زمكحل متحدّثًا… خلفه المتخرّجون وأمامهم ذووهم
عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف البروفسور فؤاد زمكحل، دعا المتخرجين في كلمة ألقاها أمامهم وأمام ذويهم، الى عدم البقاء “متفرّجين أمام مشهد الإنهيار والهجرة، ننتظر إتفاقات إقليمية ودولية وأياديَ خارجية تنقذنا وترمي لنا أطواق النجاة..”
وفي مشهد سوريالي عمّا ينتابنا، قال: “في أيام نسمع صوتاً بعيداً لا نعرف مصدره يُنادينا وقوة تجذبنا. وفي أيام أخرى نشعر بأن كلّ شيء ينهار حولنا، وكل الطرق مسدودة وأن اليأس والألم والغضب والعذاب والقهر تتغلب علينا. فلا شكّ أننا نعيش أصعب وأكبر أزمة من تاريخ لبنان ونَجْهد للتعايش معها في ظلّ أوضاع اقتصاديّة واجتماعيّة وماليّة نقديّة وأمنيّة وسياسيّة لا نُحسد عليها أبدًا. مع ذلك، فقوّتنا تكمن بمرونتنا ومثابرتنا، وخصوصاً بوحدتنا التي هي شعلة تسلّمناها من أجدادنا ونحافظ عليها لتسليمها لمن سيأتي بعدنا”.
تابع: “إن التغيير الحقيقي ينبع من نفوسنا، وكخرّيجين تتحمّلون مسؤولية مضاعفة، أوّلاً مسؤولية المحافظة على تاريخ أجدادكم وثانيًا مسؤولية بناء مستقبل التغيير الحقيقي…”
ثمّ توجّه إليهم قائلاً: “أنتم لبنان، أنتم مستقبل بلادنا، أنتم حلمنا، أنتم أملنا فلا تستسلموا، ولا تتركوا هذه السفينة تغرق، وكلنا على متنها، لا تنسوا أنكم إستطعتم التغلّب على أكبر جائحة في العالم.. إستطعتم أن تنجو من أكبر ثالث إنفجار في العالم.. واليوم تتحدّون، ليلاً ونهاراً، أكبر أزمة إقتصادية وإجتماعية في العالم.. ها أنتم ترتدون بفخر ثوب النجاح قبل أن تطيروا من جديد نحو آفاق أعلى وأبعد”.
تابع: “أنتم تمثلون أمل لبنان ومستقبله، والريادة والإبتكار.. أنتم أركان لبنان الجديد الذي كلنا نحلم به.. أنتم رموز إعادة الهيكلية الداخلية.. أنتم الأساس في عودة الثقة الدولية إلى لبنان.. أنتم الحجر الأساس لإعادة بناء القطاعَيْن العام والخاص.. أنتم سفراؤنا في الداخل والخارج.. والرئة التي نتنفّس بها حريتنا وايتقلالنا..”
مضى يقول: “علينا أن نكون واقعيين، وكلنا ندرك أنّ الطريق طويلة وشائكة، لكن إيماننا وعزيمتنا ومثابرتنا، هي قوتنا المعروفة دولياً وبها سنُبرهن للعالم قدرتنا على التغلّب على أكبر أزمة في التاريخ، قريبًا بل قريبًا جدًّا”.
ختم: “لا تنتظروا من لبنان ما يستطيع تقديمه لكم، بل بادروا إلى تقديم ما يحتاج إليه. إنّ خياركم لا يجوز أن يكون بين البقاء في لبنان أو الهجرة بل كيف تستطيعون إعادة هيكليته لإنمائه من جديد. أنتم من يحتاج الوطن إلى استثماره. كفاءتكم هي الاستثمار الحقيقي أيّها الخرّيجون، فلا تنسوا!”.