المظلة التأمينية أساس عند الأميركيين
رغم أن بلداناً مثل الصين واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا تتمتع جميعها بأسواق تأمين ضخمة، فإن الولايات المتحدة تظلّ الدولة الأكبر انفاقاً على قطاع التأمين بهامش كبير بينها وبين تلك الدول، بل تبدو في جانب والآخرين في جانب آخر، أي ان انفاقها يوازي النصف تقريباً. وعندما يتعلّق الأمر بنصيب الفرد من الإنفاق على التأمين، فإن الفرق بين الأمريكيين وبين مواطني الدول الأخرى يُعدّ صادمًا للغاية، وسوف يزداد في المستقبل.
ووفقاً للبيانات التي قدمها موقع AltIndex.com، سوف ينفق الأميركيون ما متوسطه 15 ألف دولار على التأمين بحلول عام 2028، أي أكثر بسبعة أضعاف من الأوروبيين وثلاثين مرة أكثر من الآسيويين. وهذا ليس بالجديد، اذ قفز نصيب الأميركي من الإنفاق على التأمين في الولايات المتحدة بنسبة 26% منذ العام 2017 وسينمو بنسبة 8% إضافية بحلول العام 2028.
أما الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة أكبر مُنفِق على التأمين لسنوات هي:
-التأمين الصحي الذي يُشكّل عنصراً رئيساً في السوق الأميركية. نظام الرعاية الصحية في البلاد هو، في الأساس، نظام خاص ويعتمد على التأمين، ما يؤدي إلى ارتفاع نصيب الفرد من الإنفاق، مقارنة بالدول الأخرى.
-المستويات المرتفعة من الثروة أيضًا، كانت محركًا رئيساً لنمو السوق، اذ يقوم الأفراد كما الشركات بانتظام بشراء بوالص لأنواع مختلفة من التأمين.
-نتيجة لما تقدّم، فإن الولايات المتحدة تتمتع اليوم بواحد من أعلى معدلات الإستفادة من التأمين على مستوى العالم، كما أن نصيب الفرد في الإنفاق هو أعلى كثيراً من أي دولة أخرى.
ووفقا لاستطلاع أجرته شركة Statista، شهد متوسط الإنفاق على التأمين للفرد في الولايات المتحدة زيادة كبيرة بنسبة 26٪ منذ العام 2017، اذ ارتفع من حوالي 10600 دولار إلى ما يقرب من 13600 دولار. ومن المتوقّع أن ينمو هذا الرقم بنسبة 8% أخرى في السنوات المقبلة، مع إنفاق الأميركيين 1400 دولار إضافية على التأمين، أو ما يقرب من 15 ألف دولار سنويا، بحلول عام 2028.
ويُعتبر نصيب الفرد من الإنفاق على التأمين في الولايات المتحدة أكثر صدمة مقارنة بالدول والمناطق الأخرى. على سبيل المثال، تشير الإحصاءات إلى أن الأميركيين سينفقون، في المتوسط، سبعة أضعاف ما ينفقه الأوروبيون على التأمين في عام 2028، ونحو 30 مرة أكثر من الآسيويين. والمملكة المتحدة وألمانيا، الدولتان الوحيدتان اللتان تنفقان على التأمين بعد الولايات المتحدة، ستنفقان أقل بنحو 3.5 مرة، أو ما يُعادل 4 آلاف دولار في المتوسط.
أما الصين، ثاني أكبر سوق تأمين في العالم من حيث إجمالي الأقساط، فهي بعيدة كل البعد عن هذه الأرقام. ووفقا لشركة Statista، سوف ينفق الصينيون ما يقرب من 810 دولارات على التأمين بحلول عام 2028، أو أقل بـ 18 مرة من الأمريكيين. وعلى رغم أن نصيب الفرد من الإنفاق على التأمين في اليابان أعلى منه في الصين، فإنه لا يزال يتماشى مع المتوسط الآسيوي. وبحلول عام 2028، سوف ينفق اليابانيون 2600 دولار على التأمين، أو أقل بمقدار 100 دولار عن هذا العام. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستشكّل 52% من أقساط التأمين العالمية بحلول عام 2028، أي ما يفوق النصف بنقطتَيْن.
ومع تزايد عدد الأميركيين الذين يبحثون عن منتجات تأمينية جديدة والنمو المستمر في نصيب الفرد من الإنفاق، فإن الولايات المتحدة لن تؤدي إلا إلى تعزيز مكانتها كشركة رائدة في السوق في المستقبل.
ووفقًا لشركة Statista Market Insights، استحوذت الولايات المتحدة في عام 2017، على 3.52 تريليون دولار أو 46٪ من أقساط التأمين العالمية. ومنذ ذلك الحين، قفز هذا الرقم إلى 4.64 تريليون دولار، ليشكّل 50% من الإجمالي العالمي ويسلط الضوء على مكانتها الرائدة في الصناعة. وتتوقع Statista أن تصل قيمة سوق التأمين في الولايات المتحدة إلى أكثر من 5.1 تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة، مع ارتفاع حصتها في السوق إلى ما يقرب من 52٪.
في ما يلي تفاصيل أكثر وإحصاءات: https://altindex.com/news/american-insurance-spend-growth