عبد الله الذيب
رجل أعمال لبناني مغترب في أوستراليا، وعلى رغم كلّ الأزمات التي تعصف بوطنه، قرّر أن يستثمر فيه لإيمانه به، وكذلك لقناعته بأن لبنان لن ينهض إلا بجهود أهله، وأن تعدّد الأديان والمذاهب ما هو إلا مصدر قوة.
المعني بهذا الكلام هو السيد عبدلله الذيب الذي عاد إلى وطنه وأسّس شركة، وفي أقل من سنتَيْن بدأت تستقطبت إهتمامات رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات في لبنان والشرق الأوسط، وذلك بعدما أطلق “ما تنسى”، وهو عبارة من تطبيق وبرنامج إلكتروني يعملان على تنظيم المدفوعات والمستحقات المالية بطريقة موثقة، آمنة، سهلة وسريعة. أكثر من ذلك: يمكن إستخدام هذا التطبيق بين الشركات أو بين الشركات والأفراد عبر إتفاقية قانونية تضمن حقوق جميع الأطراف، إذ يقدّم “ما تنسى” خدمات عدة منها تنظيم المدفوعات، تذكير المستخدمين بمواعيد وقيمة كل دفعة، إرسال فواتير وإيصالات إلكترونية. وقد تمّ التعاقد مع عدّة مؤسّسات وبلديات لمساعدتها على جباية المستحقات والرسوم، فضلاً عن أنّ “ما تنسى” شكّل منطلقَ نظام تعاون مع شركات تحويل الأموال..
في ما يلي القصة الكاملة…
الحنين إلى لبنان يشدّ دائمًا المغتربين إلى وطنهم الأمّ، مهما طال الزمن وبعُدت المسافات، وأكبر دليل على ذلك ما حصل في الانتخابات النيابيّة الأخيرة، إذ هبّ المقيّمون في دول الاغتراب هبّةً واحدة للإدلاء بأصواتهم لعلّهم يساهمون، مع أبناء الداخل، في تغيير واقع لبنان المُزري على أمل العودة الى الوطن، عاجلاً أم آجلاً.
وإلى هذا المثل، يمكننا تعداد أمثلة عديدة، لعلّ أبرزها التحويلات الشهريّة التي يقوم بها هؤلاء لأقاربهم وأصدقائهم والتي تتجاوز سنويًا الـ 8 مليارات دولار، والتي لولاها لكانت السَقْطَة حصلت في سنوات غابرة.
وهذا الحنين للوطن بالذات هو الذي يدفع أشخاص إلى نقل تجاربهم في الخارج إلى الداخل للمساعدة في نهضة وطنهم وتطويره، لأنّ ما يتعرّض له اللبناني لم يمنعه من مواكبة كلّ ما هو جديد، خصوصًا لجهة اعتماد التكنولوجيا والتطبيقات الرقميّة.
ضمن هذا الإطار يمكن الاستشهاد بقصّة المغترب السيد عبدالله الذيب، المُجاز في التخطيط المالي Financial Planning، والنظام الضريبيTax Financial Planning ، وإدارة وتقديم القروض. وبناءً على هذه الاختصاصات والخبرة التي اكتسبها، أسّس في اوستراليا ثلاث شركات، حازت على جوائز في التخطيط المالي، المحاسبة، تنظيم المعاش التقاعدي وإدارة القروض.
ولأنّ هذه التخصّصات الثلاثة غير منظّمة في لبنان على أسس ومعايير علمية متطوّرة، ولأنّ حاجة اللبنانيّين إلى المساعدة في هذه الأمور بالذات، ماسة وضروريّة، فقد ارتأى السيد عبدالله الذيب أن يأتي إلى لبنان ويستثمر خبرته المالية فيه من خلال مجموعة من الشركات الرائدة. ومع بداية الإنهيار المالي والنقدي وتعثّر القطاع المصرفي، جاءته فكرة إنشاء برنامج وتطبيق الكتروني هو “ما تنسى” يقدّمان آلية كاملة للشركات والأفراد ويسهّلان لهما عملية سداد وقبض الفواتير والمستحقات المالية، عبر منصّة رقمية فائقة الأمان تسمح باجراء كافة الأنشطة المالية عبر هذا التطبيق الالكتروني سهل الإستخدام وفائق السرعة، وبذلك بات بإمكان مستخدم التطبيق دفع كافة الفواتير المتوجبة عليه من خلال تطبيق واحد شامل، وبمجرّد خطوة بسيطة تتمثّل باختيار الفاتورة المطلوب دفعها ثم اعطاء أمر الدفع بخطوة واحدة.
الجدير ذكره أنّ حلم عبدالله الذيب في الإستثمار في لبنان يرجع الى سنوات عدّة، إذ كان يرغب في أن يؤسّس عملاً يهدف الى مساعدة المجتمع اللبناني، فجاء هذا التطبيق يشكّل بارقة أمل، ويوفّر على الأفراد والمؤسسات أموالاّ طائلة كانوا يتكبدونها في تنقلات مضنية لدفع فواتيرهم، لا سيما مع الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات. كذلك شكّل التطبيق نقلة نوعية في عمل الشركات والمؤسسات والبلديات، لما يؤمّنه من وِفْرٍ في تحصيل الأموال، وفي زيادة معدّلات جباية الرسوم البلدية والمالية والمياه والاتّصالات والضمان الاجتماعي وغير ذلك، وأيضًا في تنظيم هذة الجباية بطريقة اقتصادية مجدية، ما يساهم في تخفيض النفقات التشغيلية لهذه الشركات والمؤسسات والبلديات بشكل كبير وملموس، ويؤّمن آليات صمود في مواجهة الأزمات المالية الإقتصادية والنقدية.
والتطبيق المشار اليه، هو باكورة ابداع ذهني وعملٌ مضنٍ امتدّ لسنين، شارك فيه العشرات من المبدعين في عالم البرامج والمال والالكترونيات. يتمّ تحميله على الهاتف النقّال مجّاناً، ولا مثيل له في العالم حتى اليوم، وإنّ أقرب تطبيق متوافر حاليًا في السوق يقدّم خدمة أقل من 30 بالمئة من الخدمات المتاحة على تطبيق “ما تنسى”.
سألناه كيف يعمل هذا التطبيق؟ أجاب:
– برنامج وتطبيق “ما تنسى” يخوّل حاملي الهاتف الجوّال إستخدامهما بطريقة سهلة كما يستخدم تطبيقات التواصل الإجتماعي أو .WhatsApp إنّه يسمح لأصحاب المؤسسات إرسال إتفاقية إلكترونية لزبائنهم، أفرادا” كانوا أم شركات، لتنظيم العلاقة المادية في ما بينهم، سواء كان هؤلاء أصحاب مولدات كهربائية أو شركات الإنترنت أو مؤجّري منازل أو مدارس وغير ذلك من المدفوعات الشهرية بالعملة الورقية.
تقوم “ما تنسى” بإرسال الإتفاقية ولمرة واحدة، بقيمة الدفعة الشهرية المطلوب تسديدها وقت الإستحقاق، وتتولّى تذكير المستخدم قبل أيام من موعد الدفع ليسدّد ما عليه في احدى شركات التحويلات المالية مثل الـWish Money وCash United وLibanPost وغيرها.
س: ما الفائدة من طريقة الدفع هذه؟
ج: هناك منافع عديدة لها ومحفّزات أيضاً. مستخدمو التطبيق، مؤسسات كانوا ام أفرادًا، يستقبلون عشرات الفواتير الشهرية حيث بإمكانهم جمع وتحديد الفواتير المراد دفعها. “ما تنسى” تجمع هذه الفواتير وتُعطي رمز الكتروني للمشترك يتمّ استخدامه للدفع لدى شركات تحويل الاموال أو عبر منصة البنوك. فإلى جانب تخفيف المشقّات عليه، كالتنقّل من مكان الى آخر لتسديد هذا المستحقّ أو ذاك أو تخصيص أوقات لإستقبال هذا الجابي أو ذاك، فإن تطبيق “ما تنسى” هو الذي يتولّى كلّ هذه الأمور. إضافة الى أنه يتسلّم الكترونياً، وبطريقة منظّمة وفائقة الدّقة، الفواتير المدفوعة بشكل متّقن لتكون المستندات محفوظة على هاتفه لآجال غير محدودة. أمّا الحوافز التي يحصل عليها فتعود الى نقاط يجمعها المستخدم ليستفيد منها، اذْ كلّما سدّد مبلغاً ما، عبر هذا التطبيق وفي الوقت المحدّد، يحصل على نقاط يجمعها ليستفيد منها، في حين أن من لا يلتزم بالوقت ويُسدد فواتيره في موعد متأخر، فهو لا يحصل على هذه النقاط. ولعلّ الهدف من هذه الخطوة هو دفعه الى تسديد ما عليه في الوقت المحدّد، علماً أن الطريقة المعتمدة في التسديد سريّة للغاية ولا يُمكن أن يطّلع عليها سوى صاحب العلاقة. ولا شكّ في أن هذه الآلية تمنح الملتزم ثقة التجار، ما يسهّل عملية شراء بضائع بالتقسيط.
أما بالنسبة للمؤسسات التي تعمل على توظيف جباة لتحصيل مستحقاتها، فإنّ “ما تنسى” تضمن حقوقهم، تسهّل وتنظّم عليهم عملية التحصيل.
س: كيف تمّ التعاون بينكم وبين شركات تحويل الأموال، ومن هو الضامن؟
ج:”ما تنسى” تعمل على إضافة قيمة لشركات تحويل الأموال، إذ يخوّلها إستقطاب مؤسسات وأفراد كان من الصعب إستقطابهم كأصحاب المولدات والإنترنت والنوادي والبلديات والعقارات المؤجّرة وزبائنهم وهم الغالبيّة الساحقة. ما نقوم به بالتعاون مع شركات تحويل الأموال يُوثّق المدفوعات بطريقة سليمة وواضحة، كما أن المعلومات هي محفوظة لدى شركات عالمية متخصّصة. وما أودّ الإشارة اليه هو أن مؤسسات عدّة بدأت تتعاون معنا، وبذلك خفّفت عنها أعباء مالية كبيرة. بالإضافة الى التعاون مع البلديات كبلديّتَي عيناب والعبادية (وقد كانتا بادئتَيْن بهذه التجربة) لتأمين جباية المستحقات. وهناك شركات تأمين نجري التفاوض معها للغاية نفسها، وبذلك نوفّر عليها وعلى زبائنها طريقة ايصال البوالص وجباية أثمانها، إذ يوفّر لها هذا التطبيق أموالاً عدّة كانت تدفعها للجباة و غيرهم لإنجاز هذا العمل. كلّ هذه الاعمال وغيرها من شانها أن تخلق فرصًا اكثر ومواقع أفضل لشركات تحويل الاموال التي نتعامل معها.
س: ولكنّ اللبناني يُعاني حالياً من الشحّ في العملة الورقية، وهذه هي مشكلته الكبرى وخصوصاً بعدما تدنّت المدفوعات الشهرية من قِبل المصارف ورفض هذه الأخيرة سحب مال مودع الا مرة واحدة شهرياً وبكتلة نقدية يصرفها في أوّل دخول له الى السوبرماركت؟ فماذا تقول عن هذه الناحية؟
ج: ان هذه المشكلة التي ذكرت تُحلّ بانتقال صاحب الوديعة الى مصرفه وتحويل المبلغ الذي يُريد الى حساب “ما تنسى”. ان هذا التحويل مسموح به ولا غبار عليه لأن التعامل بالمال لا يتمّ ورقياً وانما عبر وسيلة تكنولوجية بحتة، وهذا ما هو معمول به في الدول المتقدمة وحتى النامية، كالعراق مثلأً، وهذا ما يُطالب به صندوق النقد الدولي من الجهات اللبنانية المسؤولة، لوقف المضاربة بالعملات الأجنبية ولعدم التهرّب من تسديد الضرائب ومنع الرشى والحؤول دون تبييض الأموال وغيرها من المشاكل عبر “الكاش”. يضاف إلى ما تقدّم، أنّ هذا التطبيق يمنع، إلى حدّ كبير، انتقال الفيروسات والأمراض بين الناس عبر التعامل بالعملة الورقيّة ويسمح لغير المقيم في لبنان والذي يتوجّب عليه تسديد دين قديم أو فاتورة مستجدّة أو كمبيالة ما، أن يستعين بتطبيق “ما تنسى” لتحقيق كلّ ذلك.
رؤيتنا ان نعمل على اعادة الثقة بالقطاعَيْن التجاري والمالي من خلال تنظيم اداء الافراد والمؤسسات الخاصة منها أو الحكومية، بإيجاد نظام مالي يضمن الحقوق، ينظّم العلاقات المالية، يمنع الهدر، يخفّف الأعباء والمصاريف، والاهمّ يحقّق الهدف الأسمى: خدمة المجتمع والوطن.