شعار Comin على جانبَي يافطة الإنطلاق
على رغم الواقع المأساوي الذي يعيشه لبنان، وعلى مختلف الصُعُد، أصرّت جمعية بيروت ماراتون برئاسة السيدة مي خليل إعادة إحياء هذا المهرجان الرياضي السنوي بعد انقطاع سنتَيْن عنه بسبب جائحة كورونا، تحت شعار “الأمل للبنان”.
صحيح أنّ عدد المشاركين في الماراتون بنسخته الـ 17 قد تراجع من خمسين الفًا في العام 2018 إلى سبعة آلاف مشترك هذه السنة، إلاّ أنّ إقامة هذا الحدث على رغم كلّ الظروف، أكّد أنّ اللبنانيّين شعبٌ حيّ وأنّهم يحاولون دائمًا تلمّس النور حتّى في داخل النفق المظلم.. تلمّس نور يكاد يكون مستحيلاً!
هذا الغياب الكبير من العدّائين وجلّهم من دول العالم، أبقى ماراتون بيروت محافظًا على شهرته العالميّة، إذ أنّ عدّائين التحقوا بهذا الماراتون من 59 دولة حول العالم، ولو بأعدادٍ قليلة، ليشاركوا اللبنانيّين في هذا السباق الذي استمرّ ستّ ساعات انطلاقًا من منطقة واجهة بيروت البحريّة والعودة إليها، بحضور رئيسة الجمعيّة مي الخليل وشخصيات دبلوماسيّة ورسميّة وأهليّة تقدّمهم محافظ بيروت القاضي مروان عبود. وكان اللافت مشاركة سفيرة الولايات المتّحدة دوروثي شيا التي ركضت سباق الـ 8 كلومترات، كذلك فعل الجنرال دل كول قائد قوات الطوارئ الدوليّة في الجنوب.
ومع تدنّي عدد المتسابقين، كان من الطّبيعي أن تتراجع الإصابات والحوادث الصحيّة التي كانت تحصل في السابق، كما ذكر لنا السيد روجيه زكّار المُشرف على شركتَيْ Commercial وComin اللتَيْن وفّرتا التغطية هذا العام، فيما تولّت الأولى تلك التغطية، قبل التوقّف القسري، بناءً لاتّفاق جرى بين الجمعيّة والشركة.
في العودة إلى هذه التغطية التأمينيّة، وهو ما يهمّنا كموقع ومجلّة يركّزان على هذه الناحية، فإنّ أعضاء فريق من الشركتَيْن نزلوا إلى الشوارع التي جرى فيها السّباق لمراقبة سَيْر هذا الحدث الرياضي ومتابعة التطوّرات ولا سيما منها ما يتعلّق بأي حادث صحّي طارئ يستدعي العلاج، إمّا في مكان الحادث أو في المستشفى الذي يُنقل إليه المُصاب. ومن المعروف أنّ حوادث صحيّة بسيطة تحصل في صفوف الأطفال مثل الدوار والغثيان. وفي المحصّلة، فإنّ الّذين تعرّضوا إلى إصابات، ومعظمها بسيط، لم يتجاوزوا الخمسين شخصًا بين كبير وصغير وذكر وأنثى تمّ نقل البعض منهم بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى أوتيل ديو المتعاقد مع شركتَيْ التأمين.
ومن المعروف، استنادًا إلى التجارب السابقة، أنّ مندوبي Commercial (ولم تكن شركة Comin قد أُسّست بعد)، كانوا يمضون ثمانية أيّام قبل موعد انطلاق السباق، وكانوا، بالاشتراك مع مستشفى أوتيل ديو، يطلقون حملات توعية حول الطريقة التي يجب اتّباعها خلال السباق لتجنّب أيّ حادث. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ Commercial في سباق العام 2018 وزّعت أربطة حول معاصم العدّائين تعرّف المسعفين إلى فئة دمّ كلّ منهم. وممّا تجدر الإشارة إليه ايضًا أنّه في السباق المذكور قبل عامَيْن، أُضيف إلى بوليصة التغطية طائرات الـ Drone التي رافقت المتسابقين جوًّا، وقد بلغ أعدادهم الخمسين ألفًا، كما ذكرنا آنفًا، إذ يكفي أن تسقط إحدى هذه الطائرات حتّى يتعرّض المتسابقون إلى إصابات جسديّة جسيمة،ولكنّ السباق مرّ بسلام وطبعًا لم تُستخدم الـ Drone هذا العام لأسبابٍ عدّة أوّلها تراجع عدد المشاركين. وكان اسنخدام الـ Droneوتغطية تحليقها فوق المتسابقين حدثٌ يحصل للمرّة الأولى في لبنان.
وإلى ما تقدّم، ودائمًا في العودة إلى سباق 2018، فإنّ Commercial أمّنت آنذاك خمس سيارات رباعيّة الدفع ATVاستخدمها فريق التلفزيون المصوّر لمواكبة السّباق والتقاط صُوَر حيّة.
يبقى أن نشير إلى أنّ الاتّفاق بين جمعيّة ماراتون وبين شركة Commercial مفتوح، كما ذكر لنا السيد روجيه زكار، أقلّة عشر سنوات “وقد يمتدّ إلى نصف قرن“، قالها ضاحكًا. والمفارقة أنّ زكّار لم يشارك هذه المرّة في هذا السباق لوجوده في مصر حيث افتتح فرعًا لـ Comin، الشركة الجديدة التي يتولّى إدارتها والتي أسّس لها فرعًا في قبرص كشركة وساطة. وفي نهاية حديثه معنا، أبلغنا عن سبق صحفي (Scoop) هو: “ستكون Comin مبدئيًا أوّل شركة وساطة أجنبيّة في السودان. ليست لديّ تفاصيل أكثر لأتناول هذا الحدث التأميني المهمّ، ولكنّني سأستفيض به مطوّلاً في حديثٍ لاحق”.