الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتأمّل باعتزاز ضخامة المعرض وأجنحته
التابوت الأثري الخاص بالكاهن بسماتيك، وصل إلى إمارة دبي لينضمّ إلى جناح مصر في معرض “اكسبو دبي ٢٠٢٠”، بعد اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتغليف التابوت وشحنه ونقله.

وهذا التابوت الفرعوني الأثري، هو أحد التوابيت الخشبية الملوّنة التي تمّ اكتشافها حديثا بمنطقة “سقارة” الأثرية بجهود البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار. وهو يتزيّن بقلادة كبيرة تنتهي برأسَيْ صقر، وتظهر المعبودة “نوت” ناشرة أجنحتها، وتحمل ريشتَيْ الماعت ( أله الحق والعدالة). أما الجزء الأوسط منه فقد زُخرِف بنصوص تعاويذ دينيّة، فيما أُحيطت جوانبه بصفَّيْن لمعبودات ” الواس” حاملة صولجان بأيديها. وتظهر في الجزء السفلي هيئتان للمعبود أنوبيس فوق مقصورته أمام المتوفى.

كما وصلت أيضا مجموعة من المستنسخات الاثرية الخاصة بالملك توت عنخ أمون لعرضها بالجناح للترويج للحضارة المصرية. وتتضمّن هذه المجموعة، قناعه الذهبي، تابوته الخاص، تمثال حارس الملك، كرسيّ المناسبات الخاصّ، إلى جانب كرسي العرش الذهبي الذي يعود للملك.

وتُمثِّل فكرة التوابيت في الحضارة المصرية القديمة أهميّة كبيرة من الناحية الدينيّة والرمزيّة، إذ تُعدّ أهمّ عنصر في عملية الدفن، كما أنها المأوى أو المكان الذي يوضع فيه جسد المتوفّى ويتمّ اعداده لعملية الحساب في العالم الآخر.

يأتي نقل تلك القطع الاثرية في إطار حرص كافة أجهزة الدولة المصرية على إتاحة إمكاناتها لإنجاح المشاركة المصرية في اكسبو دبي ٢٠٢٠، وإظهار الجناح المصري بالصورة التي تتناسب ومكانة مصر، باعتبارها أحد أهم المقاصد السياحية والأثرية العالمية.
جدير بالذّكر أنّ “إكسبو دبي 2020” الذي ينطلق في الأوّل من تشرين الأوّل (اكتوبر) 2021 ويستمرّ حتى 31 آذار (مارس) 2022، بدأ التحضير له قبل 30 يومًا من موعد انطلاقه، نظرًا لضخامة هذا الحدث الذي يُعدّ أحد أكبر الفعاليّات التجارية والاقتصاديّة والذي سيجذب، بحسب التوقّعات، نحو 25 مليون زائر. وكان مقرّرًا إقامة المعرض العام الماضي لكنّ جائحة كوفيد أجبرت دبي على تأجيل الحدث.

ويُعدّ انطلاق المعرض سابقة تاريخية، إذ هو أول معرض إكسبو دولي ينظَّم في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا على أرض الإمارات. ومن المعروف أنّ معارض “إكسبو” الدوليّة توفّر منصّة لاستعراض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم الذي نعرفه اليوم. وسيحافظ “إكسبو 2020” على هذا التقليد بفضل الكشف عن أحدث التقنيات من جميع أنحاء العالم.
يأتي انعقاد “إكسبو دبي 2020” في وقت تحاول فيه الإمارات التعافي من واحدة من أسوأ حالات الركود لديها منذ خمسة عقود، إذ انكمش الاقتصاد، في العام الماضي، بنسبة 6.6٪ حتى مع إعلان الحكومة سلسلة من الإصلاحات لجذب الاستثمارات ومساعدة الشركات. وقد بدأت بعض هذه الخطوات تُثمر مع قيام صندوق النقد الدولي برفع توقعات النمو لدولة الإمارات إلى 3.1٪ للعام الحالي 2021.
وتُعلِّق سلطات دبي آمالها على هذا المعرض لجذب السياح الذين قد يسرِّعون الانتعاش الاقتصادي، علمًا أنّ الإمارات ضخّت مليارات الدولارات في المشروع منذ أن فازت بمناقصة تنظيم هذا المعرض الدولي في العام 2013.
وتشارك في المعرض أكثر من 190 دولة في موقع يغطّي 4.3 كيلومتر مربّع، أو 613 ملعب كرة قدم، وستكون له محطة مترو خاصة به. وستختبر UBER السيارات الطائرة خلال انطلاق الحدث. وإلى ذلك، استخدم حوالي 90 ٪ من مواد البناء لإنشاء مبانٍ دائمة، على أمل أن يعزّز الاكسبو اقتصاد دبي بمقدار 33 مليار دولار ويوفّر ما يصل إلى 300 ألف فرصة عمل.