تُرى في اي مرحلة من مراحل المرض يمرّ بها هذا الرجل؟
دراسة قيّمة تقوم بها حالياً الجامعة الأميركية في بيروت وموضوعها: “إصابات ألزهايمر في لبنان.. هل لـ “كوفيد” ولقاحاته أثرٌ في تعزيز هذا المرض”؟
ما يجدر ذكره أن هذه الدراسة تتمّ بإشراف أطباء من الجامعة، وبالتعاون مع خبراء متخصّصين، وفريق عمل يتوزّع أفراده في مختلف المناطق اللبنانية. ذلك أن الإستبيان الجاري اعداده، يجب أن يُشارك فيه خمسة آلاف شخص على الأقل تجاوزوا الستين من العمر، باعتبار أن مرض ألزهايمر غالباً ما يُصيب كبار السن. وبالفعل، انطلقت الفرق لإعداد هذه الدراسة في مختلف المناطق اللبنانية لتكون التشكيلة المنتقاة من اللبنانيين تعكس الواقع الحقيقي عن هذا المرض الذي انتشر في المدة الأخيرة، بحيث نادراً ما نجد عائلة لم يُصب أحد أفرادها أو أقربائها أو الجيران بهذا المرض.
واللافت أن العيّنة تركّزت بشكل أساسي على العمر، فكان الفريق المرسل من قبل الجامعة الأميركية يطرق الباب ويسأل إذا كان في المنزل مَن تجاوز الستين عاماً، ليشرح بعد ذلك المهمّة التي يقوم بها إذا كان هذا الشخص يوّد الإجابة عن أسئلة ستُطرح عليه لإعداد دراسة مهمّة عن هذا الداء، نادرأ ما تمّ إعداد مثيلاً لها في لبنان على هذا المستوى. وللأسف فإن معظم البيوت التي طُرقت أبوابها رفض كبار السن فيها السماح لأركان فريق البحث بالدخول الى المنزل وبالتالي إستصراحهم. وعلمنا في هذا المجال أن حوالى خمسة آلاف لبناني من مختلف المناطق قد ارتضوا الإجابة عن الأسئلة التي كانت عبارة عن معلومات صحية عامة وعن اختبارات لمعرفة حدّة النظر والتركيز والقوة العقلية عند الشخص الذي ارتضى الخضوع لهذا الإختبار، علماً أنه سيخضع لاحقاً لفحص مخبري لإكتشاف ما يودون إكتشافه عبر هذا الإختبار الذي يتمّ بعد شهريْن الى ثلاثة أشهر، حسب المواعيد الموضوعة لإجراء هذه الدراسة.
وبالفعل، وبعد مرور هذه المدة، يرّن هاتف من خضع للإستبيان ويُعلمه المتصل أنه في هذا التاريخ وفي هذه الساعة سيأتي الفريق لأخذ عيّنة من الدم وإجراء ما يلزم.
ولأن المعلومات الشافية الوافية ليست متوافرة تماماً ولا يُمكن أن تتوافر بسهولة لأن هذا النوع من الدراسات يحتاج الى سريّة، فإن ما تبيّن لموقع “تأمين ومصارف” بعد طرح أسئلة على فريق العمل، هو التالي:
1-أن الغرض من هذه الدراسة، وكما أسلفنا، هو لمعرفة تأثير “كوفيد 19” على الإنسان، وتحديداً على داء ألزهايمر.
2-هل كان دور اللقاحات مضرٌ لصحة الناس وما هي درجة هذا الضرر، وهل هي من أوصلت الى الزهايمر؟
3-إن التركيز ينصبّ على هورمون “الدومابين” أو ما يُعرف بـ “هرمون السعادة” فإذا كانت مستوياته ضمن المعدّل، فهذا يعني أن الشخص غير معرّض للإصابة بالزهايمر والعكس صحيح، صعوداً أو نزولاً. فهل يعني ذلك أن القلق والحزن وقلّة النوم والإكتئاب، وكلّ ما يتسبّب به التوتّر، هو العامل الأساس لتعرّض الشخص لفقدان الذاكرة؟
الجواب، بطبيعة الحال، لا يُمكن أن يُعلن عنه بشفافية قبل 10 الى 15 سنة لأن هذا الإختبار سيُعاد على الأرجح، وفق رزنامة زمنية محدّدة من قبل معدّي هذه الدراسة.
يُذكر هنا أن مدير معهد الذاكرة ومرض ألزهايمر EMMA في فرنسا البروفسور Bruno Dubois، أجرى تقييماً لمعرفة من هو على إستعداد للإصابة بمرض ألزهايمر، عبر الأسئلة التالية:
-هل تنسى أسماء العائلة.
-هل تنسى أين وضعت أشياءك.
-عندما تستعد للخروج، هل تتوقف وتسأل الى أين أنا ذاهب؟
في ما سبق يقول البروفسور Dubois، كان المرء يخشى من إحتمال إصابته بداء ألزهايمر، ولكن حالياً باتت هناك طرق أخرى تُنبئنا بوجود هذا المصير الذي قد يفتك بنا أو لا.
إنه L’Anosognoque كما هو التعبير بالفرنسية أو (النسيان المؤقت في العربية)، وفي الواقع أن نصف من تجاوزوا الستين من العمر يتعرّضون لمؤشرات تحملهم على الإعتقاد أن الزهايمر يطرق بابهم.
ويذكّر البروفسور Dubois أن أكثر المؤشرات رواجاً هي:
-نسيان إسم الشخص.
-الذهاب الى إحدى غرف المنزل وعدم معرفة بعد لحظات، سبب التوجّه الى هذه الغرفة.
-نسيان بشكل كامل عنوان فيلم سينمائي أو ممثل او ممثلة.
-إضاعة الوقت بحثاً عن النظارتَيْن أو مفاتيح المنزل والسيارة.
ويقول Dubois أنه بعد الستين من العمر معظم الأشخاص يُظهرون أو يعانون هذه المشاكل، وهذا لا يعني أن الشخص مصاب بالداء، وإنما هي مؤشرات تدعو الى النسيان وسببها العمر لا أكثر ولا أقل.
طبعاً هناك العديد ممن يتحكّم بهم النسيان. فالذين يشكون منه هم ليسوا مرضى ولا توجد عندهم مشكلة في الذاكرة، لكن الذين يشكون من النسيان ومنها الزهايمر لا يعرفون تماماً ماذا يجري . ويخلص البروفسور Dubois الى القول أن الشاكين من النسيان غير مصابين بالداء، وتأكيداً أعطى ثلاثة تمارين نظرية وفكرية لمعرفة حالة الشخص الذي يشكو من النسيان. التمرين الأول (راجع النصّ) يطلب من القارئ تحديد موقع حرف الـ C بالفرنسية بين مجموعة من دوائر (الصفر). الثاني، إذا تمكّن الشخص من إكتشاف حرف الـ C، عليه أن يُتابع ليكتشف حرف 6 بين مجموعة من أرقام حرف 9 المتشابهة. وباللإنتقال الى التمرين الثالث، بعد تمكّن الشخص من إكتشاف المطلوب في التمرينَيْن السابقَيْن، يُطلب من المشارك إكتشاف حرف الـ N من ضمن مجموعة من أحرف الـ M.
يُرجى النقر على الرابط التالي:
Etes-vous_Anosognosique-11-1_240625_090912 (1)
يختم البروفسور الفرنسي كلامه بالقول:”إذا نجحتَ في هذه الإختبارات الثلاثة من دون مشاكل، يُمكنك إلغاء زيارة طبيب الأعصاب، فضلاً عن إن دماغك في أفضل أوضاعه، أنت بعيد جداً عن مرض ألزهايمر.
والآن ماذا عن تطوّر هذا المرض وفق الجمعية المعنية بهذا الداء في الولايات المتحدة في دراسة قيّمة أعدتها ونُشرت قبل فترة في بعض الدوريات العلمية؟
مرض ألزهايمر Alzheimer Disease ، تقول الدراسة، تدهور عقلي لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل «عادة ما يتطوّر ببطء. ويفيد المعهد الوطني للشيخوخة (NIA) في الولايات المتحدة أن مرض ألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يؤدي ببطء إلى تدمير الذاكرة ومهارات التفكير، وفي النهاية يمنع القدرة على تنفيذ أبسط المهام” ان هذا الداء «يُصنّف حالياً على أنه السبب الرئيسي السابع للوفاة في الولايات المتحدة، وهو السبب الأكثر شيوعاً للخَرَف بين كبار السن”.
ولتوضيح أهمية متابعة «مراحل التطوّر» للمرض، فإن أساس القصة بدأ في العام 1901 حينما اهتم طبيب النفسية الألماني الدكتور ألويس ألزهايمر، بتطور حالة امرأة كانت تبلغ 51 سنة من العمر، وتعاني مرضاً عقلياً غير عادي وذا أعراض سلوكية غريبة، بما في ذلك فقدان الذاكرة ومشاكل غير متوقعة في اللغة والسلوك. وخلال متابعة حالتها، أبقاها تحت الملاحظة الطبية النفسية في مركز فرانكفورت، رغم التكلفة المادية العالية على زوجها الذي حاول مراراً نقلها إلى مركز آخر أقل تكلفة عليه. وتدهورت حالتها بشكل سريع، إلى أن توفيت عام 1906. وبعد وفاتها، فحص دماغها ووجد الكثير من الكتل غير الطبيعية (التي تسمى الآن لويحات الأميلويد Amyloid Plaques) وحزماً متشابكة من الألياف Tangled Bundles (تسمى الآن التشابك الليفي العصبي Neurofibrillary، أو تاو Tau) في داخل أنسجة الدماغ. وهو ما لم يتمّ من قبل ملاحظته في أي حالة سابقة. وحينها تم تسمية المرض باسم الطبيب الألماني.
ويقول المعهد الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة تعقيباً على هذه القصة: «لا تزال هذه اللويحات والتشابكات في الدماغ تعدّ من السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر. وكذلك ميزة أخرى هي فقدان قدرة التواصل فيما بين الخلايا العصبية Neurons؛ كي تنتقل الرسائل بين أجزاء الدماغ المختلفة، وكذلك من الدماغ إلى العضلات والأعضاء في الجسم”.
وعلى رغم عدم توافر «علاج جذري» لمرض ألزهايمر حتى اليوم، يمكن للمرء المساعدة في دعم شخص عزيز مصاب بهذا المرض، من خلال معرفة المزيد حول كيفية تطور الحالة.
ان مراحل تطور المرض لا تنقسم دائماً إلى مربعات مرتبة ومتتالية وذات حدود صارمة. فالمريض ينتقل في بينها بتتابع. كما قد تختلف الأعراض من مريض إلى آخر. ولكن معرفة هذه المراحل يمكن أن تكون دليلاً يساعد المرء على التخطيط لرعاية صديقه أو قريبه العزيز عليه من أجل تلبية احتياجاته. ويطلق الأطباء على هذه المراحل المختلفة اسم «تطور المرض Disease Stages، وهي 7 مراحل. وفي هذا يقول أطباء جونز هوبكنز: «عادة ما تتبع مراحل مرض ألزهايمر نمطاً يتقدم بتطور. لكن كل شخص يمر بمراحل المرض بطريقته الخاصة. تساعد معرفة هذه المراحل مقدمي الرعاية الصحية وأفراد الأسرة على اتخاذ قرارات بشأن كيفية رعاية شخص مصاب بمرض ألزهايمر”.
ووفق ما يفيد به مركز فيشر Fisher Center لمؤسسة أبحاث ألزهايمر في نيويورك، فإنه: «تم تطوير المراحل الإكلينيكية الـ7 لمرض ألزهايمر، والمعروفة أيضاً باسم مقياس التدهور العالمي GDS، من قِبل الدكتور باري ريسبيرغ، مدير برنامج فيشر للتعليم والأبحاث حول مرض ألزهايمر في كلية الطب بجامعة نيويورك غروسمان. ويتم استخدام هذا الدليل الإرشادي من قِبل المتخصصين ومقدمي الرعاية في جميع أنحاء العالم؛ لتحديد مرحلة المرض التي يمر بها الشخص.
والمراحل من 1 إلى 3 هي مراحل ما قبل الخرف. والمراحل من 4 إلى 7 هي مراحل الخرف. اما المرحلة 5 بالذات فهي النقطة (المحورية) التي لا يستطيع فيها الشخص العيش من دون مساعدة».
وإليك المراحل السبع لتطور مرض ألزهايمر:
1– المرحلة الأولى. سلوك خارجي طبيعي. عادة ما يبدأ مرض ألزهايمر بصمت، مع تغيّرات في الدماغ تبدأ قبل سنوات من ملاحظة أي شخص للمشكلة. وعندما يكون الشخص العزيز عليك في هذه المرحلة المبكرة، لن يكون لديه أي أعراض يمكنك اكتشافها. إلا أن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET Scan، فقط، وهو اختبار تصوير يوضح كيفية عمل الدماغ، يمكن أن يكشف عمّا إذا كان لديه مرض ألزهايمر. ولكن مع انتقاله إلى المراحل الست التالية، سيرى صديقك أو قريبك المصاب بمرض ألزهايمر، المزيد والمزيد من التغييرات في تفكيره ومنطقه.
2–المرحلة الثانية. تغييرات خفيفة جداً. قد لا تلاحظ أي شيء خاطئ أو غير معتاد أو غير متوقع، في سلوك الشخص العزيز عليك. لكن المريض نفسه، قد يستنكر أو يلاحظ اختلافات خفيفة جداً Mild Changes في قدراته الذهنية. وذلك يمكن أن يشمل نسيان «بعض» الكلمات، أو وضع «بعض» الأشياء في غير موضعها الصحيح. ولأن هذا قد يحصل من أي شخص في مراحل عمرية مختلفة؛ قد يستشير المريض طبيبه، أو قد لا يفعل ذلك. وحينها، قد لا يستطيع الطبيب، بأي وسيلة من الفحوص الإكلينيكية في العيادة عند معاينة المريض، اكتشاف أنها بدايات ألزهايمر.
وفي هذه المرحلة، لا يتعارض وجود هذه الأعراض الدقيقة لمرض ألزهايمر، مع قدرته أو مع كفاءة أدائه في العمل أو العيش بشكل مستقل. وللتأكيد والتوضيح، فإن هذه الأعراض قد تكون أو لا تكون مرض ألزهايمر على الإطلاق، ولكنها قد تكون أيضاً مجرد تغيرات طبيعية بسبب الشيخوخة أو الانشغال الذهني أو كمظاهر لمعاناة نفسية مؤقتة.
3- المرحلة الثالثة. تدهوّر معتدل. في هذه المرحلة، تبدأ ملاحظة تدهور خفيف Mild Decline في القدرات الذهنية لدى الشخص. وهو ما يتمثّل في مجموعة من التغييرات في تفكير الشخص العزيز عليك ومنطقه، مثل أن ينسى شيئاً قرأه للتو. أو أن يسأل السؤال نفسه مراراً وتكراراً. أو أن يواجه المزيد والمزيد من المشاكل في وضع الخطط أو التنظيم لإعداد شيء أسري، كوليمة منزلية مثلاً، أو الوصول إلى مكان زيارة أحد الأصدقاء. أو قد لا يستطيع تذكر الأسماء عند مقابلة أشخاص جدد.
وعلى رغم أن كل هذه المظاهر للتدهور المعتدل قد تحصل في حالات مختلفة لا علاقة لها البتة، فإنه يمكنك المساعدة من خلال كونك «ذاكرة» مساعدة للمريض؛ وذلك عبر التأكد من أنه يدفع الفواتير ويصل إلى المواعيد في الوقت المحدد. ويمكنك أيضاً أن تقترح عليه تخفيف التوتر عن طريق التقاعد من العمل، وترتيب شؤونه القانونية والمالية.
4– المرحلة الرابعة. تدهور معتدل. خلال هذه المرحلة من التدهور المعتدل Moderate Decline، تصبح اضطرابات ومشاكل التفكير وقدرات الاستدلال، التي تمتّ ملاحظتها في المرحلة الـ3، أكثر تأثيراً ووضوحاً على المُصاب. ليس هذا فحسب، بل قد تظهر مشكلات جديدة، حيث قد يقوم المريض بنسيان تفاصيل عن نفسه. أو قد يتسبب في مشاكل نتيجة الخطأ في تحديد التاريخ والمبلغ الصحيحين على الصك. وربما ينسى ما هو الشهر أو الموسم الذي نحن فيه. أو قد يواجه صعوبة في أداء المهام ذات الخطوات المتعددة، مثل تنظيف المنزل. وكذلك قد تواجه المرأة أو الرجل صعوبة في طهي وجبات الطعام التي تعود على طهيها أو السندويشات التي له بالعادة طريقة مميزة في إعدادها. وأيضاً قد يواجه صعوبة في الطلب من القائمة عند الذهاب إلى المطعم.
وكذلك قد يبدأ في مواجهة صعوبة في استخدام الهاتف الذي هو بالأصل متعود على استخدامه. وربما يجد صعوبة، أو قد لا يفهم تماماً ما يُقال له، ويكرر طرح أسئلة لفهم الأمر من جوانب تعدّ بسيطة. كأن يُقال له إن فلانة قد دخلت الجامعة، وهي إحدى بناته أو حفيداته، فيسأل من هي فلانة؟
وفي هذه المرحلة من الممكن جداً تقديم الدعم والعون، حيث يمكنك المساعدة في إنجاز الأعمال اليومية والتأكد من سلامته خلال ذلك. ومما يجدر التأكيد والتنبه عليه، ضرورة التأكد من أنهم توقفوا عن قيادة السيارة بعد الآن، وأن لا أحد يحاول استغلالهم مالياً من الباعة أو غيرهم.
5–المرحلة الخامسة. تدهور متوسط إلى شديد. وهنا مرحلة مفصلية، حيث يتسّبب التدهور المتوسط إلى شديد Moderate-Sever Decline الى أن يبدأ المريض في فقدان القدرة على معرفة مكان وجوده والوقت الحالي واليوم من الأسبوع. وقد يواجه صعوبة في تذكّر عنوان منزله أو رقم هاتفه. وقد يشعر بالارتباك بشأن نوع الملابس التي يجب ارتداؤها لهذا اليوم أو الموسم. وخلال هذه المرحلة، التي لا يمكن فيها للمريض الاعتماد على نفسه في العناية بنفسه واحتياجاته اليومية، يمكن للمرء المساعدة من خلال ترتيب ملابس المريض في الصباح كي يرتديها. ويمكن أن يساعده على ارتداء الملابس بنفسه مع الحفاظ على الشعور بالاستقلال. أي لا يواجه المريض بحقيقة أنه لا يمكنه الاعتماد على نفسه. وإذا كرر نفس السؤال، تتم إجابته بلطف وبصوت هادئ ومطمئن.
وتجدر ملاحظة الى أن المرضى محتاجون؛ ولذا ربما يطرحون السؤال مرة للحصول على إجابة، وقد يكررون طرحه لمجرد فقط تأكدهم أن الشخص حولهم ويعتني بهم. ومع ذلك، على رغم استغراب البعض، حتى إذا كان الشخص العزيز عليك لا يستطيع تذكّر الحقائق والتفاصيل، فقد يظلّ قادراً على رواية قصة. ولذا دعه يستخدم خياله لينسج قصة يرويها في تلك الأوقات. وتذكّر أن المهم هو خفض الضجيج حولهم، وعدم مواجهتهم والقسوة عليهم
6– المرحلة السادسة. تدهور شديد. مع تقدم مرض ألزهايمر إلى مرحلة التهوّر الشديد Sever Decline. قد يتعرّف المريض على الوجوه، ولكنه ينسى الأسماء. وقد يخطئ أيضاً بين شخص ما وشخص آخر. وعلى سبيل المثال، قد يعتقد أن زوجته هي أمه. وقد تظهر الأوهام لديه، مثل التفكير في أنه في حاجة إلى الذهاب إلى العمل على رغم أنه لم يعد لديه وظيفة. وفي الحياة اليومية، قد يحتاج بالفعل إلى مساعدته على الذهاب إلى الحمام. وقد يكون من الصعب عليه التحدث، ولكن لا يزال بإمكانك التواصل معه من خلال الحواس. ويحب، آنذاك، الكثير من الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، سماع الموسيقى أو القراءة له أو النظر إلى الصور القديمة. وللتوضيح بشكل عملي، ففي هذه المرحلة يحتاج المريض إلى المساعدة في إجراء متطلبات عيش حياته اليومية، ولا يمكنه الاعتماد على نفسه البتة، حيث يعاني المريض في كيفية تناول الطعام بنفسه، أو يحتاج إلى تذكير بضرورة ابتلاعه بعد مضغه. وكذلك يحتاج دون أدنى شك إلى المساعدة على ارتداء ملابسه؛ لأنه قد لا يعلم ما هو القميص ولماذا ثمة جوارب، ولا كيفية ارتدائها أو ربط أزرار القميص. وقد تظهر عليه مظاهر عدم تلقيه تلك المساعدة، مثل فقدان الوزن، والتهابات الجلد، وتبعات صعوبات البلع (التهابات الرئة)، ومخاطر التعثر والسقوط أثناء المشي، وعدم النظافة في الجسم والاسنان.
7-المرحلة السابعة. تدهور شديد جداً. يتفاقم في هذه المرحلة تلاشي القدرات الأساسية لدى الشخص المصاب بمرض ألزهايمر، مثل تناول الطعام والمشي والجلوس. ولكن يمكنك الاستمرار في المساعدة من خلال إطعامه طعاماً طرياً وسهل البلع، ومساعدته على استخدام الملعقة، والتأكد من أنه يشرب الماء. وهذا أمر مهم؛ لأن الكثير من الأشخاص في هذه المرحلة لم يعد بإمكانهم معرفة متى يشعرون بالعطش.
وفي هذه المرحلة أيضاً، يحتاج الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر إلى الكثير من المساعدة من مقدمي الرعاية الصحية. وقد تجد الكثير من العائلات أنهم، بقدر ما يرغبون في ذلك، لم يعد بإمكانهم رعاية مريضهم العزيز في المنزل. وحينئذ هم في حاجة إلى معونة تمريضية وعناية.