الصيدلي ابراهيم ابو رمان.. أنصح بالزعرور لمن يشكو متاعب في القلب
بعد كتابه الأول عن مرض السكري وكيفية علاجه بالأدوية والنباتات الطبّية، دفع الصيدلي الأردني إبراهيم علي أبو رمان بكتاب ثانٍ له، قبل أيام، يمكن وصفه “بالكتاب المكمّل للأول” بل “المكمّل والأشمل” كما نتبيّن ذلك من عنوانه: “الأمراض وعلاجها بالأعشاب والنباتات الطبّية”.
وكان يمكن هذا الكتاب أن يمرّ مرور الكرام من دون أن يُثير أي إهتمام لو أن كاتبه خبير أعشاب، وخبراء الأعشاب ملأوا رفوف المكتبات بمؤلّفات من هذا النوع.. أما أن يكون الكاتب صيدليًّا، وغالبًا ما يعتبر الأطباء والصيادلة العلاج بالأعشاب هو نوع من الخرافة (وحتى الشعوذة)، فهذا ما يدعو إلى الفضول لمعرفة ماذا عند هذا الصيدلي المشهور بكتاباته العلمية والطبية، من معلومات وأبحاث تدفعه إلى وضع هذا المؤلّف وتوقيع اسمه عليه.
كلّ هذا حملنا إلى الاتصال به وطرح مجموعة من الأسئلة عليه، لعلّ الأجوبة تُشفي الغليل، أو على الأقل، توضح أسباب إعادة إحيائه الأعشاب كعلاجات للأدوية..
فإلى المقابلة..
س: في زمن التقدّم العلمي في عالم الطبّ، سعيًا إلى القضاء على الأمراض، صغيرها وكبيرها، تَدْفَع إلى المكتبات كتابًا يُعطي انطباعًا وكأنّ الأعشاب والنباتات هي الدواء الناجع لتلك الأمراض. فما هو تعليقك؟
ج: في ظلّ التقدّم العلمي، تمّ تحليل المكوِّنات في النباتات بعد فصلها وتمييزها وإجراء الدراسات في المختبرات عليها، فثبِّتَتْ فوائدها من الناحية العلمية في العلاج أو في الوقاية من بعض الامراض. وبالنسبة للمزمنة منها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والزيادة في الدهنيات، يمكن النباتات أن تلعب أدوارًا في التخفيف من اعراضها. فنبات الزعرور، مثلاً، يُعتبر مفيدًا لامراض القلب لانه يُساهم في الحدّ من حدوث الجلطات عبر زيادة التميّع في الدم، بالاضافة الى زيادة استجابة الشرايين للضغط، ما يؤدّي الى الحدّ من ارتفاعه. ويُعتبر تاثير هذا النبات بما يعادل حبة أسبرين يوميًا، وقد ذكرتُ ذلك في كتابي الأخير، علمًا أنني نشرتُ دراسة علمية عن نبات الزعرور ودوره في علاج أمراض القلب راجعتُ فيها ما نشر من ابحاث في المجلات العلمية عن هذا النبات ودوره في الوقاية من أمراض القلب.
س: ما هي الأمراض التي يمكن علاجها بالأعشاب؟ وهل لنا أن نعرف الدواء العشبي لكلّ مرضٍ من الأمراض التي أشرتَ إليها؟ وعلى أيّ أساس تؤكّد أنّ هذه العلاجات ناجعة؟
ج: يمكن علاج الامراض في بدايات ظهور الاعراض، ولكن اذا ثُبِّتَ المرض وباتت أعراضه واضحة يمكن الأعشاب أن يكون لها دور معزِّز للدواء الذي يجب على المريض التزامه. إن دور النباتاتيكون في هذه الحالة، تخفيف الاعراض. ذلك أن غالبية الاعشاب تم ّمعرفة مكوّناتها وأجريت الدراسات على حيوانات التجارب بعدما أعطيت لها، فاتّضح دورها المتقدّم في علاج الامراض والتخفيف من أعراضها، إلا ّان الاستعمال الخاطئ لها يثير الشك حولها، وبخاصة عندما تستخدم عشبة ما لعلاج عدد كبير من الاعراض المرضية. وبشكل عام، يجب التركيز على المكوِّنات عندما ننصح بهذه العشبة أو تلك في علاج المرض أو للتخفيف من أعراضه.
س: أنتَ صيدلي يتابع التطوّر العلمي والطبّي بشكلٍ دائم وتمارس مهنتك بأمانة، خصوصًا عند تسليم الدواء المصنّع إلى الشخص المعنيّ. هل صادف أن نصحْتَ مريضًا ما، باستبدال الدواء بعشبة؟
ج: في أغلب الحالات كنت أنصح بالزعرور لمن يشكو من متاعب في القلب، بنبات الطيّون لعلاج التهاب القصبات، والبقدونس لعلاج التهابات المسالك البولية وفي ادرار البول للحدّ من تكوّن الحصوات في الكليتَيْن وقد ذكرتُ في كتابي بعضا من الاعشاب المفيدة في علاج أمراضٍ عدة.
س: ما دام الحديث عن العلاج العُشبي.. هل أجريتَ تحليلات معيّنة وصولاً إلى اكتشاف علاج لــ Covid عن طريق النباتات، وفي حال الإيجاب، ما هي هذه النبتة؟
ج: الكوفيد مرض فيروسي جديد ولا يزال البحث عن علاج له قيد التطوير. غير أن ما يمكن النصح به للتخفيف من أثارة، هو في الاكثار من مميّعات الدم مثل الأسبرين والزعرور، وكذلك الطيّون، لتخفيف اعراض الحساسية في الصدر. كذلك هناك عشبة الشيح التي يمكن أن تُفيد، إلى جانب الاكثار من تناول الفيتامينات ومضادات الاكسدة والعسل… كلّ هذه يمكن أن يفعّل المناعة في الجسم.
س: كتابك الأخير، ماذا يتضمّن، وما هو رقمه في سلسلة الكتب التي أعددتها حتّى الآن؟
ج: هو يبحث في الامراض وعلاجها بالنباتات. أبدأ الفصل بذكر المرض وما يمكن أن يُحدثه من تأثيرات سلبية على الجسم، ثم أذكر الاعشاب التي تفيد في علاجه بذكر مكوّناتها وفعاليتها. أما كتابي الأخير فهو الثاني لي، إذا أصدرت قبلاً كتابًا هو الأول لي، عن مرض السكري وعلاجه بالادوية والنباتات الطبيّة.
س: هل لنا أن نعرف، في بضعة أسطر، سيرتك الذاتيّة؟
ج: أنا صيدلي أعمل في وزارة الصحة الاردنية. وإلى ذلك،أكتب في عدد من المجلات والصحف اليوميّة في الاردن والدول العربية، منها مجلة “طبيبك و“تأمين ومصارف“ و“العربي الكويتية“، و“التقدّم العلمي“ وغيرها…