السفير ياسر علوي والسيدة ميرال مرسي
في 23 تموز (يوليو) من كل عام، تحتفل جمهورية مصر العربية بعيدها الوطني، رغم أنها حصلت على استقلالها من بريطانيا في 28 شباط (فبراير) عام 1922، لكن اختيار تاريخ 23 تموز (يوليو) فعائد الى أن هذا التاريخ يرمز الى الثورة بقيادة “حركة الضباط الأحرار”.
وبالمناسبة، تحتفل سفارات مصر في أصقاع الأرض بهذه الذكرى الغالية على قلوب المصريين والتي تجسّد محطة مهمة في تاريخ بلادهم بانتقالها الى النظام الجمهوري بعدما كان ملكياً، وكان ذلك في العام 1953، وبفضل ما سُمي بـ “حركة الضباط الأحرار” عام 1949، وكان أبرزهم: محمد نجيب (الذي تولى رئاسة الجمهورية)، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر وأنور السادات، وقد حمّل هؤلاء الملك فاروق الموالي لبريطانيا مسؤولية الفساد في الجيش والحكومة المصرية وقرروا الإطاحة بحكمه فذهبوا الى قصر عابدين حيث كان يتواجد ودخلوا مكتبه واضعين أمامه وثيقة وطلبوا منه التوقيع عليها، وقد نصّت على الآتي: “نحن فاروق الأول ملك مصر، تقديراً منا لمصالح بلدنا، فإننا نتنازل عن العرش ونتخلّى عن أي حق فيه لأنفسنا وذريتنا ونتنازل عن كلّ الحقوق والإمتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش. ونحن هنا أيضاً نحلّ رعايانا من يمين الولاء لشخصنا”. ونتيجة الإستياء الشعبي الكبير منه، غادر العرش بتاريخ 23 تموز (يوليو) عام 1952، وهو ما عرف ب “يوم الثورة” التي أدت، في ما بعد، الى الغاء النظام الملكي في مصر واعتماد النظام الجمهوري. ولا تزال مصر الى اليوم تحتفل بهذا الموعد الذي شكّل حدثاً مهماً في تاريخها العريق الذي يعود الى أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد. وبالمناسبة تعمّ البلاد مسيرات وطنية، هاتفة عبارة “تحيا مصر” مع تنظيم عروض موسيقية ورفع العلم المصري على مختلف أبنية المؤسسات والسفارات، وكل ذلك تجسيداً لوقوف الشعب المصري جنباً الى جنب ليتذكر ثورة يوليو التي شكلت بارقة أمل لهم في تطلعهم الى الحرية.
الجدير بالذكر أن نشيد “أسلمي يا مصر” تأليف مصطفى صادق الرافعي وتلحين الموسيقي صفر علي أول نشيد وطني بعد الإستقلال. لكن في 1952، أٌلغي هذا النشيد واعتمد نشيد الحرية “كنت في صمتك رغم” للشاعر كامل الشناوي وألحان محمد عبد الوهاب. وبقي هذا النشيد معتمداً منذ العام 1960، اذ في هذا التاريخ صدر قرار جمهوري رقمه 143 قضى باعتماد نشيد وطني جديد باسم “والله زمان يا سلاحي” وذلك للتعبير عن فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهو من كلمات الشاعر صلاح جاهين وتلحين الموسيقي كمال الطويل. وفي العام 1979 استبدل النشيد بقرار جمهوري رقمه 149 بنشيد “بلادي بلادي” شعر يونس القاضي وتلحين سيد درويش، ولا يزال معتمداً حتى الآن، وهذا هو مطلعه:
بلادي بلادي لك حبي وفؤادي
مصر يا أم البلاد أنت غايتي والمراد..
يبقى أن نشير الى أن العلم المصري يتكوّن من ثلاثة مستطيلات عرضية متساوية الأبعاد، وهي بحسب ترتيب الألوان من الأعلى للأسفل: الأحمر (يدلّ على الثورة والأمل)، الأبيض (يدلّ على السلام والنقاء)، الأسود (يدلّ على عصور الإستعمار التي تخلصت منها مصر).
نعود الى احتفالات هذا اليوم لنشير الى أن سفارة مصر في لبنان، كانت هي أيضاً في قلب هذا الحدث، اذ أقام سفيرها في بيروت د. ياسر علوي حفلَ استقبالٍ في دارته في “دوحة الحص” حضرها العشرات من المدعويين الرسميين، نواباً ووزراء ومدراء عامين وسفراء عرب وأجانب ودبلوماسيين ورجال أعمال وإعلام، وكان في مقدّم الحضور، مديرة مكتب مصر للطيران في لبنان السيدة ميرال حسن مرسي، ومدير المحطة في بيروت السيد أحمد معروف، والمدير المالي السيد ثروت ماهر حسن، فضلاً عن نائب السفير المستشار هاني خضر، والمستشارة شيرين الشهاوي والسكرتير الأول في السفارة السيد كريم اسماعيل.
موقع “تأمين ومصارف” اذ يهنئ السفير المصري في بيروت وأركان السفارة، كما مكتب مصر للطيران في لبنان وطاقمها الإداري، بهذه الذكرى الغالية على قلوب المصريين والعرب، يتمنى لجمهورية مصر العربية، رئيساً ومسؤولين وشعباً، المزيد من التقدّم والإزدهار.