التعامل بالعملة هو الرائج في اليابان
الزلازل المتلاحقة في اليابان لا تقف حجرة عثرة أمام التطوّر والنمو في هذا البلد المعروف بانجازاته التكنولوجية الرائدة في العالم وبصناعاته المتفوّقة المشهورة بمتانتها وتنوّعها والمستحدثة دائماً. وفي آخر أخبار الخسائر المتأتية عن هذه الزلازل أن شركات التأمينات العامة وضعت تقريراً بما تسبب به زلزال وسط اليابان في الأول من حزيران (يونيو) الماضي. فقد ذكرت هذه الشركات أن المطالبات من المتضررين وصلت الى 154 آلاف وأن القيمة المطلوب تسديدها وصل الى 579،8 مليون دولار. والمبلغ مرشح للزيادة لأن عدد الملفات، على ما يبدو، هو أكبر بكثير، اذ يصل الى 151 ألف ملف.
ولأن الزلازل باتت جزءاً من حياة اليابانيين ولا تعيق نمو البلاد، فإن الحكومة تعتزم إصدار أوراق نقدية جديدة، في استعراض لما تصفه بأنه أول استخدام للصور ثلاثية الأبعاد المتطورة على الأوراق النقدية في العالم، وهو أحد إجراءات مكافحة التزييف.
وذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية، في هذا المجال، أنه في أول تغيير في تصميم العملات منذ 20 عاماً، ستحتوي الأوراق النقدية من فئة 10 آلاف و5 آلاف وألف ين أرقاماً ذات قيمة اسمية مطبوعة أكبر من الإصدارات الحالية، بحيث يمكن لجميع الأشخاص، بغض النظر عن العمر والجنسية، التعرّف اليها بسهولة. كما ستسمح العلامات اللمسية للأشخاص ضعاف البصر بلمس الأوراق النقدية التي يحملونها ومعرفة قيمتها.
وبحلول نهاية آذار (مارس) من العام المقبل، سيُطبع نحو 7.5 مليار ورقة نقدية جديدة. ووفقاً للحكومة، ستظل الأوراق النقدية الحالية صالحة حتى بعد طرح الأوراق النقدية الجديدة.
وتأتي الأوراق النقدية الجديدة في الوقت الذي تهدف فيه اليابان إلى الدفع باتجاه المدفوعات غير النقدية. وتزداد قيمة المدفوعات غير النقدية. يُشار هنا الى أن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، تعهّد بإطلاق برنامج لدعم السياحة في شبه جزيرة نوتو على ساحل بحر اليابان، وذلك بعد 6 أشهر من تعرّض المنطقة لزلزال قوي في 1 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن كيشيدا قال للصحافيين في ناناو بمحافظة إيشيكاوا، إن الحكومة المركزية تستعد لطرح مشروع يتضمن خصماً بنسبة 70 في المئة للذين يزورون شبه جزيرة نوتو، مركز الزلزال الذي وقع يوم بداية العام الجديد.
وكان كيشيدا قد شارك مطلع اليوم في مراسم تدشين قوة مهام لتعزيز جهود إعادة البناء التي بدأتها حكومته في واجيما؛ وهي إحدى مدن شبه الجزيرة. ومنذ شباط (فبراير) الماضي، تعدّ هذه ثالث زيارة يقوم بها كيشيدا للمنطقة التي شهدت الزلزال.
وأظهرت البيانات الرسمية أنه في ظلّ استمرار اضطراب الطرق الرئيسية والبنية التحتية الرئيسية والمزارع في المحافظة، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال، الذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، إلى نحو 300 شخص، من بينهم أشخاص لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بالكارثة بعد إخلاء منازلهم. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء، يوشيماسا هاياشي، في مؤتمر صحافي، إنه استُكمل بناء نحو 5 آلاف منزل مؤقت، مضيفاً أن “الحكومة تأمل أن يستطيع الضحايا الذين فقدوا منازلهم الانتقال إلى الأماكن المؤقتة في أسرع وقت ممكن”.
من جهة أخرى، بدأ حراس متنزه بجبل فوجي في اليابان رسمياً، افتتاح موسم التسلق لهذا العام، مع فرض رسوم جديدة ووضع قيود على أعداد المتنزهين للحد من الاكتظاظ. ويتعين على المتسلقين دفع ألفي ين (12 دولاراً)، وسيقتصر عددهم على 4 آلاف يومياً بعد شكاوى من تراكم القمامة وازدياد التلوث وازدحام الممرات بشكل مثل خطورة خلال العام الماضي.
وجعل انخفاض الين إلى أدنى مستوى في 38 عاماً من اليابان وجهة تصعب مقاومتها بالنسبة إلى الزوار الأجانب. وبينما يضخ السائحون مبالغ قياسية في اقتصاد البلاد، فإنهم يضعون أيضاً أعباء على مرافق السفر والضيافة، فضلاً عن الضيق الذي يتسببون فيه للسكان المحليين.
ويستمر موسم التسلق هذا العام على جبل فوجي، الذي يمتد بين ياماناشي وشيزوكا على بعد نحو 136 كيلومتراً من طوكيو، حتى 10 أيلول (سبتمبر)، وبعد ذلك سيصبح الطقس بارداً للغاية وسط تساقط للثلوج.
وتظهر الأرقام الرسمية أن نحو 300 ألف شخص يتسلقون الجبل كل عام. ويبدأ المتنزهون عادة رحلاتهم في الساعات الأولى من الصباح للوصول إلى القمة في الوقت المناسب للاستمتاع برؤية شروق الشمس.