لقطة قبَيْل افتتاح الندوة يبدو فيها د. محمد كركي الثالث إلى اليمين وإلى يساره ريتا السخن وإلى يمينه ابراهيم مهنا (الثاني من اليسار)
قبل عشر سنوات، تأسّست الجمعية العربية للضمان الاجتماعي واختير لبنان مقرًّا رئيسًا لها. وكما يُستدلّ من عنوانها، فهي تضمّ تحت مظلّتها جميع مؤسّسات الضمان الاجتماعي في العالم العربي برئاسة د. محمد الكركي، مدير مؤسّسة الضمان الاجتماعي في لبنان. وغنيّ عن القول أنّ هذه الجمعية، كما سائر الجمعيّات، تقوم بأنشطة سنويّة عدّة تتوافق والدور الذي تلعبه والاسم الذي تحمله. لكن وللمرّة الأولى منذ تأسيسها، أُقيمت ندوة في بيروت عن العلوم الاكتواريّة، المادة التي تُدرّس في غير جامعة في لبنان. وللاكتواريّين، كما بات معلومًا، جمعيّة لهم تُدعى بأحرفٍ مختصرة LAA، وضع أُسسها وبرنامجها وتطلّعاتها كبير الاكتواريّين في لبنان ابراهيم مهنّا، المُشرف على مؤسّسة تحمل الاسم نفسه. ويعود سبب هذا الاهتمام بهؤلاء الخبراء، إلى حاجة قطاع التأمين وقطاعات أخرى إليهم كأشخاص يلعبون دورًا مهمًّا في تجنيب الشركات من مخاطر عدّة، مالية على وجه الخصوص. ونظرًا إلى هذا الدور المهمّ، عُقدت العام الفائت (2022) ندوات خاصّة بهم، تُوّجت بانتخاب السيدة ريتا السخن رئيسًا لـــ LAA. ولم يتوقّف الاهتمام بالاكتواريّين عند هذا الحدّ، وإنّما تضاعف مع إعلان الاتحاد العام العربي للتأمين بشخص الأمين العام شكيب أبو زيد، تأسيس رابطة للاكتواريّين العرب في 17 من الجاري (بعد غد) في مبنى جمعية شركات الضمان في لبنان ACAL وانتخاب رئيس لهذه الرابطة، تردّد أنّ الأوفر حظًّا لهذا المنصب هو السيدة ريتا السخن.
عودة إلى الندوة الأخيرة لنشير إلى أنّه كانت لشركة مهنّا وشركاه حصّة الأسد في إدارة هذه الندوة التي شارك فيها وزير العمل مصطفى بيرم، الوصيّ على مؤسّسة الضمان الاجتماعي في لبنان، فضلاً عن ممثّل عن منظمة العمل العربية المستشار إسلام سناء ورئيس LAA السيدة ريتا السخن التي كان لها كلمة في هذه المناسبة.
ابراهيم مهنّا، وفي مداخلة له، تحدّث عن تصوّره المستقبلي لدور التأمينات الاجتماعيّة في العالم ككلّ والأخطار التي يتصدّى لها الاكتواريّون.
يُذكر أنّ الندوة التي استمرّت يومَيْن في 8 و9 آذار (مارس) 2023، شاركت فيها فعاليات اقتصادية واجتماعيّة وأكاديميّة، إضافة إلى عدد من الخبراء الاقتصاديّين والاكتواريّين، بمشاركة عربية واسعة من: لبنان، فلسطين، الأردن، العراق، الكويت، سلطنة عُمان، السودان، المغرب، الجزائر، موريتانيا واليمن.
وفي نهاية الندوة، أذيعت التوصيات التالية:
- تشجيع البحوث الاكتوارية في مجالات ذات صلة بالضمان الاجتماعي.
- تطبيق التوصيات الناتجة عن الدراسات الاكتوارية.
- الحرص على استقلالية أنظمة الضمان الاجتماعي في اتخاذ القرار.
- تشجيع التعاون والشراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديمية والخاصة في مجال الضمان الاجتماعي.
- تعزيز الوعي والتثقيف بين المواطنين والمستفيدين من الضمان الاجتماعي حول الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه النظم.
- تعزيز بناء القدرات وتحفيز تدريب الكوادر العاملة في مجال الضمان الاجتماعي على التحليل والتقييم الاكتواري.
- إعداد دراسات متخصّصة في جدول الوفيات الخاص بصناديق التقاعد في المنطقة العربية.
- العمل على إعداد دفتر شروط توجيهي خاص بمؤسسات الضمان والتأمينات الاجتماعية لارساء تنفيذ الدراسة الاكتوارية من قبل اكتواري خارجي.
خلال الندوة، كُرّمت السيدة ريتا السخن، لجهودها في هذا الحقل، بميدالية عربون شكر وامتنان. كذلك نظّمت شركة مهنّا رحلة ثقافيّة إلى مغارة جعيتا ومن ثمّ إلى قلعة جبيل.