السيد محمد غزوي
تداعيات Covid-19 على الاقتصاد عامة وعلى قطاع التأمين خصوصًا، لا تزال تكبر ككرة الثلج، ومن هنا سارعت شركات إعادة عالميّة وشركات تأمين محليّة، إلى الدعوة لمؤتمرات عن بُعد تتناول هذه التداعيات وصولاً إلى ابتكار حلول قد تكون مفيدة لإمرار هذه الفترة الصعبة.
ضمن هذا الإطار، شهدت قطر، قبل أيّام، مؤتمرًا تأمينيًا شارك فيه خبراء دوليّون ومحليّون تناولوا موضوع الساعة: التحديات التي واجهت القطاع طوال الأشهر الماضية من العام الحالي، وما هو منتظر منها خلال ما تبقّى من 2020، وخلال العام المقبل، باعتبار أن التوقّعات الطبيّة، حتّى الآن، تشير إلى استمرار هذه الجائحة إلى أجل غير معروف، في ظلّ عدم تمكّن المختبرات العالمية من ابتكار لقاح ناجع ضدّ هذا الفيروس، على رغم بشرى الرئيس ترامب عن قرب توزيع هذا اللقاح المنتظر، ولا أحد يدري إذا كان فعّالاً أم مجرّد وعود مرتبطة باكتساب أصوات الناخبين عشية الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة.
نعود إلى مؤتمر الدوحة لنقول، إنّ وراء التحضير له بنك الدوحة وشركة تأمين تابعة له هي شركة “شرق للتأمين” المعروفة سابقًا بشركة “دوحة بنك للتأمين”، تزامنًا مع عملية التحديث التي خضعت لها لتكون واحدة من الشركات المواكبة للتطوّر التكنولوجي في الدول المتقدّمة. وكان رئيس مجلس الإدارة العليا للمطالبات والقائم بأعمال إدارة شركة “شرق للتأمين” السيد محمد غزوي هو الذي افتتح الندوة بكلمة ترحيب وتعريف.
ولكن لماذا هذه المبادرة من قطر ومن بنك الدوحة وشركة التأمين التابعة له؟
أوّلاً، لأنّ هذين البنك والشركة يتحسّسان بمسؤوليتهما تجاه الشعب القطري والمقيمين في قطر ولهذا يمضيان في إطلاق برامج توعية كي يبقى المواطن على دراية بالانعكاسات التي تخلّفها هذه الجائحة على مختلف القطاعات. وثانيًا، لأنّ قطر على أبواب حدث عالمي ضخم هو استضافتها في العام 2022 مباريات كأس العالم في كرة القدم، الذي كلّفها الكثير من الجهد والمال وهي تستعدّ له بعد محاولات متكرّرة من بعض الدول لانتزاع هذا الحدث من هذه الدولة الخليجيّة بحجّة أنّ الحرّ الشديد قد لا يمنح اللاعبين حريّة الحركة في الملاعب. ولكن قطر كانت بالمرصاد بإدخالها أحدث التكنولوجيّات العالميّة لتحويل ما أنشأت من ملاعب ومدرجات للمتابعين، إلى أمكنة معتدلة المناخ.
لكنّ ذلك لم ينزع الخوف من النفوس مع استمرار جائحة Covid-19 في تعطيل الحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والرياضيّة. وإذا كانت التقديرات تشير إلى بقاء هذه الجائحة في العام المقبل 2021، وإلى حين الاعلان عن لقاح يعطّل وجودها، فإنّ الخوف الأكبر أن تستمرّ هذه الجائحة في العام 2022، لا قدّر الله، وبذلك تتكبّد قطر خسارة معنويّة وماديّة لا يمكن تعويضها.
ولأنّ التأمين يشكّل عصب هذا الحدث جرّاء الدور الذي يلعبه في تغطية الملاعب واللاعبين والمتابعين والمرافق السياحيّة والاقتصاديّة بشكل تام، فكان لا بدّ من الوقوف على رأي خبراء في هذا القطاع ومعرفة ما في جعبتهم من حلول لمواجهة تداعيات الجائحة إذا استمرّت في انتشارها وفي دفع المجتمعات نحو الحذر وتطبيق الإجراءات الصحيّة.
في مؤتمر الدوحة، قبل يومَيْن، تمّ التطرّق إلى كلّ ذلك، من قبل مجموعة من الخبراء في قطاع إعادة التأمين والمخاطر، كما في التأمين المباشر، انطلاقًا من الانكماش الاقتصادي الذي عرفته الدول هذا العام والذي أثّر بشكل مباشر على التغطيات، لا سيما تغطيات برامج السفر والسياحة والبحري والتجارة،وكذلك برنامج الحياة، علمًا أنّ هذا الانكماش انسحب على قطر التي سجّل النمو فيها تراجعًا في قطاعات عديدة منها الاقتصاد والتجارة والسياحة وسواها. وفي هذا المجال أشار الدكتور ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، إلى كأس العالم والكلفة التي تكبّدتها قطر لناحية بناء ملاعب وتوسعة المطار واتّخاذ إجراءات لوجستيّة أخرى تشمل الضيافة والخدمات المقرّرة للمتابعين هذه المباريات. وعن دور قطاع التأمين، قال إيولد مولر، المدير التنفيذي لدائرة الإشراف والتصريح في هيئة تنظيم مركز قطر للمال عن قطاع التأمين في مركز قطر للمال: “لقد أظهرت شركات التأمين التي تعمل ضمن منصة مركز قطر للمال مرونة فائقة في هذه الأوقات العصيبة الناتجة عن جائحة كورونا، ولكن لا تزال هناك العديد من التحديات والصعوبات الأخرى التي يتعين علينا مواجهتها من أجل تحقيق هدفنا“.
أمّا فاضل السبع، رئيس إدارة مطالبات التأمين في شركة “هانوفر رويك إس إي“، فتناول الأوضاع السائدة في أسواق إعادة التأمين وتوقعات تجديد اتفاقيات إعادة التأمين في العام 2021 ، وتوقّع أن تصبح ظروف السوق أكثر تعقيدًا، وأن يكون هناك زيادة في مستوى الأسعار، إلا أنه ستكون هناك تأكيدات أفضل بشأن تجديدات اتفاقيات إعادة التأمين لعام 2021 حيث سيكون هناك طلب أكبر على عمليات إعادة التأمين عالية الجود“. وقال جوناثان ماتشيت، مدير أول بالاستشارات التأمينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “إرنست آند يونغ“: “يشهد قطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تغييرات غير مسبوقة بسبب الاثار الناتجة عن جائحة Covid-19“. وأشار إيان تشارلز غولت، المدير الإقليمي وخبير تسوية الخسائر بشركة “سيدجويك“ للتأمين، إلى الوضع المحلي والإقليمي بشأن مطالبات التأمين على الممتلكات والإنشاءات وتأثير الأحداث الجيوسياسية والأوضاع الصحية الحالية على عمليات الإخطار ومعالجة المطالبات. وقد سلط الضوء في حديثه على مختلف أنواع المطالبات التأمينية، وأثر وتداعيات الحصار على قطاع التأمين في قطر، والمكاسب التي ستحقّقها قطر باستضافة مونديال كأس العالم 2022 وتحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030 وما بعدها“.
ومن جانبه تناول كارل روبرتس، المدير الإقليمي لإدارة مطالبات انقطاع الأعمال بشركة “سيدجويك“، “انقطاع الأعمال ومشاكل التغطية خلال جائحة كورونا“، وخصّ بالشرح الأساسيات المرتبطة بانقطاع الأعمال، وشروط الضرر المادي، والمشاكل الناجمة عن جائحة كورونا“. كذلك، شارك أيضًا في الندوة الإلكترونية زياد خرما، نائب الرئيس لشؤون تطوير الأعمال والخدمات وعلوم البيانات بشركة غلوب مد الرائدة في مجال إدارة منافع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي سلّط الضوء خلال كلمته على الاتجاهات الطبية العالمية.
تبقى إشارة إلى أنّ بنك الدوحة هو واحد من أبرز البنوك في القطاع المصرفي على مستوى العالم خلال فترة قصيرة نسبيًا حصد خلالها جوائز عدّة. أمّا شركة “شرق للتأمين” فهي تقدّم الحلول التأمينيّة المتميّزة على مستوى الدولة لتوفير الحماية للأفراد والشركات والمؤسّسات والمجتمع القطري ككلّ، وتعدّ الأبرز في دولة قطر بخدماتها وبرامجها وأقساطها وملاءتها، إذ يجب أن لا ننسى أنّها من “رحم” بنك الدوحة الذائع الصيت والشهرة.