علاء الزهيري
أقسى من خسارة سَبَقْ صحفي كان مُلْك اليدَيْن، هو الالتزام بأدبيّات المهنة وأخلاقها، ولكن كيف، ونحن في زمن إنعدامهما، مع الأسف؟!
هذا تمامًا ما حصل معنا بالأمس، ونحن على وشك نشر المقابلة التي أجرتها السيدة أماني الماحي، مستشارة “تأمين ومصارف”، مع رئيس اتّحاد شركات التأمين المصريّة السيد علاء الزهيري.
كان عقربا الساعة يشيران إلى الثانية من بعد ظهر البارحة، عندما اتّصلت بنا السيدة الماحي من القاهرة تُعلمنا بفَوْز رئيس الإتّحاد الحالي بالرّئاسة لأربع سنوات جديدة، وبالتزكية. وطبعًا، طلبت منّا السيدة الماحي أن نعدّل في صياغة المقدّمة ونُعلن هذا الخبر كأوّل وسيلة إعلاميّة عربيّة، باعتبار أنّها كانت على تواصل دائم مع السيد الزهيري وأوّل من تلقّى هذه البشرى.
وبالفعل، انكببنا على تعديل المقدّمة وجهّزنا “سَبَقَنا الصّحفي”، وكنّا على وشك دفعه إلى قسم التنفيذ الالكتروني لنشره في موقع المجلة وفي صفحتَيْنا في الفايسبوك والــ Linkedin عندما وَصَلنا من السيدة فاطمة عبد الفتاح من دائرة الإعلام في الاتّحاد المصري، كتاب تُبَلّغنا فيه بضرورة الالتزام ببيان صادر عن هذا الاتّحاد ورد فيه ضرورة الالتزام بمضمونه من دون إضافة أو حذف أو اجتهادات شخصيّة إلى حين الانتهاء من الانتخابات وإعلان النتائج رسميًا في 27 تموز (يوليو) الجاري، مع التذكير أن دورة مجلس الإدارة الحالي تنتهي في 20/8/2021. وكان الهدف من هذا البيان عدم نشر أي خبر عن فَوْز السيد علاء الزهيري.
ولأنّنا نلتزم أدبيّات وأخلاق مهنة الصحافة، فقد آثرنا العودة إلى المقدّمة السابقة واكتفينا بالنظر إلى السَبَق الصحفي وهو يتفلّت من يدينا!
ما أحزننا وآلَمنا أنّه في غضون أقلّ من ساعة كان خبر فَوْز السيد علاء الزهيري قد انتشر في معظم المواقع الإعلاميّة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وأوّل الناشرين المهتمّين كانت شركة gig- مصر التي يتولّى السيد علاء الزهيري إدارتها!
هل أخطأنا في التزامنا الأدبي تجاه بيان الاتّحاد الرّسمي؟ هل نحمّل مسؤوليّة هذه الخسارة المعنويّة للسيدة فاطمة عبد الفتّاح؟ ألم يعِب خبراء التأمين والقرّاء علينا عندما قرأوا حديثًا لرئيس الاتّحاد المصري لم يُشَرْ فيه إلى موضوع الانتخابات؟ وكيف سيكون عليه موقف أماني الماحي التي أجرت الحوار وكانت الأولى التي عرفت النتائج وأرادت أن تستبق الجميع، إلاّ أنّ “حاجز” السيدة فاطمة حال دون هذا السَّبَق؟
المهمّ أن السيّد علاء الزهيري فاز بولاية ثانية، فألف مبروك له وللاتّحاد ولقطاعَيْ التأمين المصري والعربي.
وعذرًا من السيدة أماني الماحي التي انصاعت لأدبيّاتنا المهنيّة وارتضت بالتخلّي عن السَّبَق الصحفي، ولو على حساب الحقيقة..
وفي ما خصّ موقع “تأمين ومصارف”، فلا يسعنا إلاّ أن نقول: “غلطة الشاطر بألف”.
كلمة أخيرة للسيدة فاطمة عبد الفتاح: التزامكِ المهني الصحفي، بات عملة ما عادت تُصرف في إعلامنا الحديث!