بيل وميليندا غيتس
مؤسسة بيل وميليندا غيتس أعلنت في مؤتمر “قمة الصحة العالمية”، تخصيصها مبلغ 1.2 مليار دولار لدعم الجهود المبذولة للقضاء على جميع أشكال شلل الأطفال على مستوى العالم. جاء هذا الإعلان قبل انطلاق الحدث الرئيسي لجَمْع التبرعات. وتأتي هذه المساهمة المالية الجديدة من بيل وميليندا غيتس دعمًا لتنفيذ استراتيجية استئصال شلل الأطفال للفترة 2022-2026 والتي تهدف إلى القضاء على فيروس شلل الأطفال في آخر بلدَيْن يعانيان منه، هما باكستان وأفغانستان، ووقف تفشي أنواع جديدة من الفيروس. وكانت المؤسّسة ساهمت قبلاً بما يقرب من 5 مليارات دولار في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.
بيل غيتس، الرئيس المشارك للمؤسسة قال: “إن القضاء على شلل الأطفال أمر في المتناول. ولكن بقدر الشوط الذي قطعناه والنقطة التي وصلنا إليها، لا يزال المرض يشكّل تهديدًا. وبالعمل معًا، يمكن للعالم القضاء على هذا المرض”. أضاف: “أود أن أشكر ألمانيا لمشاركتها في استضافة أحداث هذا الأسبوع ودعمها الطويل الأمد لجهود القضاء على هذا الفيروس. وبالمناسبة، أحثّ المانحين الآخرين على دعم استراتيجية استئصال المرض لضمان عدم إصابة أي شخص بالشلل مرة أخرى”.

ومن المقرّر أن تستضيف ألمانيا، اليوم 18 تشرين الأوّل (أكتوبر)، حدث إعلان التبرعات الخاصة بالمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في مؤتمر قمة الصحة العالمية، حيث سيتعهد الشركاء العالميون والمانحون وقادة الدول بالمزيد من الالتزامات تجاه استراتيجية هذه المبادرة للفترة 2022-2026، والتي تتطلب تمويلاً قدره 4.8 مليار دولار. وتجدر الإشارة إلى أنه إذا تمّ تمويلها بالكامل، ستتمكّن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من توفير اللقاحات لحوالي 370 مليون طفل وتزويدهم بالخدمات الصحية الأساسية الأخرى. وتشمل الجهود المبذولة في إطار المبادرة تعميق العلاقات مع المجتمعات، ودعم الحكومات في التصدي لحالات تفشي المرض، والمساعدة في تعزيز إطلاق لقاح شلل الأطفال من الجيل التالي.
ميليندا فرينش غيتس، الرئيسة المشاركة لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، علّقت قائلة: “لقد نجحت مكافحة شلل الأطفال في تحقيق ما يفوق مجرد الحماية. فقد لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز النُظُم الصحية”. وأضافت: “لقد كان للعاملين في مكافحة شلل الأطفال دور حيوي بشكل خاص في التصدي لجائحة كوفيد-19 من خلال توعية السكان بأهمية التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها”.
ومن خلال استراتيجيتها 2022-2026، تعمل هذه المبادرة العالمية على تعزيز دمج حملات شلل الأطفال مع الخدمات الصحية الأوسع نطاقًا وبرامج التحصين الأساسية. ويُعتبر الاستمرار في توسيع نطاق استخدام الوسيلة الجديدة المبتكرة، المتمثلة في لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 ( nOPV2) ، أمرًا ضروريًا لمواصلة إيقاف تفشي هذا الفيروس.

مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، قال: “إن الخطوات الأخيرة للقضاء على المرض هي الأصعب بكثير. لكن مؤسستنا لا تزال تكرّس جهودها نحو مستقبل خالٍ من شلل الأطفال. نحن متفائلون برؤية هذا الإنجاز يتحقق قريبًا”. أضاف: “إن استثماراتنا في القضاء على شلل الأطفال لا تقربنا من هذا الهدف الحاسم فحسب، بل إنها تؤسس قدرة على التصدي طويلة الأمد من خلال تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية وضمان استعدادنا للتصدي للأوبئة في المستقبل”.
ومن خلال العمل عن كثب مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، ساعدت هذه المبادرة العالمية في الحدّ من حالات الإصابة بشلل الأطفال على مستوى العالم بأكثر من 99٪ وساعدت في منع إصابة ما يقدر بنحو 20 مليون طفل بشلل الأطفال منذ العام 1988. وعلى رغم هذا التقدّم غير المسبوق، فإن حدوث انقطاعات في التحصين الروتيني، والمعلومات الخاطئة عن اللقاحات، والاضطرابات السياسية، والفيضانات المأساوية في باكستان في العام 2022، كلّ ذلك يؤكد الحاجة الملحة لإتمام هذه المهمة.
وما يمثل مصدر قلق آخر هو أن البلدان التي سبق أن قضت على جميع أشكال فيروس شلل الأطفال أعلنت مؤخرًا عن اكتشاف حالات إصابة جديدة بالفيروس. كذلك، أكدت كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تفشي الفيروس وتمّت إضافته إلى قائمة تفشي المرض الخاصة بمنظمة الصحة العالمية في أيلول (سبتمبر) 2022. واكتشفت كل من ملاوي وموزمبيق حالات إصابة بفيروس شلل أطفال البري نشأت في الخارج في العام 2022.

في عام 2019، أصبح تحالف غافي للقاحات هو الشريك الأساسي السادس للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، ما زاد من تعزيز تعاونهما. وستواصل المبادرة تركيزها على وقف انتقال الفيروس والقضاء على شلل الأطفال من خلال حملات التحصين باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي. ويكمل تحالف غافي للقاحات جهود المبادرة من خلال تقديم الدعم للبلدان منخفضة الدخل بلقاح شلل الأطفال المعطل.

إشارة أخيرة إلى أنّ مؤسسة بيل وميليندا غيتس تعمل لمساعدة جميع الناس على أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة. وفي البلدان النامية، تُركِّز المؤسسة على تحسين صحة الناس ومنحهم الفرصة لانتشال أنفسهم من الجوع والفقر المدقع. أما في الولايات المتحدة، فتسعى المؤسسة إلى ضمان حصول جميع الناس، خاصة أولئك الذين لديهم أقل الموارد، على الفرص التي يحتاجون إليها للنجاح في المدرسة والحياة.