دعاء عايش… مؤتمر شرم الشيخ أصبح عالميًا لا محليًا أو إقليميًا
لم يعد غريبًا في الوطن العربي وتحديدًا في قطاع التأمين، أنّ نقرأ عن سيدة وصلت إلى أعلى المراتب وأنّها تقود مجموعة من الشركات، لا شركة واحدة.
المعنيّة بهذه المقدّمة هي السيدة دعاء عايش التي أثبتت بتحرّكها، أنّها النموذج الذي يحتاجه الوطن العربي لتتوحّد أعماله ومشاريعه وتتكامل، إذ بهذا التكامل، يمكن حلّ مشاكل عديدة: في الاقتصاد، في الطاقة، في المياه، في النفط، في الزراعة، في الصناعة، في السياحة وغير ذلك الكثير… وعلى رغم المسؤوليّات الكبيرة التي تتولاّها دعاء كمديرة إقليميّة لمجموعة BrokNet لوساطة الإعادة والمؤلّفة من 15 شركة، إلاّ أنّها تبدو واثقة من نفسها ومن نجاحها ومن تحقيق الآمال والتمنّيات، على أن تكون مثلاً يُحتذى لمن يرغب فعلاً في أن يرى الوطن العربي متماسكًا متكاملاً متكافلاً متضامنًا قادرًا على المواجهة والمنافسة مع كلّ التكتّلات الموجودة في العالم.
في هذا الحديث، تروي لنا دعاء مسيرتها القصيرة ولكنّ المُنتجة. معها كان الحوار التالي…
س: اسم دعاء عايش على الصعيد التأميني، انتشر بسرعة في أوساط هذه المهنة، وازداد ألقْ هذا الإسم مع المركز الذي تسلّمتِه، وهو الإدارة الإقليمية لمجموعة BrokNet. هل لنا أن نعرف بعضاً من مسيرتك الذاتية، تحديداً علاقتك بمهنة التأمين وما هي المراحل التي قطعتِها وصولاً الى مركزك الأخير؟
ج: بدأت مسيرتي في عالم وساطة التأمين في العام ٢٠١١ عندما انضممت إلى شركة Anglo-Arab Insurance Brokers، وهي أوّل شركة وساطة مرخّصة في العراق في العام 2005، من مزاياها أنّها تُعنى بوساطة التأمين المباشر، فضلاً عن أنّ اختصاصها هو المخاطر الكبيرة بدليل تعاملها مع شركات النفط والطاقة العالميّة. بدأتُ معها في تأمينات السفر والطبّي، ثمّ تدرّجت إلى التأمينات العامة المتعلّقة بالطيران والنفط والمسؤوليّات والبحري وغيرها، وذلك لمدّة 3 سنوات تسلّمت بعدها المسؤوليّات العامة حتى العام 2016. وفي 2018، بدأت عملي في مجال وساطة إعادة التأمين مع شركة من شركات وساطة الاعادة في الاردن، كوسيط في المخاطر الخاصّة حتى بداية العام 2022. كان نشاط الشركة متفرّع في اكثر من دولة، وكان من مسؤولياتي، الاشراف على هذا النشاط، إلى جانب اختصاصي بشكل كبير وموسّع في سوق التأمين المصري الذي تمكّنت خلال الأعوام الأربعة السابقة أن أبني علاقات وثيقة معه كما مع قيادات شركات تأمين تعرّفوا إليّ من خلال الخدمات التي كنت أقدّمها ما أكسبني مكانة مهنية مرموقة مصر. وبقيت على ما أنا عليه، إلى أن تعرّفت إلى السيد أحمد حسني في أحد المؤتمرات التأمينيّة التي جمعتنا ومهّدت الطريق للعمل معًا في BrokNet ضمن فريق وساطة إعادة التأمين، بحيث أكون المدير الإقليمي والمشرف على كل ما يتعلق بعمليات الإعادة في كلّ مكان تتواجد فيه الشركة.
س: BrokNet مجموعة لشركات إعادة وساطة كان وراء فكرتها السيد أحمد حسني وهو طبعاً مصري الجنسية، وحضرتك أردنية. ما الرابط بين هذا التعاون وكيف حصل والى مَ استند مجلس إدارة هذه المجموعة لتتولي مهمّة ليست سهلة هي إدارة مجموعة على المستوى الإقليمي. هل لنا أن نعرف أسباب هذا الإختيار وما هو الدور الذي تلعبينه وما هي الدول التي تتولّين الإشراف فيها في ما خصّ BrokNet، وماذا حقّقتِ من إنجازات لمجموعة حديثة النشأة ولا تزال تحبو وصولاً الى تحقيق النجاح المرتجى والعائدات الموعودة؟
ج: بحكم وجودي في السوق المصري منذ أربع سنوات، فلا أشعر أبدًا أن هذا السوق غريب عنّي، بل خلافًا لذلك تمامًا، أشعر أنّني ابنة هذا السوق، والحمد لله. فعلاقاتي مع مختلف شركات التأمين وشركات الإعادة العاملة في السوق المصري جيّدة. وعندما تعرّفت إلى السيد أحمد حسني، طرح عليّ فكرة اعتبرتها غريبة بعض الشيء من حيث التوجه الذي تتبّعه المجموعة لتأسيس شبكة تضمّ وسطاء من دول مختلفة. لقد حظيت هذه الفكرة باعجابي لتميّزها واختلافها عما هو مألوف في الأوساط التأمينية المحلية واتفقنا أن أتسلّم الإدارة الإقليميّة لمجموعة BrokNet. هنا أودّ ان اوضح ان هذه المجموعة ليست شركة وساطة وحسب وانما هي شبكة لتحالف واتحاد استراتيجي لوسطاء التأمين وإعادة التأمين في 15 دولة إلى الآن، هدفها إيجاد منظومة اقليمية عالمية مشتركة تغطي جميع مناحي التأمين في مختلف مجالاته وتقدّم لشركائها وعملائها الخدمات التأمينية بشكل احترافي. أنا سعيدة جدا في هذا التعاون الذي استند بشكل كبير الى إيمان المجموعة بأهمية توظيف خبرات اقليمية تغذي التحالف الذي تسعى لتحقيقه حسب خطة التوسّع التي رسمتها. وقد احتفلنا مؤخرا في مؤتمر شرم الشيخ الرابع، بمرور خمس سنوات على تأسيس هذه الشركة، كما احتفلنا أيضًا بأحدث إنجاز قمنا به وهو تشكيل فريق إعادة تأمين كامل، لديه خبرات مختلفة وكبيرة وبإمكانه خدمة الأسواق التي يعمل فيها بشكل احترافي ومنظّم.
وأستغلّ هذه المناسبة لأتكلّم قليلاً عن مؤتمر شرم الشيخ الذي أثبت في الفترة الأخيرة أنه ليس مؤتمرًا محليًا أو إقليميًا بل أصبح عالميًا نسبة للمشاركين فيه من جميع أقطار العالم، فضلاً عن أنّه يُعدّ فرصة جيّدة لكي نلتقي بمختلف أقطاب التأمين من شركات إعادة إلى شركات التأمين الموجودة في السوق المصري الذي هو اليوم أكبر سوق يعنينا ونركّز عليه، كما مختلف الدول أيضا، ومن الواضح أنّ تنظيم المؤتمر يشهد تحسّنًا ملحوظًا عامًا بعد عام، علمًا أنّ نسخته الرابعة كانت مختلفة عن باقي المؤتمرات العربية المحليّة. أنا شخصيًا أستفدت جدًّا من هذا المؤتمر الكبير الذي ضمّ أكثر من ألف شخص من مختلف أرجاء العالم، ما مكّنني من توسيع دائرة العلاقات بشكل كبير. وأودّ هنا أن أشكر الاتّحاد المصري ممثلاً برئيسه السيد علاء الزهيري والسادة أعضاء هيئة التنظيم على هذه الفرصة التي أتاحوها لنا.
س: كيف تصرفين وقتك في ملاحقة أعمال هذه المجموعة ومن أين: هل من الأردن أم أنت دائماً في الطائرة تنطلقين من دولة إلى أخرى؟
ج: نحن كفريق إعادة تأمين نتواجد مع BrokNet في أيّ مكان لها فيه حضور، وبحسب خطة التوسّع بما يتعلق بخدمات إعادة التأمين. فمن بداية التنظيم حتى اليوم، كانت طبيعة العمل متوازية في أهم انجاز أودّ التطرّق إليه حاليًا وهو قدرتنا في المجموعة على تكوين فريق إعادة تأمين ذي خبرات وكفاءات عالية تكاد تكون من آهم خمس فرق في المنطقة قادرة على مواكبة متغيّرات الأسواق التأمينية في العالم أجمع وتقديم أفضل الخدمات والاستشارات التأمينية. ومنذ انخراطي مع الفريق في بناء خطة التواجد والتوسّع الاقليمي، نعمل بشكل يومي على تنفيذ هذه المخططات من الأردن، مصر، دبي وجميع الدول الإفريقيّة المتواجدين فيها.
س: علمنا من السيد أحمد حسني في حديث أخير أجريناه معه، أن الخطوة المقبلة هي نحو السودان وربما غيرها من الدول لتنشيط حركة BrokNet عربياً. هل لنا أن نعرف تفاصيل عن هذه الخطوة الجديدة وهل ستكونين أنت شخصياً المشرف على انضمام أي دولة من الدول لتكون تحت مظلّة المجموعة؟
ج: لدى مجموعة BrokNet استراتيجية ثابتة وفريق عمل يسير ايضاً بخطى راسخة تتوافق وخطة الشركة لتحقيق الهدف الاساسي وهو التوسّع المدروس إقليمياً. لقد بدأنا في الإمارات، ونركّز حالياً على دعم تواجدنا في مصر، نظراً لآهمية هذا السوق. أمّا المحطة المقبلة في بداية العام ٢٠٢٣، فستكون، بإذن الله، ضمّ سوق التأمين السوداني. ولعلّه من السابق لأوانه الآن الإعلان عن اي اسواق أخرى سندخلها في المدى القريب، إلى حين تحقيق الاهداف المرجوّة للعام ٢٠٢٣ خصوصا وأنّه يجب ألاّ ننسى أهمية العمل على مواجهة بعض التحديات التي من الممكن ان تقابل اي وسيط اعادة تامين في الاسواق الحالية واهمها هنا هو توفر عدد من معيدي التامين القادرين على تغطية الاخطار المختلفة وتمكننا بفضل الله من ابرام اتفاقيات من عدد من معيدي التأمين الذين لم يسبق لهم الاكتتاب في هذه الاسواق وتمكنوا من الحصول على الموافقات اللازمة، وذلك لتوسيع قاعدة بياناتنا وزيادة قدرتنا على مواكبة وتلبية متطلبات شركائنا.
س: النساء المجلّيات بقطاع التأمين يكاد أن يكُنّ قليلات العدد ولكنّهن موجودات وأثبتن قدرة وتميّزاً في تولّي المناصب وقيادة شركات وإطلاق مبادرات باتجاه تعميم أصول التأمين وتوعية الناس إلى هذا الجانب. ما رأيك بدور المرأة في قطاع التأمين، وهل فعلاً حقّقت المطلوب منها. وهل للمرأة الأردنية دور بارز وعلى مستوى وطنها ومستوى الوطن العربي؟
ج: لا يمكننا أبدًا أن ننكر دور المرأة في يومنا الحالي أو حتّى في الأوقات السابقة. لقد اثبتت المرأة بشكل عام، سواء كانت عربية أو غير عربيّة، قدرتها على تولّي أعلى المناصب وادارتها وتطويرها بشكل جيّد وموازٍ ومتعادل مع ما يقوم به الرجل. انا لا أرى أيّ عائق يحدّ من فرص المرأة في قيادة أي منصب او من أن تتقدّم وتتطوّر خصوصًا في المجتمعات العربية التي تشهد انفتاحًا في مختلف المناطق. هناك العديد من القيادات النسائية البارزة والمتميّزة سواء في عالم التأمين او في المجالات العملية الاخرى، نذكر مثلا المدير التنفيذي في “لويدز”، المحّمع التأميني الأكبر في العالم، فهي سيّدة وقد قامت بدورها على أكمل وجه. بالنسبة إليّ، لا وجود لأيّ عائق في المجتمعات الحالية يحدّ دور المرأة من التقدّم والتطوّر. ونلاحظ في الدول العربية، من دون أن نتطرّق إلى أسماء، وجود عدد كبير من القيادات النسائيّة التي نتمثّل بها ونعتبرها المثال الأعلى ونستفيد من خبراتهنّ الواسعة ونأمل أن نصل يومًا من الأيّام إلى هذا القدر من الخبرة والاحتراف. فضلاً عن ذلك، نأمل أن تكون البصمة النسائية في عالم التأمين مماثلة للمجالات الأخرى.
وأقول نعم أن المرأة الأردنيّة موجودة ولها دور بارز على مستوى وطنها والوطن العربي بشكل كبير، فهناك قيادات نسائية في سوق التأمين الأردني وقد أثبتت قدراتها على تطوير هذا السوق وابرازه في المنطقة بشكل عملي احترافي.