Aviation Insurance
في سعيِها الدّائم إلى تعميم الثقافة التأمينيّة، وقد خصّت دائمًا “تأمين ومصارف” بدراسات تصبّ في هذا الهدف، وآخرها الدراستان اللتان نُشرتا تباعًا في أعداد سابقة عن “التأمين البحري“ و“النفط والغاز“، دفعت إلينا السيدة أماني الماحي، المسؤولة التنفيذية للفروع الخارجيّة لشركة مصر للتأمين، بدراسة جديدة انكبّت عليها طوال شهرَيْن، عن صناعة تأمين الطيران كمساهم أوّل في تحفيز الاقتصاد السياحي.
ولكن لماذا هذه الدراسة وفي هذا الوقت بالذّات؟
الجواب بسيط: فمع انحسار موجة Covid-19، إلى حدٍّ كبير، وعودة النشاط إلى حركة الطيران، كان لا بدّ للسيدة الماحي، من إعداد دراسة إرشاديّة تعليميّة تُفيد خبراء قطاعات التأمين كما المهتمّين بهذا الرافد الاقتصادي الذي بات له شأن كبير على صعيد نمو المجتمعات.
في هذه الدراسة، تُركّز السيدة الماحي على قطاع الطيران، المدني والحربي، المدني الذي يتضمّن الطيران الخاص والتجاري (الذي يؤمّن خدمات السّفر للأفراد ولشحن البضائع أيضًا)، والطيران الحربي الذي يُستخدَم في الحروب الجويّة، كما في القيام باستطلاعات للمراقبة، علمًا أنّ بعض الطائرات الحربيّة تعمل بلا طيّار، وآخر المظاهر ما شهدناه في المسيّرات الصغيرة Drone.
وإذا كانت بريطانيا قد بدأت في العام 1914 بتغطية بعض مخاطر الطيران عبر شركات تأمين، وهو عمل كان يتطلّب دقّة كبيرة في تقصّي المعلومات وتقييم الأضرار الماديّة، فإنّ هذه الصناعة أصبحت أكثر شموليّة وصلابة مع تقدّم السنين، وتحديدًا في العام2017. لكن بعد ثلاث سنوات، أي في العام الماضي، بدت هذه الصناعة أمام مفصل تاريخي، إذ أنّ جائحة كورونا شلّت هذا القطاع أو كادت، وقد أدّى هذا الوضع إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ غير متوقّع على كافة الأصعدة، فضلاً عن أنّ الجائحة أحدثت إرباكًا لشركات التأمين والإعادة معًا نظرًا للمخاطر التي تسبّبت بها. ومن هذا المنطلق، عرضت السيد الماحي للتغطيات التي توفّرها شركات التأمين والتي تشمل سوء الصيانة، فقدان البضائع، الأخطار التي يتعرّض لها المسافرون، فضلاً عن الضرر في الممتلكات في حال أدّى عطل ما إلى سقوط الطائرة. وإذا كانت التكنولوجيا قد قلّصت الكثير من الخسائر الكارثيّة، إلاً أنّها تسبّبت بنقاط ضعف وبأسعارٍ مرتفعة وغير ذلك من المشاكل التي تضيء عليها السيدة الماحي في هذه الدراسة التي ركّزت فيها أيضًا على تغطيات شركات إعادة التأمين، خصوصًا الاختياري منها التي تُعدّ من أقدم أنواع الإعادة.
باختصار، فإنّ هذه الدراسة الشاملة، الغنيّة بالمعلومات والأرقام والصّوَر، تُعدّ واحدة من أهمّ ما أُعِدّ عن صناعة الطيران والتغطيات التأمينيّة لهذه الصناعة، ما يؤكّد مرّة من جديد أنّ هذا النّوع من الدراسات يبقى الأكثر فائدة للقطاع وللثقافة التأمينيّة والتي يحتاجها الخبراء في المقام الأوّل والأفراد العاديّون في مقامٍ ثانٍ.
فإلى الدراسة التي وضعتها السيدة أماني الماحي باللغة الانكليزيّة والتي ننشرها كاملةً على موقع المجلة وصفحتَي الـ Facebook والـ Linkedin لتكون في متناول أكبر شريحة من الناس في العالمَيْن العربي والغربي، علمًا أنّنا سننشرها على حلقات في الأعداد الورقيّة لمجلة في إصداراتها المتتالية خلال الأيام والأسابيع المقبلة.