Covid-19 أفرغ شوارع العاصمة البريطانية
العالم يزداد انشغالاً بفيروس Covid-19 في ظلّ غياب أي أمل بالقضاء على هذه الجائحة المدمّرة اجتماعيًا واقتصاديًا وصحيًّا نتيجة غياب أي لقاح فعّال، على الأقلّ حتّى الساعة، يمكنه أن ينتشل دول العالم من الهاوية التي سقطت فيها ولا تزال.
وفيما ينشط البعض في تحديث أجهزة مرتبطة بإجراءات الحماية من هذا الفيروس، ومن ذلك تطوير جهاز لقياس الحرارة عن بعد من مسافات طويلة لرصد درجات الحرارة المرتفعة لمريض وسط مجموعة من الناس، ولعدّة أهداف منها عدم عرقلة سير العمليّات اليوميّة وتحقيق المزيد من التباعد الاجتماعي بين العاملين والوافدين إلى المستشفى، ما يعني تقلّص عدد المكلّفين بقياس الحرارة، باعتبار أن ارتفاع حرارة الجسم هو من المؤشرات الرئيسة على الإصابة بفيروس كورونا، أكّدت منظمة العمل الدوليّة في تقرير لها، أنّ دخل العمّال انخفض نحو 10.7 في المائة حول العالم، أي بواقع 3،5 تريليون دولار في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وجاء في التقرير أيضًا أنّ تأثير الجائحة سيتمثّل أيضًا بإغلاق أماكن العمل، ما يعزّز إمكانيّة حدوث اضطراب في أنحاء العالم، وعلى كافة الصعد. ومن المتوقّع أن تبلغ ساعات العمل الضائعة 12،1 في المائة في الربع الثالث من العام، ما يوازي 345 مليون وظيفة، علمًا أنّ التوقّعات تشير إلى أنّ ساعات العمل في الربع الأخير من العام 2020 ستنخفض إلى 8،6 في المئة، ما يوازي 254 مليون وظيفة بدوام كامل.
ضمن هذا الإطار، كشفت بيانات اقتصادية أن معدل اقتراض الحكومة البريطانية ارتفع إلى 173،7 مليار جنيه إسترليني (222 مليار دولار) خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي، مع استمرار ارتفاع تكاليف جائحة فيروس كورونا المستجد. وذكر المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا أن عجز الميزانية في شهر آب (أغسطس) وحده بلغ 35،9 مليار جنيه إسترليني. كذلك أفادت وكالة بلومبرغ أن إجمالي ما اقترضته الحكومة البريطانية منذ بدء فرض الإغلاق الوطني للتصدي للجائحة في آذار (مارس) الماضي يفوق ما اقترضته خلال عام كامل عقب الأزمة المالية خلال عامي 2008 و2009. ويأتي الإعلان وقت أطلق وزير المالية البريطاني ريشي سوناك برنامجا جديدا محدود النطاق لدعم الوظائف للعاملين المتضررين من زيادة حالات الإصابة بكوفيد – 19، لكنه حذّر من أنه لن يستطيع إنقاذ الجميع خلال فترة اضطراب اقتصادي غير مسبوق.
من ناحية ثانية وضمن الإطار نفسه، فأرباح ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ستكون «مُنخفضة بشكل كبير» بسبب Covid-19، وأن العائلة المالكة تواجه عجزا ماليا بالملايين نتيجة هذا الوباء، بحسب شركة Crown State التي تدير محفظة من الأراضي والممتلكات والأصول التجارية المملوكة للملكة. ويعود السبب إلى أنّ قيمة العقارات انخفضت بنسبة 1،8 في المئة، ومن المتوقّع أن تنخفض أكثر بسبب الجائحة التي أثّرت على أعداد زوار أماكن مثل قصر باكنغهام وقلعة وندسور. وبسبب هذا الوضع، تمّ تجميد رواتب الموظفين الملكيّين في نيسان (أبريل) الماضي، كما تمّ وقف التوظيف، والاكتفاء بالوظائف الحيوية للأعمال.
جدير بالذكر أن جزءا كبيرا من إنكلترا تحوّل مدينة أشباح في وقت سابق من هذا العام إذ أدّى الإغلاق إلى إبعاد ملايين العمال والمتسوقين والسياح. ولكن خلال أشهر الصيف، بدأ النشاط في الانتعاش، ومن المتوقع أن تؤدي القيود الجديدة التي تمّ فرضها هذا الأسبوع لمكافحة الموجة الثانية من الفيروس، إلى إعاقة هذا التعافي.