ترامب…و ماذا بعد؟
مع فرض التعريفات الجمركية الأخيرة بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، فمن المتوقع أن ترتفع تكلفة إصلاح المركبات في الولايات المتحدة،ما سيفرض ضغوطا إضافية على شركات التأمين لزيادة أقساط التأمين على السيارات، والتي تعد بالفعل من بين الأعلى على مستوى العالم، وفقا لشركة “غلوبال داتا”.
الى ذلك، يكشف استطلاع مقتني بوالص التأمين، الاتجاهات الناشئة لعام 2024 الذي أجرته الشركة المذكورة،و هو أن 53.5% من المستهلكين الأميركيين يدفعون أكثر من ألف دولار سنويًا للتأمين على السيارات. بالمقارنة، أفاد 21.0% فقط من المستهلكين في المملكة المتحدة أنهم يدفعون أكثر من 750 جنيهًا إسترلينيًا (966 دولارًا)، في حين ذكر 16.9% فقط من المستهلكين الصينيين أن أقساط التأمين الخاصة بهم تتجاوز 7 آلاف يوان صيني (963 دولارًا). ومن بين جميع الدول الـ 11 التي شملتها الدراسة، لم يكن لدى أي منها نسبة أعلى من المستهلكين الذين يدفعون ألف دولار أو أكثر للتأمين على السيارات مقارنة بالولايات المتحدة.
تشارلي هاتشرسون، محلل التأمين في “غلوبال داتا”، علّق قائلاً: “إن الإجراءات التجارية الأخيرة التي أدخلتها الحكومة الأميركية سيكون لها تداعيات كبيرة على صناعتَيْ السيارات والتأمين. وستعمل التعريفات الجمركية على قطع غيار السيارات المستوردة من المكسيك وكندا على رفع التكاليف عبر سلسلة التوريد، مما يجعل إصلاحات المركبات أكثر تكلفة ويساهم في ارتفاع أقساط التأمين.
وينبع ارتفاع التكاليف من سلاسل التوريد المتكاملة التي أنشأتها شركات السيارات مع الشركات المصنعة في المكسيك وكندا، والتي تلعب دوراً حاسماً في صناعة السيارات في الولايات المتحدة. ووفقا للمعهد الأميركي للحديد والصلب، استحوذت المكسيك وكندا على ما يقرب من 35% من واردات الولايات المتحدة من الصلب في العام الماضي، في حين زوّدت كندا ما يقرب من نصف واردات البلاد من الألومنيوم. وبالإضافة إلى ذلك، تمّ استيراد أكثر من 30% من إجمالي قطع غيار السيارات المستخدمة في الولايات المتحدة من هذين البلدين، مما يعكس اعتماد الصناعة على التجارة عبر الحدود لخفض التكاليف.
واصل هاتشرسون كلامه قائلاً: “نظرًا لأن المستهلكين الأميركيين يدفعون بالفعل بعضًا من أعلى أقساط التأمين على السيارات على مستوى العالم، فمن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى تفاقم الوضع. ومن شأن ارتفاع تكاليف الإصلاح أن يجبر شركات التأمين على تعديل نماذج التسعير، وقد يشهد العديد من المستهلكين زيادة في أقساط التأمين الخاصة بهم. للتغلب على هذه التحديات، يجب على شركات التأمين التركيز على تحسين إدارة تكاليف المطالبات واستكشاف حلول بديلة مثل السياسات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والشراكات الاستراتيجية مع شبكات الإصلاح.
ويخلص هاتشرسون إلى أن التأثير غير المباشر للتعريفات المرتفعة سيكون محسوسًا في النظام البيئي للسيارات بأكمله. وسيتعّين على المستهلكين وشركات التأمين والمصنعين التكيّف مع ارتفاع التكاليف. بالنسبة لشركات التأمين، فإن الاحتفاظ بالعملاء في سوق تنافسية سيتطلّب استراتيجيات تسعير مبتكرة وحلول فعالة من حيث التكلفة للمساعدة في تعويض الضغوط المالية الناجمة عن هذه التغييرات في السياسات.
يُذكر أن استطلاع مستهلكي التأمين على الاتجاهات الناشئة الذي أجرته GlobalData ، يشمل مجموعة من المستهلكين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، مع 5,520 مشاركًا منتشرين في 11 دولة في مناطق مختلفة لتحديد الاتجاهات العالمية. كان هناك ما لا يقل عن 500 مشارك في كل بلد. إنه أول استطلاع مخصص لمستهلكي التأمين متعدد الأسواق تجريه الشركة المذكورة.