99 بالمئة من أعمال بوبا العربيّة تتمّ بالرقمنة
شركات التأمين دخلت معترك الحدّ من النفايات البلاستيكيّة التي تُحدث، كما أحدثت سابقًا، قلقًا دوليًا كبيرًا، بعدما بدأت تشكّل، بحسب آخر تقرير صادر عن البنك الدولي، 34 بالمئة من النفايات الصّلبة.
صحيح أنّ المخلّفات البلاستيكيّة الناتجة عن شركات التأمين ليست بذات أهميّة مخلّفات قطاعات أخرى، كقطاع النفط، مثلاً، إلاّ أنّ هذه المعركة تتطلّب جهودًا كبيرة مشتركة للحدّ من الأخطار البيئيّة والصحيّة الهائلة الناتجة عن هذه النفايات. وفي هذا الإطار، تُسجّل لشركة “بوبا العربيّة للتأمين التعاوني” مبادرة قامت بها قد تكون الأولى من نوعها، قضت بتبنّي مبادرة مجلس الضمان الصحّي التعاوني (CCHI) بالحدّ من استخدام البطاقات البلاستيكيّة ضمن حملة “سهّلناها عليك”. وفي شرح مستفيض لهذه المبادرة، أوضح المهندس الشريف حميد رئيس التسويق في بوبا العربية، أن هذه الخطوة تحققّت بفضل استثمارات بوبا العربية في تحسين جميع خدماتها الرقمية بشكل جذري وتحديثها بما يتماشى مع أحدث الاتجاهات الرقمية في خريطة “تجارب العملاء الرقمية العالمية”. أضاف: “سنظل نعمل دائمًا لتقديم تجارب رقميّة متميّزة لعملائنا من خلال منصتنا الالكترونية “بوبا كليك”، والتي تساعد على تلقي الخدمات بكل يسر وسهولة”. فمنذ نيسان (أبريل) الماضي، تابع يقول، “وصل تعاملنا بالبطاقة الرقمية الى نسبة 99%، وهو ما كان له آثار إيجابية كبيرة على مفاهيم “الاستدامة البيئية”، إذ وفّرنا طباعة مليونَيْ بطاقة بلاستيكية وبالتالي خفضّنا من النفايات البلاستيكية التي تصّنف ضمن أخطر 20 منتجًا من حيث عملية التصنيع. هذه الخطوة جزء لا يتجزأ من أهداف الشركة البيئية، التي تتقاطع مع أجندة برنامج الأمم المتحدة للبيئة”.
والواقع أنّ القلق الإقليمي والدولي يتزايد، يومًا بعد يوم، بشأن النفايات البلاستيكية المرميّة في البحار وفي البرّ معًا، نظرًا إلى انعكاساتها السلبيّة على البيئة التنموية المستدامة المرتبطة بالبشر وبالثروتَيْن: الحيوانيّة والنباتيّة.
وفي مؤتمر دولي عن هذه الأزمة عُقِد قبل أيّام، أجمع الخبراء ضرورة على إيجاد حلول تساعد على التقليل من هذه النفايات، قبل أن يتحوّل الأمر إلى كارثة حقيقيّة.
وكانت دراسات طبيّة عدّة تناولت خطورة البلاستيك المحتوي عند تفاعله مع الحرارة على مادة “الديوكسين”، ذلك أنّ مخاطر عدّة تنتج عن هذا التفاعل، أوّلها التأثير في صحة الإنسان، نتيجة تسرّب مواد مضرّة في الطعام والشراب لا تلبث أن تؤدّي إلى أمراض خطيرة، منها العقم لدى الرجال والنساء، فضلاً عن التشوّه الخلقي في الجينات لبعض الحيوانات، إضافةً إلى تضرّر الغدد الصمّ، وحصول اضطرابات هرمونية، ومشكلات جلدية. إلى ذلك، يسبّب هذا التفاعل أيضًا أضرارًا في الرئة، والجهاز المناعي.
وفي تقرير صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في العام 2019، قُدّرت كمية النفايات البلاستيكية التي تصل إلى المحيطات سنوياً بنحو 9 ملايين طن، تهدّد الكائنات الحيّة. وفي تقارير للأمم المتحدة عن البيئة، تبيّن أنّه يتمّ إعادة تدوير 9٪ فقط من تسعة بلايين طن من البلاستيك في العالم. كذلك أشارت دراسة من جامعة «ليدز» البريطانية التي صدرت في آب (أغسطس) 2020 بأن الكمية الإجمالية من البلاستيك التي ستلوِّث بيئة الأرض والمحيطات في السنوات العشرين المقبلة تُقدّر بنحو 1.3 مليار طن.
وإلى ذلك، تشير المعلومات إلى أن معظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلّل بيولوجيًّا، وتبقى في البيئة لفترات طويلة. وإذا استمرّت حالة عدم الاكتراث بهذه المشكلة وتراكمت المواد البلاستيكيّة بكميات كبيرة عاماً بعد آخر، فإنّ ذلك سيؤدّي، عاجلاً أم آجلاً، إلى أضرار ومخاطر بيئيّة وصحيّة عديدة.
يُذكر أنّ المملكة العربية السعودية، وفي أثناء اجتماعات وزراء الطاقة لمجموعة العشرين الذي نظّمته في العام 2020، تبنّت مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون الذي يمكن من خلاله إدارة الانبعاثات بنحو شامل متكامل، بهدف تخفيف حدة آثار التحديات المناخية، وجعل أنظمة الطاقة أنظف وأكثر استدامة. ويعتمد مفهوم “الاقتصاد الدائري للكربون” في تقنياته على نظام “الحلقة المغلقة” الذي يشبه، إلى حدّ كبير، ما يحدث في الطبيعة، وسيكون مساعداً على استعادة توازن دورة الكربون التي تعتمد على 4 استراتيجيات هي التخفيف، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير والإزالة.
أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنّ العلماء يقدّرون أن البشر أنتجوا نحو 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد انتهى المطاف بنحو 60% منه في مكبات النفايات أو الطبيعة، كما أن 99% من البلاستيك يُصنع من المواد الكيميائية المشتقة من النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، وكلّها موارد ملوّثة وغير قابلة للتجديد، وإذا استمرّت معدّلات الإنتاج الحاليّة للبلاستيك، فقد تشكّل صناعتها بحلول عام2050 نحو 20٪ من إجمالي استهلاك النفط في العالم.