سيدي ولد التاه يتوسط رئيس جمهورية موزمبيق ياسنتونياسي وفينسينت جواكيوم
بمشاركة حشد من المسؤولين الحكوميين والمستثمرين العرب والأفارقة وبتنظيم من المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا) مع الحكومة الموزامبيقية، وبالتعاون مع مجموعة الاقتصاد والأعمال،انطلقت في 24 تموز (يوليو) 2024 في العاصمة الموزامبيقية، مابوتو، فعاليات المنتدى العربي للاستثمار في موزامبيق ، بحضور رئيس الجمهورية فيليب ياسنتونياسي، الذي أشار في كلمة افتتاحية له، الى أن “موزامبيق تتطلع إلى دور مهم للاستثمار العربي في السنوات القادمة وإلى تطوير الشراكة الاقتصادية مع البلدان العربية في ظل الفرص التي توفرها موزامبيق في مجالات متعددة لا سيما في الطاقة والبنى التحتية والصناعة والزراعة والسياحة والقطاع اللوجستي”، مركّزاً على “الشراكة الطويلة بين موزامبيق والمصرف، والدور الذي يلعبه الأخير في دعم وتمويل التنمية في موزامبيق، والمساعدة على استقطاب رؤوس الأموال العربية”.
كما أكدّ على أن “سياسة الحكومة بتطوير الشراكة مع القطاع الخاص واستمرار الاصلاحات الهادفة إلى تأمين بيئة اقتصادية ومالية مستقرة ومحفزة للاستثمار عبر تبني سياسات تركز على خفض التضخم وأسعار الفائدة وعجز الموازنة واصدار منظومة جديدة من القوانين التي تطال الاستثمار والضريبة والعمل والسعي إلى تحسين بيئة الاستثمار وتبني الشباك الموحد والحد من البيروقراطية في التعاطي مع المستثمرين”. كذلك أشار إلى أنه “يمكن المستثمرين الاستفادة من عضوية موزامبيق في اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية واتفاقيات التجارة الحرة مع المزيد من الدول الأخرى ومن المعاملة التفضيلية مع الاتحاد الأوروبي وعدد من بلدان آسيا”.
بدوره، أكد رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا د.سيدي ولد التاه، التزام المصرف ومجموعة التنسيق التي تضم العديد من الصناديق التنموية العربية، دعم التنمية الاقتصادية في موزامبيق والاستمرار في تطوير الشراكة معها والتي بدأت منذ تأسيس المصرف في العام 1975. مشيراً إلى أن “المصرف يركّز في استراتيجيته الحالية على دعم البنى التحتية والقطاع الخاص وتمويل التجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنمية سلاسل القيمة الزراعية”. كما أكد أن “دور المصرف لا يقتصر على تمويل المشاريع مباشرة بل على المساعدة في تحفيز رؤوس الأموال العربية الخاصة بالاستثمار في موزامبيق وإقامة الشراكات مع الحكومة والقطاع الخاص. كما ساهم المصرف بتمويل دراسة لتحديد فرص الاستثمار الرئيسية في موزامبيق، تم الافصاح عنها خلال المنتدى العربي للإستثمار في موزامبيق والتي ضمت 100 مشروع في قطاعات متنوعة.
تجدر الاشارة إلى أن موزامبيق خلال الأعوام القليلة الماضية أصبحت من أسرع البلدان الافريقية نموًا حيث بلغت نسبة النمو فيها أكثر من 5 في المئة في العام 2023، مقارنة مع 4,2 في المئة في العام 2022. وتشير التوقعات الحالية إلى نمو الاقتصاد بنسبة قد تتجاوز 5,2 في المئة خلال العامين الحالي والمقبل نتيجة التحسن الحاصل في أداء قطاعات الطاقة، لاسيما الغاز والتعدين والزراعة والخدمات اللوجستية. وتمكنت موزامبيق خلال الأعوام الأخيرة من استقطاب استثمارات كبيرة لتطوير حقل روفوما للغاز من قبل شركات عالمية وعربية. كما أن موزامبيق تُعد أحد المراكز اللوجستية الرئيسية في جنوبي القارة الأفريقية، وهي بوابة التجارة الرئيسية للدول المجاورة التي لا تملك منافذ بحرية مثل زيمبابوي وزامبيا ومالاوي وجزء من جنوب أفريقيا. وتملك موزامبيق ثلاث موانئ كبيرة في مابوتو وناكالا وبييرا. وتدير مرفأ ناكالا شركة موانئ دبي العالمية. وتسعى الحكومة إلى تطوير شبكة النقل المتعددة الوسائط مثل السكك والمطارات للاستفادة من موقعها الجغرافي كمنفذ تجاري للدول المجاورة.
إضافة إلى الاستثمارات العربية من ادنوك وقطر للبترول وموانئ دبي العالمية، تستفيد موزامبيق أيضًا من استثمارات بعض الشركات الخاصة السعودية والمصرية وغيرها في قطاعات السياحة والعقار وتوزيع الغاز والمحروقات.