الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان
بتوجيهات من الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، أطلقت دائرة التعليم والمعرفة برنامج “خطوة” لتمكين الطلبة الإماراتيين من الدراسة في الكليات المجتمعية الأميركية والكندية والجامعات العالمية بتكلفة إجمالية تصل قيمتها إلى 1،9 مليار درهم، بهدف تطوير وتعزيز كفاءاتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، فضلاً عن تمكينهم من تحقيق كامل إمكاناتهم والمساهمة في دفع عجلة تنمية الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.
وتسعى دائرة التعليم والمعرفة من خلال برنامج “خطوة” إلى ارسال ما يصل إلى 6 آلاف طالب وطالبة إماراتيين ممن يحقّقون الشروط الميسّرة للبرنامج لمواصلة دراستهم الجامعية في الولايات المتحدة وكندا، وبكلفة تغطّيها حكومة أبوظبي.
وفي إطار تعليقها على إطلاق البرنامج الجديد، قالت سارة عوض عيسى مسلم، وزيرة دولة للتعليم المبكر ورئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي: “يعدّ برنامج ‘خطوة’ استثماراً مهماً في مستقبل الأجيال، إذ ندعم من خلاله فئة جديدة من الطلبة الإماراتيين الذين لم يتمكّنوا من الانضمام لبرامج البعثات الخارجية سابقاً، كما نوفّر لهم الفرصة لتحقيق كامل إمكاناتهم والدراسة في الكليات والجامعات العالمية، وبالتالي تمكينهم من لعب دورهم في تطوير الاقتصاد الوطني كأفراد فاعلين ومنتجين في مجتمعهم”.
سيتمّ تطبيق البرنامج الجديد بدءاً من العام الأكاديمي الحالي 2022-2023، بعدما تمّ فتح باب التسجيل في البرنامج عبر الموقع الإلكتروني: https://ad.adek.gov.ae/khotwa. وفيما تستهدف الدائرة إرسال حوالي مئة طالب وطالبة إماراتيين هذا العام، ستزداد أعداد الطلبة سنوياً ليصل العدد الإجمالي إلى 6 آلاف طالب بحلول العام 2028.
يتميّز برنامج “خطوة” بمعايير قبوله المبسّطة، إذ يمكن لخرّيجي المرحلة الثانوية من المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في أبوظبي، تقديم طلبات الانضمام للبرنامج في حال تحقيقهم معدل عام لا يقل عن 65% في الصف الثاني عشر، ونتيجة لا تقلّ عن 3.0 في امتحان الكفاءة اللغوية في الإنكليزية IELTS. كما تنطبق الشروط نفسها على خرّيجي الخدمة الوطنية من غير الحاصلين على درجة البكالوريوس، علماً أنه ستُمنح الأولوية للمرشحين من العائلات المستفيدة من برامج الدعم الاجتماعي.
وفي حال عدم امتلاك الطلبة المهارات اللغوية المطلوبة للدراسة في الخارج، سيتمكّن هؤلاءمن دراسة اللغة الإنكليزية لمدة عام تحضيري في بلد المرسل إليها، وطبعًا ستغطّي المنحة تكاليف هذه السنة أيضاً.
ويوفّر البرنامج فرصةً مميّزة لهؤلاء الطلبة للالتحاق بإحدى الكليات المجتمعية المحددة في الولايات المتحدة وكندا لمدة سنتين، ومن ثم تحويل ساعات الدراسة المعتمدة لأي جامعةٍ عالمية أو محلية من اختيارهم عند استيفاء الشروط اللازمة والدراسة لعامَيْن إضافيَيْن للحصول على درجة البكالوريوس. وسيقيم الطلبة خلال فترة دراستهم في الكليات المجتمعية مع عائلات مضيفة في دولة الدراسة، إذ اختارت دائرة التعليم والمعرفة هذه العائلات بالتعاون مع أهم المنظمات المختصة بتأمين العائلات المضيفة في دول أميركا الشمالية.
وكانت دائرة التعليم والمعرفة قد أجرت تقييماً شاملاً لهذا البرنامج بهدف تحديد التحديات التي تعيق الطلبة الراغبين باستكمال دراستهم في الخارج. فطوّرت الدائرة برامج البعثات الحالية عبر تضمين حزمة من التخصّصات الجديدة بما يلبي احتياجات القطاعات ذات الأولوية لدولة الإمارات، كما أطلقت برنامج “خطوة” لتوفير منح ممولة بالكامل لشريحة جديدة من الطلبة الإماراتيين للدراسة في المجالات التي تحقّق طموحاتهم وتلبّي احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية. وضمن هذا الإطار، تقول وزيرة الدولة عوض عيسى مسلّم: “نحرص أثناء تصميم برامج البعثات على اختيار التخصصات التي تعزّز فرص توظيف المبتعثين بعد تخرّجهم، وتمكّنهم من خدمة احتياجات الاقتصاد الوطني، حيث يتم اختيار هذه التخصصات بالتنسيق مع شركائنا من الجهات الحكومية والشركات الوطنية وشركات القطاع الخاص. وقد أثبت هذا النموذج نجاحه، خاصةً مع تجاوز معدلات توظيف خريجي برامج البعثات التي نوفرها نسبة 90%”.
يتوجّب على المرشحين الذين يحققون معايير برنامج “خطوة” حضور برنامج التدريب التحضيري على مدار 5 أيام، والذي ستنظمه الدائرة في مقرّها خلال شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) القادم، بهدف تقييم جاهزيتهم للمشاركة في برنامج الدراسة في الخارج والإقامة مع العائلات المضيفة.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة بشاير المطروشي، مدير تنفيذي بالإنابة – قطاع تمكين المواهب في دائرة التعليم والمعرفة: “يتضمن برنامج التدريب التحضيري مجموعةً من المقابلات السلوكية وجلسات التقييم الذاتي ودراسات الحالة وجلسات المحاكاة الواقعية وتنمية المهارات الشخصية. وبذلك يوفّر تجربة غنية للمشاركين، إذ يزوّدهم بعددٍ من المهارات الحياتية والاجتماعية المهمة. ويتوجب على جميع المتقدمين تحقيق عددٍ من الشروط والمعايير خلال البرنامج التحضيري مثل إبداء الرغبة والقدرة على التعلم للتمكّن من الحصول على المنحة”.
وبعد اختيار المجموعة النهائية من المشاركين، سيغادر الطلبة الذين تمّ قبول ترشيحاتهم إلى الكليات المجتمعية المختارة في شهر كانون الثاني (يناير) من العام القادم، لبدء مسيرتهم التعليمية الجديدة خارج الدولة. وفي هذا السياق، قالت المطروشي: “حرصنا على حصول أبنائنا الطلبة على سكن ملائم مع عائلاتٍ موثوق بها وقادرة على توفير أعلى مستويات الرعاية والاهتمام، بشكلٍ يمكّنهم من تطوير مهاراتهم في اللغة الإنجليزية وعيش تجربة ثقافية وأكاديمية غنية تعزّز التواصل الإنساني. ركّزنا في اختيارنا للعائلات المضيفة على الجوانب الثقافية لهذه التجربة، خاصةً في ما يتعلق باحترام القيم الدينية والثقافية والشخصية للطلبة”.
وعلاوةً على تغطية جميع تكاليف الدراسة والإقامة، سيحصل الطلبة المرسلون ضمن برنامج “خطوة” على بدلات المعيشة والدعم الاستشاري المتواصل من فريق الاستشاريين الأكاديميين في دائرة التعليم والمعرفة طوال فترة دراستهم.