د.خلايلي قبل العملية مع د.عمر حلاّق
الطبيب والأديب الدكتور غالب خلايلي، زميلنا في “تأمين ومصارف” وفي “طبيبك”، والكاتب في دوريات عربية عديدة، خضع قبل أيام إلى جراحة في القلب، تكلّلت، والحمدلله، بالنجاح. وهو يمضي حاليًّا فترة نقاهة قبل أن يستأنف عمله كطبيب أطفال في عيادته ويعود إلى نشاطه التأليفي. وعلى رغم الأوجاع التي يشعر بها إلى درجة أن البانادول بات “صديقه العزيز”، كما قال لنا، فإنه بادر إلى كتابة هذه القطعة نزولاً عن رغبتنا، عن المستشفى والأطباء، تاركًا المقال الدسم عن التجربة الصحية التي خاضها إلى مقال ثانٍ يُنشر على صفحات المجلة.
كان ألمًا حادًا في الكتف الأيسر عند الجهد والشدة، فاتجه نظري، أولاً، إلى “كنغز كولج لندن” في دبي، حيث يعمل زميل دراسة الطب الدكتور عمر حلاّق، وقد غدا أشهر من نار على علم في طب القلب التداخلي. وكان ذلك في ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠٢١. هناك أجرى لي اختبار الجهد الذي نقلني نقلة هائلة من “ميدكلنك” العين (د. عبد الله شهاب)، فـ “أميركي دبي” (د. فراس العاني، د. هايمن لوكراز)، فمستسفى “توام” في العين (د. احمد صديقي، د. علي الشامسي ود. محمد أندرون في مستشفى ميدكلنك أبو ظبي)، وأخيرًا إلى بيت القصيد مستشفى “كليفلاند كلينيك ابو ظبي”، حيث تمّ العمل الجراحي صباح الثلاثاء ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٢١. وللأمانة أقول، فإن كلّ من قابلت من الزملاء الأكارم، بدءًا من زميلي عمر حلاق، كانوا في منتهى الترفّع العلمي والأخلاقي والدماثة، ما ترك في نفسي أثرًا جميلاً لا يُنسى.
لكن لماذا كليفلاند أبو ظبي؟ ألأنه الأفخم، وهو من الفخامة بمكان، أم لأنه الأكثر تقدّمًا، وهو من التقدّم العلمي والتقني بما لا يقاس؟
كلّ ما أسلفت صحيح، لكن الخيار وقع عليه لأنه كان الأنسب لحالي وحالتي القلبية، فقد وافقت شركة التأمين الخاصة بي على تحمّل التكاليف العالية مما صعّب تأمينه في غير مكان، وكان أن صرت بين يدي رئيس معهد القلب الجراحي الدكتور فائق الدماثة غوبال بهاتناغار، الذي أجرى آلاف العمليات الجراحية القلبية من قَبْل، ومنها جزء كبير على قلوب نابضة (أيّ لا يُحوَّل الدوران أثناء العملية إلى المضخة).
وبعد دراسة متأنية جدًّا لحالتي، تمّ تقرير العمل الجراحي لي الذي أتعافى منه الآن تدريجيًّا، وأرجو أن أكتب لكم تفاصيله في مقال أعدّه قريبًا. ولمن لا يعرف مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي Cleveland Clinic Abu Dhabi في دولة الإمارات العربية المتحدة، أقول أنه أحد أكبر المستشفيات فيها وأحدثها، ويتبع “شركة مبادلة للتنمية”. وهو متعدّد التخصّصات، ويُعدّ أحدث مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى، وإلى ذلك، فهو يوفّر مجموعة من خدمات الرعاية الصحية للحالات المُلحّة والحرجة، بهدف الحد من حاجة المرضى للسفر خارج الدولة.
كيف أنشئ؟
تماشيًا مع الرؤية الاقتصادية 2030، وقّعت “مبادلة للرعاية الصحية” اتفاقية مع “كليفلاند كلينك” ومقرّها الولايات المتحدة لافتتاح فرع له في أبوظبي بهدف تطوير قطاع الرعاية الصحية في الدولة.
ويضمّ مستشفى “كليفلاند كلينك – أبوظبي” ستة مراكز متميّزه ضمن التخصّصات الطبية: القلب والأوعية الدموية، الأعصاب، أمراض الجهاز الهضمي، العيون، الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة. كما يضمّ عيادات وأقسامًا طبيةً تغطي كلاًّ من التخصّصات الجراحية الدقيقة والطبية، وطب الطوارئ، والتخدير وعلم الأمراض وطب المختبر والتصوير الشعاعي والجودة وسلامة المرضى. وإلى ذلك، فهو يوفّر أكثر من 40 تخصّصًا طبيًّا وجراحيًّا.
وتضمّ المرافق في “كليفلاند كلينك – أبوظبي” أفضل وسائل الراحة للمرضى ومرافقيهم، علمًا أنه يستوعب 364 سريرًا قابلة للزيادة إلى 490 سريرًا، مع خمسة طبقات طبية، بثلاثة مستويات للتشخيص والعلاج، و13 طابقًا من الأقسام المتعدّدة. ويُدار المستشفى بواسطة أطباء مشهود بخبرتهم عالميًّا، وهم مُجازون من “بورد أمريكا الشمالية” أو ما يعادله.