الاحتيال
مادلين طوق
لطالما تعرّضت شركات التأمين لعمليات احتيال واسعة النطاق، وهذا طبيعي لأنّ البعض من عملاء هذه الشركات، وإن كانوا قلّة، إلاّ أنّهم لا يتردّدون عن فعل كل شيء لجمع مبالغ طائلة بطريقة الاحتيال، وهي عادة قديمة، وهناك سجلّ حافل بأسماء أشخاص قاموا بهذا الاحتيال ودخلوا التاريخ من الباب الواسع، وهاكم أبرز الأحداث التي جرت مع بداية العام 2000:
- في 2002، قام John Darwin بتزوير وفاته حتى تتمكّن زوجته Anne من الحصول على تعويض الوفاة البالغ 680 ألف جنيه إسترليني (837،495 دولارًا)، وقد تمّ اكتشاف هذا الاحتيال بعدما نشر الزوجان البريطانيان المقيمان في Panama خبرًا على شبكات التواصل الاجتماعي، كان دليلاً على أنّ الوفاة المزعومة ضرب من الاحتيال، فأُلقي القبض عليهما وحُكِما بالسجن لمدّة ستّ سنوات.

- في 2008، حكمت محكمة ساوث كارولينا على Gerald Hardin بالسجن لمدّة خمس سنوات لقطع يد صديقه المعاق عقليًا بهدف الحصول على 671 ألف دولار من إحدى شركات التأمين.
- في 2008، وضع Atul Shah وMahaveer Kankariya خطة لسرقة محلّ للمجوهرات خاص بهما. وبعد إتمام العملية، قدّم الشريكان مطالبة بالتعويض عن السرقة بقيمة سبعة ملايين دولار من شركة التأمين العاملة في سوق Lloyd’s اللندنية لإعادة التأمين. وفي العام 2011، أدين الرجلان بالاحتيال ومحاولة السرقة وتزوير الوثائق التجارية.
- في 2015، أغرق علي المزيّن ابنَيْه المصابَيْن بالتوحّد للحصول على تعويض من فرع التأمين على الحياة البالغ 260 ألف دولار. وفي العام 2021، اكتُشفت جريمته وحُكم عليه بالسجن لمدة 212 عامًا.

- في 2017، حُكم على جاك روي، وهو طبيب من تكساس، بالسجن لمدّة 35 عامًا وغرامة قدرها 268 مليون دولار بسبب احتياله على التأمين الصحي بقيمة 375 مليون دولار من خلال إجراء فحوص طبيّة غير ضرورية وطلب إجراءات طبيّة للمرضى الأصحّاء.
- في 2018، ألقى رجل صيني يبلغ من العمر 34 عاماً سيارته في النهر لكي يظنّ الجميع أنّه لقي حتفه فيها وذلك لكي تقبض زوجته تعويضًا بقيمة 988,767 يوان صيني (146,835 دولارا أميركًيا) من فرع التأمين على الحياة. وبما أنّه لم يُعلم زوجته بما خطّط له، فقد قامت هذه الأخيرة بقتل طفلَيْهما ومن ثمّ الانتحار، فما كان منه، بعد هذه المأساة، إلاّ أن يسلّم نفسه للشرطة موضحًا أنّه قام بهذا العمل لدفع ديونه الناتجة عن علاج ابنته المُصابة بالصّرع.

هذا غيض من فيض من الأحداث الاحتياليّة في العالم المذكورة في سجلاّت العقد الماضي. لكن في سجلّات الاحتيالات التأمينيّة العربيّة، حدّث ولا حرج! ولكن مع الأسف، لا يتمّ الإعلان عن الحدث إلاّ في ما ندر. وفي غياب أي إحصاء رسمي من هذا النوع، يصعب على الإعلام الوقوف على الحقيقة في ما خصّ هذا الموضوع، علاوة على أنّ الشركات نفسها نادرًا ما تُضيء على هذه الجرائم وإن كانت لا تتأخّر في المحاسبة.

على أيّة حال، فإنّ الطُرق التقنيّة المُتّبعة هذه الأيّام بدأت تقلّص عدد هذه الاحتيالات في ظلّ وعي إدارة كلّ شركة وقيامها بالاستقصاءات الضروريّة لوقف مثل هذه العمليّات والقضاء عليها في مهدها. وغنيّ عن القول أنّ نماذج من الاحتيالات التأمينيّة، قديمًا وحديثًا، قد استُخدمت في أفلام شهيرة لأنّ عقدة الفيلم الأساسيّة موجودة ولا تحتاج إلى المخيلة، وبالتالي فإنّ كتابة السيناريو لإنتاج الفيلم سهلة ويمكن إنجاز هذا السيناريو بسهولة.
