غدير بوشة وأسامة الرمحي
لشركات التأمين أدوار عدّة إذا نظرنا إلى هذه الصناعة من زاوية غير تجارية… إنّ لها دورًا في نشر الوعي التأميني في صفوف الناس، ولها دور في شرح البرامج التي تُطلقها، ودور ثالث في التركيز على المنافع التي يحصل عليها طالب التأمين، من دون أن ننسى عامل المساعدة الماديّة التي تقدّمها شركات لمجتمعات نامية تحتاج إلى برامج تأمينيّة تُساهم في تحسين اقتصاد دُولها وتاليًا المعوزين، إلى جانب تحريك عجلة العمل عند هؤلاء مثل: تغطية المزروعات من التلف والكوارث الطبيعيّة وطرح برنامج التأمين متناهي الصّغر، والمرأة هي الأكثر استفادة منه، وسوى ذلك.
لكن يبقى هناك ما يُشبه هذه الخدمات ولا تقلّ أهميّة عنها، إن لم نقل أرقى وأسمى، عنينا بذلك إطلاق ورش عمل مجانية لمساعدة شركات تأمين، هي في طور النمو والتقدّم، من خلال تدريب كوادرها التي تحتاج بشكلٍ دوري إلى الجديد المتداول في العالم على هذا الصعيد، تقنيًاعلى وجه التحديد.
وتأتي شركة “فنشرش فارس” لوساطة إعادة التأمين في طليعة الشركات التي تهتمّ بهذا الجانب من دون أن تُغفِل الأدوار الأخرى التي ذكرنا. وإذا عُدنا إلى تاريخ الشركة، نجد أنّ هذه الرسالة التأمينيّة بدأت تطبيقها منذ نشأتها وبدء توسّعها في دول الوطن العربي بهدف تعزيز أوضاع شركات تأمين وتحديث معلومات العاملين فيها وتطوير مداركهم التكنولوجيّة وتحصينها، لعلّ هذه الحصانة تقف سدًّا أمام الزحف الخارجي الرّامي إلى الاستفادة من ضعف أداء البعض من الشركات لــ “يسطو” بعد هذا الزّحف على عوائد التأمين بدلاً من أن تبقى هذه العوائد في الوطن العربي وتستفيد منها الشعوب العربية.
جديد “فنشرش فارس” على هذا الصعيد، تمثّل بإقامتها ورشتَيْن بالتعاون مع اتّحاد شركات التأمين في فلسطين، وكذلك مع سلطة النقد التابعة لهيئة الرقابة على هذه الشركات، بحيث أنّ كلّ ورشة منفصلة عن الثانية، والهدف كما أسلفنا، هو دعم وتحسين القدرات والكفاءات في السوق الفلسطيني وتطوير آداء تلك الشركات بشكلٍ عام. صحيح أنّ “فنشرش فارس” توقّفت لفترة عن متابعة هذه الرسالة بسبب جائحة كورونا، إلاّ أنّها استأنفت هذا الدور مع إقامتها هاتَيْن الورشتَيْن، وبشكل مكثّف، منطلقة من فلسطين التي تستحقّ هذا الاهتمام في ظلّ ما تتعرّض له من ضغط معنوي واقتصادي واجتماعي وصناعي وزراعي وتأميني.
وفي هذا المجال، أفادنا مدير العمليات في Fenchurch Faris محمد السيّد أنّ “فريق عمل الشركة بدأ بورشتَيْ عمل، الأولى تتعلّق بتأمينات الحياة حاضرت فيها المسؤولة عن هذا البرنامج في الشركة الآنسة غدير بوشة وبحضور ممثّلين عن جميع شركات التأمين العاملة في فلسطين”. أضاف: “بالنسبة للمحاضرة الثانية فكانت عن الكوارث الطبيعيّة، وهذا موضوع مهمّ جدًّا، وقد تحدّث فيه السيد أسامة الرمحي، علمًا أنّ منسّق هذه الورشة هو السيد أياد يعقوب القسيس”.
س: وهل يتمّ هذا التعاون من دون أيّ تكلفة مادية؟
ج: طبعًا، إنّ ورشًا نقيمها ومنها هاتان الورشتان في فلسطين، تكون على نفقة Fenchurch Faris بالكامل. نحن لا نحمّل شركات التأمين أية تكاليف وخاصّة الشركات الفلسطينيّة التي هي بحاجة إلى دعمنا، هذا الدعم الذي نعتبره من ضمن استراتيجيّة الشركة في مساعدة أسواق التأمين في الدول العربيّة وأوّلها فلسطين التي استأنفنا بها رسالتنا حاليًا، مع التذكير أنّنا حجزنا لورشتَيْ العمل مكانًا في رام الله بمشاركة وحضور أعضاء من هيئات التأمين والشركات.
س: وهل هناك تفكير بإقامة ورش عملٍ أخرى؟
ج: نعم، نقيم حاليًا ورشة في سلطنة عُمان بالتعاون مع إتحاد شركات التأمين في مسقط، نتيجة اتفاقيات تعاون وتفاهم مع رئيس الاتحاد ومدير شركة United للتأمين العُمانية السيد ناصر بو سعيدي. كان ذلك في مؤتمر العقبة الثامن الذي أقيم هذا العام في أيار (مايو)، وقد قضى الاتفاق على أن ينصبّ اهتمامنا الأكبر على الشباب العُماني الذي يعمل في قطاع التأمين وذلك لتطوير معلوماته وقدراته في البرامج التأمينيّة المختلفة. وكلّ هذه الورش، أستطيع القول عنها أنّها ناجحة جدًّا.
بالنسبة لورشة سلطنة عُمان، فيتمحور موضوعها حول تأمينات الطاقة والغاز وكذلك التأمينات الهندسية. ولتأكيد جديّة مسعانا، استقدمنا خبيرًا من لندن، إضافة إلى خبيرَيْن من كوادرنا هما السيدان: ميشال نصار مدير الطاقة والهندسة، وكريم اللوزي مدير العلاقات العامة. وقد توزّعت الورشة بين فترتَيْن: قبل الظهر خُصّصت للطاقة، وبعد الظهر للهندسة.