المحاضرون مع شكيب ابو زيد وأحمد حسني كمال
لا يزال وباء Covid-19 يضغط على الأنشطة الاقتصاديّة والتأمينيّة والاجتماعيّة وسواها، وقد أدّى هذا الضغط إلى استبدال اللقاءات والاجتماعات بندوات تُقام عن بُعد عبر الـ online، وذلك على غرار ما يحصل في التعليم الابتدائي فالثانوي وصولاً إلى الجامعي. لقد باتت هذه الندوات حلاًّ معتمدًا على مستوى العالم أجمع حتّى من قبل السياسيّين أنفسهم، وفي هذا الإطار، استخدم رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل تقنيّة مخاطبة مناصريه عن بُعد عبر ندوة أقامها من منزله الذي زُرع بمئات الشاشات التي نقلت الصُوَر الفرديّة لكلّ مشارك ومستمع ومن دون الدخول في مناقشات أو طرح أسئلة.
هذا الأسلوب الجديد في إقامة الندوات، اعتُمِد في الاتحاد العام العربي للتأمين بشخص الأمين العام السيد شكيب أو زيد الذي كان يتحضّر لمؤتمر في شهر تشرين الأوّل (اكتوبر) الماضي ولكنّه لم يستطِع عقده بسبب جائحة Covid-19، فلجأ إلى ندوات افتراضيّة بلغ عددها حتّى الآن أربعة، الأولى عن أسواق التأمين في شمال أفريقيا، والثانية عن تداعيات انفجار بيروت الذي أفردنا له ملفًا خاصًا في النسخة الورقيّة لـ “تأمين ومصارف”، فالندوة الثالثة عن “إعادة التأمين قبل تجديدات 2021″، فالأخيرة التي عُقدت في 15 الجاري، وتمحورت حَوْلَ “دَور الوسطاء في تطوير أسواق التأمين”، وذلك برعاية الهيئة العامة للرقابة المالية المصريّة، وكلّ من شركة AMEX وشركة MEIDMARK وكلاهما من شركات الوساطة التأمينيّة. أمّا الدافع إلى تنظيم هذه الندوة التي شارك فيها ستّة محاضرين من أصحاب الخبرة والكفاءة في المجالَيْن التأميني والقانوني، فيعود إلى الدَوْر المركزي الذي يلعبه الوسطاء في تطوير الأسواق وتنميتها عبر طرق عدّة، منها نشر الوعي التأميني وتعميم ثقافة إدارة المخاطر، اعتمادًا على وسائل تقنيّة حديثة منها الـ online وتكنولوجيّات أخرى معتمدة حاليًا خصوصًا في الغرب. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ الاتحاد شارك بندوة عن التأمين الصحي الالزامي في مصر بدعوة من الاتحاد المصري لشركات التأمين.
المشاركون في الندوة الأخيرة التي دامت ساعتَيْن من الزمن وتابعها حوالى 400 شخص من دوَل العالم العربي كافة، إلى جانب الأمين العام شكيب أبو زيد والعضو المنتدب لشركة BROKNET الشرق الأوسط أحمد حسني كمال، وكلاهما أدار الندوة، هم: نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية المصريّة المستشار رضا عبد المعطي، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين علاء الزهيري، رئيس مجلس ادارة شركة MEDMARK للوساطة التأمينية د. وليد عوف، رئيس مجلس الإدارة لشركة IMEX للوساطة التأمينيّة ايهاب سمير، رئيس مجلس ادارة شركة WILLIS TOWERS WATSON حامد مبروك والرئيس التنفيذي لشركة MARCH لوساطة التأمين بدولة الامارات العربية المتحدة أيمن الحوت.
وكما هي العادة، فقد افتتح أمين عام GAIF الندوة بكلمة شَكَر فيها الحاضرين وخصّ بالذكر شركة MEDMARK الراعي هذه الندوة التي خصّصها الاتحاد العام للدور الذي يلعبه الوسطاء في خدمات ما قبل بَيْع البوالص في النواحي التالية: المساعدة في وَضْع الخطط العامة وفي تقديم المشورة للزبائن، فضلاً عن تقييم الاحتياجات للبوالص وتسويقها، وكذلك في عرض المخاطر والإضاءة على منتجات شركات التأمين، إضافة إلى خدمات ما بعد البَيْع. وغنيٌّ عن القَوْل أن دور الوسيط ينسحب على مجالات أخرى منها خَفْض الكلفة، وهو ما يعود بالفائدة إلى الشركات نفسها، كما إلى الزبائن.
وعلى سبيل الإضاءة على المستجدات المفرحة على صعيد الوساطة، فقد توقّف شكيب أبو زيد عند مذكرة تفاهم وقّعتها ثلاث شركات في مصر هي: INVESTIA المتخصّصة بإدارة رأس المال والمخاطر، وMEDMARK العاملة في مجال الوساطة التأمينيّة وشركة FENCHRITE، مشيرًا إلى أنّ الهدف من وراء ذلك، إنشاء محفظة من الشركات الناشئة في مجال التأمين الالكتروني، لتعزيز مستقبل التأمين الرقمي في مصر. وإلى ما تقدّم، أضاء شكيب أبو زيد على التعاون بين شركتَيْ SWISS RE وDEMOCRANCE لتمكين شركات التأمين الاقليميّة من تطوير أعمالها وإدخال الرقمنة إليها مع التركيز على فرع التأمين على الحياة.
بعد ذلك، بدأ طرح الأسئلة على المشاركين ومنها: المشاكل التي يتعرّض لها الوسطاء، تعريف الوسيط والصورة النمطيّة له ونماذج عمله والقدرة التي يجب أن يتمتّع بها للتفاوض مع العملاء، فضلاً عن كيفيّة التعامل مع الرقمنة وما هو مستقبل الوسطاء في حال استخدموا التكنولوجيا أو استمرّوا على نمطهم السائد. وإلى ذلك، تناولت الندوة أهمية التعاون بين الوسطاء والدور الذي يمكن أن يلعبوه في حالة إدماج القطاع الخاص التأميني بمنظومة التأمين الصحّي الشامل. وكان لدور الوسطاء في الترويج للتأمين المتناهي الصِغر Micro Insurance مساحة لا يُستهان بها من المناقشات.
جدير بالذكر أنّ الاتحاد العام العربي للتأمين أنشأ تحت مظلّته رابطة لوسطاء التأمين العرب في العام 2008 تضمّ في عضويّتها 49 عضوًا يمثّلون 8 أسواق عربيّة. وتشكّل هذه الرابطة، برأي المحاضرين، مثالاً على التعاون المشترك Co-Brokorage بين الوسطاء وتبادل الخبرات في ما بينهم. وقد أجمع المحاضرون على القَوْل، بناء على ما تقدّم، أنّ دَوْر هذه الرابطة يجبّ أنّ يُفعّل، وكذلك زيادة عدد أعضائها.