حياة العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتسليط الضوء على تجاربهم أيضًا، وكذلك استكشاف الشكل الذي قد يبدو عليه مستقبل الرعاية الصحية وفقًا لمقدمي الرعاية الصحية العاملين في الصفوف الأمامية.
Wish هي منصة عالمية تجمع خبراء الرعاية الصحية وواضعي السياسات والمبتكرين معًا لتوحيد جهودهم بهدف بناء عالم يتمتع بصحة أفضل. وتسعى “قمة ويش”، التي تُقام في الدوحة كل سنتين، إلى عرض أبحاث “ويش” القائمة على الأدلة، ومناقشة السبل الكفيلة بترجمة نتائجها إلى حلولٍ عمليّة قائمة على السياسات تساعد في تعزيز خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. ومن المقرر أن تنعقد الدورة السادسة للقمة هذا العام بشكلٍ يجمع بين الحضور الفعلي والافتراضي في الفترة من 4 إلى 6 تشرين الأوّل (أكتوبر) تحت شعار “نحو مستقبل مفعم بالحياة”. ستستكشف القمة بعمق إرث كوفيد-19 من وجهات نظر مختلفة، بما في ذلك كيفية بناء أنظمة رعاية صحية أكثر مرونة واستدامة، وتحسين استجابتنا لأزمة الصحة النفسية التي يواجهها العاملون في مجال الصحة والرعاية، وتسخير التقدم السريع في الابتكار الصيدلاني الذي حدث أثناء الجائحة.