لا يُبدي رئيس مجلس إدارة APEX السيد زهير العطعوط تشاؤمًا كبيرًا، على رغم إدراكه أنّ أزمة كورونا الصحيّة والاقتصاديّة ستكون لها ارتدادات في العام المقبل أيضًا، والسبب أنّ APEX التي اتّخذت الإجراءات الوقائيّة الضروريّة للمحافظة على موظّفيها وزبائنها، حقّقت نتائج مُرضية في المناطق التي تتواجد فيها، لا سيما منها القارة الأفريقيّة وتحديدًا في مصر، ما أثبت كم أنّ شركته تتمّع برصيد كبير. لكنّ السيد زهير العطعوط واقعي ويضع رجلَيْه على الأرض ولا يحبّذ الطيران في الفضاء بلا أجنحة، ولذلك تراه يدرس بإمعان الإرتدادات المنتظرة لكورونا وتأثيراتها البالغة على الاقتصاد، وكي لا تقفز الشركة قفزة في المجهول وتغامر في زمنٍ باتت المغامرة فيه تهوّرًا فاضحًا، فها هو تحسّب للمستقبل وبدأ، منذ الآن يعتمد استراتيجيّة واقعيّة تقوم على مبدأ أساسي هو: التخفيف من المصاريف، اللملمة، زيادة في الاهتمام بالزبائن، التخلّي عن كماليّات العمل واللجوء بشكل واضح إلى التكنولوجيا الحديثة، تماشيًا مع ما هو سائد اليوم في الغرب، خصوصًا وكي يواكب هذا التطوّر الذي لا بدّ منه في متابعة الأعمال.
في هذا الحديث المقتضب، إذا جاز التعبير، جمع زهير العطعوط كلّ أفكاره ورسم خطّته وحدّد خطواته. ومَن ينتهج هذا السلوك والمسار، لا بدّ من أن تكون النتائج لصالحه حتمًا.
في ما يلي نصّ الحديث:
س: قد تكون فترة كورونا التي مرّت على القطاعات الانتاجيّة ولا سيما على شركات قطاع التأمين، من اسوأ ما عرفته تلك القطاعات في عقودٍ ماضية، وخصوصًا أن هذه الجائحة ترافقت مع أزمة اقتصاديّة عَبَرَت كلّ دول العالم. كيف تعاملتم كشركة تأمين مع هذا الواقع المستجدّ، وما هي الاستراتيجيّة التي اعتمدتموها لإمرار هذه المرحلة الصعبة، وهل لنا أن نعرف تداعيات الأزمتَيْن معًا، الوبائيّة والاقتصاديّة، على الشركة؟
ج: مرحلة كورونا تعتبر من الفترات السيئة على الجميع وعلى كافة القطاعات الاقتصاديّة، والتأمين جزء لا يتجزّأ منها. طبعًا فالضرر اختلف بين بلد وآخر وبين منطقة وأخرى. وبالنّسبة للدول التي نغطّيها ونتعامل معها، عربيًا وافريقيًا، فهذا الضرر مرتفع، إلى حدٍّ ما، ولكنّنا حاولنا أن تدارك الموقف والتخفيف، قدر الإمكان، من تداعيات هذه الأزمة الصحيّة، فلجأنا إلى كافة التدابير الوقائيّة لحماية الموظّفين كإلزامهم بوضع الكمامات الواقية واستعمال المواد المعقّمة في المكاتب وارتداء القفازات. كذلك أقفلنا أبواب الشركة، وألغينا الرحلات إلى الخارج واعتمدنا الحجر الصحّي في المنازل ومارسنا أعمالنا عبر الـ Online.س: في ضوء ما تقدّم، لا بدّ أنّكم بصدد وضع استراتيجيّة جديدة لما تبقّى من هذه السنة وربّما للسنوات المقبلة أيضًا، باعتبار أنّ العالم قبل وفي أثناء كورونا سيكون مختلفًا بعد هذه الأزمة الصحيّة. ما هي خطّتكم للمرحلة المقبلة؟
ج: إنّ استراتيجيّتنا لهذه السنة تقوم، أوّلاً، على تخفيف المصاريف، مع الاهتمام بالزبائن وبشكل مكثّف، لاعتقادنا أنّ الأعمال متّجهة إلى التراجع وسيُصاب الجميع بهذه التأثيرات السلبيّة، خصوصًا في قطاعنا لأنّ التأمين في منطقتنا لا يُعتبر من الأساسيّات، وبالتالي فإنّ الأفراد سيوفّرون مدخّراتهم للإنفاق على الضروريات، ما سيؤثّر سلبًا على السيولة المالية لشركات التأمين المباشر وشركات وساطة الإعادة والإعادة نفسها، لأنّنا جميعًا في مركب واحد ونعمل ضمن دائرة واحدة. وفي ما خصّ شركات إعادة الوساطة، تحديدًا، كشركة APEX، فإنّ تحصيل العمولة لن يكون سهلاً بل سيتباطأ، ما يؤدّي إلى اتّخاذنا قرار”ا بتخفيض المصاريف، إلى حين تحسّن الأوضاع.
س: إذا افترضنا، لا سمح الله، أنّ هذا الوباء سيتجدّد، كما يروّج البعض في الخريف أو الشتاء المقبلَيْن، فهل هناك تدبير معيّن ستلجأون إليه؟
ج: في حال تجدّد الوباء، سوف نكون بكامل جهوزيّة، ولكن علينا أوّلاً التركيز، في هذه الفترة، على الوضع الراهن لأنّ الأمور قد تسوء إذا ما تفاقم الوباء وأضرّ بالاقتصاد، علمًا أنّ التأثيرات ستطاول جميع القطاعات الانتاجيّة، ولو أنّ تجدّد الجائحة سيكون أكثر استيعابًا بعدما تحضّرنا لها.
وبالنسبة لـ APEX، فنعمل على الاستفادة من التطوّر الالكتروني وتوظيفه في خدمة الوعي التأميني الالكتروني عبر سلسلة Webinars في ظلّ العمل عن بُعد.
وفي هذا الإطار، علينا أن نكون في كامل جهوزيّة للتصدّي للقرصنة الالكترونيّة وتقوية الأمان الالكتروني لمنع أي خلل نظرًا لأنّ هذه الفترة، هي الأكثر دسامة لأنّ القراصنة في حال من الترقّب والاستعداد للإنقضاض على الفريسة الكترونيًا، نظرًا للخلل الذي يمكن الشركات أن تقع به في هذه الفترة.
س: خسائر قطاع التأمين خلال الأشهر الماضية كان كبيرًا جدًّا في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وغيرها، كما في دول عربيّة عدّة. وثمّة إجراءات بدأت تتُّخذ لتخفيض الكلفة، فماذا عن قطاع التأمين في الأردن؟
ج: باعتقادي أنّ قطاع التأمين العربي بأكمله سيتأثّر بما نحن فيه وبما يمكن أن يتأتّى مستقبلاً،
ولهذا، ستلجأ الشركات للتخفيف من المصاريف لزيادة السيولة الماديّة والنقدية. وقد لا تكون سنة 2021 أقلّ صعوبة، بل أرى أنّ جميع قطاعات التأمين، لا سيما “الحياة”، والحريق والأخطار المصاحبة والاستشفاء ستكون الأكثر تأثّرًا، أمّا فرع تأمين السيارات فسوف يُربح لأنّ التعويضات ستنخفض خاصة في فترة الاغلاقات، هذا إذا استمرّت الجائحة.
في APEX، وكما كنّا دائمًا إلى جانب زبائننا، سنظلّ نعمل على تقديم أفضل الخدمات خصوصصا في مجالَي التدريب والتطوير وعبر الوسائل الالكترونيّة في فترة الحجر الصحّي، إذا حصل. وبالنسبة لوجودنا في المنطقة وفي افريقيا، فإنّنا ورغم الظروف الصعبة، حقّقنا أرباحًا خصوصًا في مصر ما يُثبّت مدى الثقة بـ APEX، بالرغم من الضجيج الذي حصل مؤخّرًا. أمّا مكتبنا في نيروبي بكينيا فالنتائج ممتازة، إضافة إلى مكاتبنا الـ Offshore في موزمبيق وانغولا والتي تتميّز بأداء جيّد جدًّا، أمّا بالنسبة للمكتب الرئيسي في عمّان بالأردن، فإنّ الأرقام جيّدة حتّى الآن، ونعمل على الاستمرار في النجاح والتألّق.