كلارا مبتهجة بشتاء الإمارات
شعارها في الحياة التي تعيشها بكل جوارحها: “لا أخاف، ولا شيء يصعب عليّ، وأحب كل شيء”. إنّها كلارا معتوق، طفلة لبنانية في الحادية عشرة من عمرها، ولدت كفيفة لكنّها ترى ببصيرة قلبها المملوء فرحًا، أملاً وحيويّة، وبعقلها المتفتح على كل ما هو جديد من حولها، وإيجابيّتها المشعّة المعدية لكل من يلتقي بها، فتعرف الأشياء بكل حواسها، وتحتفي بكل لحظة أينما كانت وحيثما حلّت.
جاء سفرها الأول خارج بلدها إلى الإمارات، في إطار حملة “أجمل شتاء في العالم” التي تسلِّط الضوء على أجمل معالم الدولة. وهي تجربة تمّ توثيقها في فيلم قصير مؤثّر بعنوان: “شتاء بعين لا ترى”، نشره الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بحكومة دولة الإمارات على صفحته على تويتر تحت عنوان “البهجة بالقلب لا بالعين”.
كانت محطة فارقة في حياتها وتجربة ستُحفر في ذهنها إلى الأبد. لم تَخَفْ كلارا حين أقلعت الطائرة وحلّقت عالياً. كانت شعلة من النشاط طوال ستة أيام قضتها في الإمارات، حيث تعرّفت إلى مناطقها المختلفة ولمست عن قرب دفء شتائها المعتدل ومجتمعها المنفتح الذي يضمّ أكثر من 200 جنسية وترحاب الجميع بها، وبمن مثلها من أصحاب الهمم ذوي الإرادة القوية والشغف بالحياة، بدءاً من لحظة وصولها إلى مطار دبي الدولي وحتى مغادرتها إلى بيروت.
تقول كلارا: “هذا الشتاء زرتُ الإمارات، وهي المرة الأولى التي أسافر فيها، وخلال أسبوع واحد فقط، عشتُ أروع وأجمل أيام حياتي. وأهم شيء تعلّمته خلال هذه الرحلة، أنه ليس من الضروري أن ترى الأشياء الجميلة بعينَيْك، أحياناً يكفي أن تراها بقلبك لتحسّ بها”.
جرأتها وثقتها بنفسها تُلهم كلّ من يتعرّف إليها، وفي مدرستها الابتدائية يحوطها الجميع بالحب والرعاية والتقدير، لأنها تحبّ الحياة وتبادل بصدق محبة أقرانها ومعلميها لها، وتصادق الجميع. وعلى رغم كفّ بصرها، تهوى ركوب الدراجة ولا تهابها، بعد اتخاذ الاحتياطات اللازمة ومرافقة ذويها أو وجود من يراقبها ويحرص على سلامتها.
في الإمارات، زارت كلارا مجموعة من أهم المعالم واستمتعت بالعديد من التجارب الترفيهية المميّزة، وأثبتت أن الجميع مهما تكن التحديات والعقبات أمامهم، قادرون على الاستمتاع بالجمال، بالبصر أو بالبصيرة. وبهذا الصّدد تقول: “أجمل تجربة أحببتها كانت التزلّج في الإمارات، لقد كانت المرة الأولى التي اختبر فيها التزلّج في مكان مغطّى ومصمّم بكلّ معايير الأمان التام وكانت متعة لا توصف، أريد أن أكرّرها من جديد.”.
واختبرت كلارا، للمرّة الأولى، تجربة التجديف بالقارب أو “الكاياك” في بيئة آمنة تراعي كل إجراءات السلامة، وعن هذه التجربة تقول: “التجديف بالقارب هو التجربة الأولى أيضاً في حياتي، فشعور الماء من حولي وهو يرشق وجهي، شعور لا يوصف”. كما خاضت بالقارب قنوات مائية بين شجيرات القرم التي تحمي البيئة الساحلية وتطلق الأوكسجين وتوفّر للأسماك والسلاحف الصغيرة ملاذاً آمناً. كذلك اختبرت للمرّة الأولى شعور الغوص برفقة غواصين محترفين.
تقول كلارا: “كل شيء كان جميلاً، الإقامة المريحة في الفندق، السرير الكبير، الاستيقاظ باكراً، التنقّل من مكان لآخر. استمتعتُ في الإمارات بالصحراء والجبل والبحر. كنت متحمّسة طوال الوقت، كلّ ما جرّبته كان رائعاً ولم أشعر بأيّ خوف ولم يحصل معي أي موقف مزعج. الطقس كان مشمساً ودافئاً في النهار وجميلاً جداً في الليل”.
وعن تجربة السباحة مع الدلافين واللعب مع أسود البحر المرحة، تقول: “أكثر تجربة أسعدتني، تجسّدت بالتفاعل مع الدلافين. لمست بشرة الدلفين الناعمة جداً وشعرت به قريباً جداً منّي. أحسستُ بفرحة كبيرة وسعادة غامرة. وحركة أسود البحر السريعة من حولي وأصواتها جعلتني أشعر بفرح كبير”.
كلارا التي جاءت برفقة عمتها في رحلتها للدولة، تقول عن تجربة تسلّق الكثبان الرملية برمالها ذات الملمس الناعم، بأنّها كانت تجربة لا تُضاهى وكذلك التخييم في ليل الصحراء وسكونه المريح حول نار الشتاء ودفئها. أمّا ركوب السيارات رباعية الدفع، فممتع للغاية!
وكما تهادت مع الموسيقى حول النوافير العملاقة الراقصة، زارت كلارا المدن الترفيهية المتكاملة في أبوظبي ودبي واستمتعت بالألعاب المائية المتنوّعة والتواصل مع الشخصيات الكرتونية الأحب للأطفال واحتفلت معها بالمناسبات السعيدة.
أحلام كلارا معتوق كبيرة كابتسامتها المشرقة دوماً، تريد أن تطلق قناتها الخاصة على موقع “يوتيوب” على الإنترنت، وتطمح أن يكون صوتها سفيراً لها، وترغب بأن تسافر أكثر، بعد رحلتها الأولى، خارج لبنان إلى دولة الإمارات.
الذكريات التي حملتها معها كلارا من رحلتها الأولى خارج بلدها لبنان، وفي شتاء الإمارات المعتدل، والتجارب التي خاضتها على مدى أسبوع في مختلف تضاريس الدولة وتجاربها الترفيهية ستبقى ملهمة لها كما تقول، مؤكّدة أنها ستزور الإمارات من جديد مستقبلاً لتختبر المزيد من التجارب الفريدة التي تجتمع على أرضها. فالاستمتاع بالجمال حق للجميع؛ بصراً وبصيرة.
ملاحظة: انقر على الرابط لتشاهد فيديو “شتاء بعين لا ترى” https://we.tl/t-PAiM6aI8HA