شكيب أبو زيد مهمّة جديدة
في إطار تدعيم قطاع التأمين العربي وتزخيمه، خَطَتْ الأمانة العامة للإتحاد العام العربي للتأمين بشخص السيد شكيب أبو زيد، خطواتٍ نحو ترسيخ قدمَيْ هذا القطاع وجعله منافساً أو مشابهاً لقطاع المصارف العربي الذي نما نمواً كبيراً خلال العقد الماضي. فمنذ تسلّمه الأمانة العامة قبل سنوات، أطلق صافرة هذا الدعم والتزخيم وبسرعة قياسية تمثّلت، أولاً، بتطوير الإعلام الإرشادي والتثقيفي لمهنة التأمين من خلال الموقع الإلكتروني المستحدث والمجلة المكتملة العناصر، شكلاً ومضموناً، ثم من خلال الندوات التي أقامها تباعاً، مستخدماً تقنية التواصل عن بُعد، ودائماً للمهمة نفسها التي شاءها للإنتقال بالأمانة العامة من مرحلة الهدوء الى مرحلة الصخب. وأول “نبتة” زرعها تمثّلت بانشاء رابطة للإكتواريين العرب في اجتماع عُقد قبل أيام في مبنى جمعية شركات الضمان ACAL بحضور اكتواريين من لبنان والدول العربية، وبالتعاون مع رابطة الإكتواريين اللبنانيين LAA، تمّ فيه تسمية خمسة أعضاء يُشكلون الهيئة الإدارية الأولى لهذه الرابطة وهم من: لبنان،المغرب، الجزائر، مصر والأردن، على أن يُصار الى انتخاب الرئيس في موعد آخر تردّد أن يكون في أثناء انعقاد مؤتمر الـ GAIF هذا العام، اذ من المعروف أن الخبراء الإكتواريين يُشكلّون عصب قطاع التأمين من ناحية تجنيب الشركات المخاطر على أنواعها، والسير بها نحو شاطئ أمان يمنع عنها خسائر محتملة.
لم يكتفِ شكيب أبو زيد بذلك، علماً أنه فعّل مؤتمرات الـ Gaif وأدخل اليها تحسينات عدة، سواء في نوعية المواضيع المطروحة أو نوعية المحاضرين، ما جعل تلك المؤتمرات في صدارة اللقاءات التأمينية التي تضاعفت في السنوات الخمس الأخيرة، رغم جائحة كوفيد والمشاكل الإقتصادية والكوارث الطبيعية والخضّات الأمنية، وما الى ذلك.
أما جديده، فهو، كما تبيّن من النشرة الإلكترونية للـ Gaif الـ News Letter ، إعادة تفعيل رابطة الوسطاء العرب التي تاسست منذ العام 2008 لخدمة ودعم مصالح الوسطاء الذين يُمثلون قيمة مضافة لصناعة التأمين. وقد أرفق الخبر الذي وُزّع على الصحافة ووسائل التواصل الإجتماعي، باستبيان باللغات الثلاث العربية والإنكليزية والفرنسية، تضمّن خمسة أسئلة، الأول، عن مدى الرغبة بوجود رابطة تجمع الوسطاء العرب، الثاني، في حال رغبتم بوجود هذه الرابطة، ما هي المواضيع المرجوة منها، الثالث، ما هي المواضيع المقترحة من قبلكم لإدراجها خلال الإجتماع القادم، الرابع، هل تودون الإجتماع بجمعية عمومية، حضورياً أو في إجتماع إفتراضي أو على هامش مؤتمر، خامساً وأخيراً ما هي تصوّراتكم أو مقترحاتكم لتنشيط عمل الرابطة.
يُذكر هنا أن رئيس الرابطة الذي انتُخب في العام 2008 في اجتماع لها عُقد في دمشق، وهو النقيب ايلي زيادة، لا يزال رئيسها ولو أنها غير مفعلّة حالياً ولا تقوم بأي نشاط، والسبب بل الأسباب شرحها لنا النقيب نفسه في اتصال أجريناه معه في بيروت، ردّ فيه على أسئلتنا رغم أنه “صائم عن الكلام” منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
سألناه بداية، عن كيفية انشاء هذه الرابطة فقال: انتُخبتُ في اجتماع عُقد في دمشق رئيساً للرابطة تحت مظلة الأمانة العامة للإتحاد العام العربي للتأمين، وكان يومها السيد عبد الخالق رؤوف خليل، أميناً عاماً للإتحاد وبدعم منه. ومنذ ذلك الحين، انطلقنا انطلاقة قوية، ولكن الزخم الذي انطلقتْ به، تراجع شيئاً فشيئاً مع الأحداث السياسية والأمنية التي عصفت في بعض الدول العربية تحت مسمّى “الربيع العربي” الذي انطلقت شرارته من تونس فسوريا فمصر فغيرها من الدول. ومن الطبيعي أن تتراجع القدرة على الإستمرار في المضي في “تربية” هذا المولود الجديد. ولم يكن “الربيع العربي” السبب الوحيد في هذا التراجع، بل واجهتنا عقبة لا يُستهان بشأنها هي التمويل، اذ أن صندوق الأمانة العامة لم يكن قادراً على توفير حاجتنا المالية للسفر والإجتماعات وما شابه، ولذا كان لا بد من الإعتماد على الذات، كما فعلت أنا شخصياً، ولكن الى متى وأسعار تذاكر السفر الى ارتفاع، وكذلك اسعار الفنادق وأجور الصالات حيث كان علينا أن نجتمع، ولم تكن يومها اللقاءات الإفتراضية قد بدأت تشّق طريقها، كما حصل خلال جائحة كورونا. وهكذا خفّ الزخم وتراجع نشاط الرابطة وتفرقنا جميعاً كمجلس إدارة لها، الى أن اتصل بي الأمين العام الجديد للإتحاد السيد شكيب أبو زيد قبل فترة وجيزة وقال لي: أنت رئيس رابطة الوسطاء العرب، فلماذا لا نعيد إحياءها في اجتماع نعقده في بيروت أو في القاهرة أو في أي مكان آخر فأجبته: لا مانع عندي بل على العكس فأنا أرحّب بذلك. وفي غضون أيام وزّع الإتحاد هذا الإستبيان وانتهى النقاش عند هذا الحدّ.
س: وبرأيك، هل ينجح هذا المسعى الجديد الذي يقوم به السيد شكيب أبو زيد؟
ج: آمل من كل قلبي أن يتحّقق هذا النجاح وحالياً أُنسّق معه للتفاهم على خطوات عملية يُمكن أن نتخذها قريباً.
س: أنت لا تزال الرئيس الفعلي لهذه الرابطة رغم اعتكافك، اذا جاز التعبير، عن ممارسة المهمّات للسببين اللذين ذكرتهما لنا، فهل هذا الإنكفاء طاول عملك في الوساطة وقد أمضيت عشر سنوات أو أكثر نقيباً للـ Libs ، وهي النقابة التي تضمّ زملاءك في المهنة؟
ج: طبعاً أنا لم أترك المهنة ولا زلت أمارسها من باب الإستشارات بعد كل هذه المدة الطويلة (25 سنة)، فضلاً عن أنني أضع خبرتي وتاريخي المهني في الوساطة في خدمة الأمانة العامة للـ Gaif في حال تقرّر إعادة احيائها تحت مظلة الإتحاد. علماً أن من أسباب هذا الإنكفاء أيضاً، هي الأحداث الأمنية والسياسية التي شهدها لبنان ضمن الفترة الأخيرة، وكان أقساها وقعاً على الجميع، هو انفجار مرفأ بيروت الذي أدى الى ما أدى اليه من ضحايا وخراب وتشتّت العائلات ومآسٍ لا يزال لبنانييون يدفعون ثمنها. وهنا أودّ ان أكّرر القول: الرابطة لم تفشل، ولكن الظروف التي وقعت هي التي أفشلتها، وأعني بها “الربيع العربي” والموضوع المالي وفي ما بعد جائحة كورونا والأزمات المتتالية سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو اليمن.
س: وإذا عُرض عليك أن تستمر رئيساً لفترة جديدة إذا أُعيد احياؤها؟ فهل أنت مستعد؟
ج: الجواب عن سؤالك متروك الى ما بعد احياء الرابطة، وان كانت امنيتي الأولى أن يُعاد إحياؤها وتعزيز دورها لأن الوسطاء هم المحرّكون لقطاع التأمين، وتحديداً للشركات، ولا أشك لحظة أن الأمين العام السيد شكيب أبو زيد قادر على الإمساك بزمام هذا الموضوع الحيوي. وكما نجح سابقاً في القطاع الخاص، ومن ثم في الأمانة العامة، فهو قادر على النجاح في إعادة إحياء رابطة الوسطاء العرب لتعود وتلعب دورها المطلوب.
ان وسطاء التأمين قيمة مضافة للقطاع يجب ألا نتخلّى عنها، خصوصاً ان هذا الإحياء بات سهلاً في المرحلة الراهنة مع الأحداث السياسية المستجدة والتي تُبشّر بالخير في عودة العلاقات الطبيعية الى الدول العربية كافة.