لبيب نصر… تأجيل المعيار 17 إلى 2024 يُكسب الشركات مزيدًا من الوقت للتحضير
لبيب نصر المدير العام التنفيذي لـ Lia Assurex، سجّل في الفترة الأخيرة نشاطاً لافتاً في لبنان اولاً، في أربيل كردستان ثانياً، وفي دبي ثالثاً التي شهدت، قبل أيام، انعقاء مؤتمر” التأمين الرقمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” Mena. ويأتي هذا التحرّك في الفترة الفاصلة بين سنة بدأت تلفظ أنفاسها وبين اخرى جديدة يبدو أنها ستكون واعدة، كما ذكر لنا بقوله: أن 2023 ستحمل إلينا المزيد من النجاحات الإضافية بعد الدمج الذي حصل بين “أسوركس” و”ليا”، قبل سنة ونصف، وشكّل نموذجاً يُحتذى في ظلّ صعوبات عدة تواجهها شركات التأمين اللبنانية والعربية على حدّ سواء.
فماذا في جعبة لبيب نصر الذي عاد قبل يومَيْن من دولة الإمارات، وماذا عن الخدمة الإستشفائية الجديدة التي تتمّ بالتعاون مع SAMU DU LIBAN والتي سيستفيد منها حَمَلَة وثائق ليا أسوركس الإستشفائية درجة أولى؟
هذه المواضيع وغيرها طرحناها على المدير التنفيذي لبيب نصر الذي أجاب عنها في الأسطر التالية. فإلى الحديث…
س: شاركتم قبل أيّام بمؤتمر دبي الرقمي 2022 في دبي، وقبل ذلك بالندوة التي نظّمتها جامعة القديس يوسف – قسم العلوم الاكتواريّة، وكانت لكم فيها مداخلة، فضلاً عن انضمام “ليا أسوركس” التي تتولّون إدارتها التنفيذية، الى رعاة هذا الحدث.
– هل لك بداية، أن تضعنا في صورة مؤتمر دبي من حيث المواضيع التي أُثيرت فيه والنتائج التي خلص اليه وما إذا كان لــ “ليا اسوركس” نشاط فيه وما هو؟
ج: حدث تأميني انطلق قبل أيام، هو انعقاد مؤتمر التأمين الرقمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2022 في دبي وبدورته التاسعة. لقد شاركت فيه ممثلاً للشركة، كون موضوع هذا المؤتمر يتماشى وأهداف “ليا أسوريكس”: “احتضان التأمين الرقمي لدفع النمو في المستقبل. لقد شارك في المؤتمر ما يزيد عن 200 خبير بينهم مدراء و رؤساء وأصحاب مراكز رئيسة في شركات تأمين في المنطقة العربية، وتمّ فيه تسليط الضوء على نمو رقمنة التأمين في منطقتنا وعلى دور التكنولوجيا وأهميّة البيانات والتحليلات التي يقدّمها هذا التطوّر.

مشاركة “ليا أسوريكس” بهذا الحدث فائق الأهميّة في المضي قدمًا نحو تحقيق الأهداف والتميّز في سوق التأمين اللبناني، اذ نتطلّع للمستقبل، كما جاء في شعارنا: “خلّينا نحكي عن بكرا”. وإلى ذلك، أتاح تبادل الأفكار واكتساب المعلومات، ما يزيد من فرصنا ويغذي حماستنا لاستكشاف آفاق جديدة.
س: وماذا عن ندوة جامعة القديس يوسف ولماذا اهتمامكم بها، وما هو الدور المُرتقب للاكتواريّين بشكلٍ عام ولاسيما في المعيار الدولي IFRS 17 الذي سيبدأ تطبيقه في بداية 2023 باستثناء لبنان الذي تأجّل فيه هذا التطبيق إلى 2024 بسبب ظروفه الاقتصادية والمالية والسياسية؟
ج: قمنا بتلبية دعوة الجامعة اليسوعية و المشاركة بالنقاش حول تحديات السوق بالندوة التي نُظّمت وتتعلّق بـ “تحديّات الاكتوارية والمخاطر في السوق الديناميكي”، إلى جانب لاعبين رئيسيين في كل من صناعة التأمين وفي المجال الاكتواري، وذلك للمضي قدمًا في المتطلبات الدولية الجديدة، اذ يلعب الخبراء الاكتواريون دورًا مهمًا للغاية، على هذا الصعيد، اذ يتعاونون مع المحاسبين في أمور لا تحصى، لأن “التدفقات النقدية المتوقّعة” عادة ما تكون في المجال الاكتواري، في حين أن “التدفقات النقدية الفعلية” تقع في المجال المحاسبي. وبموجب المعيار الدولي للتقارير المالية الرقم 17 ، فإن أي فرق بين التدفقات النقدية المتوقّعة والتدفقات النقدية الفعلية، يؤثّر مباشرة في الأرباح والخسائر، مثل تعديلات الخبرة. لذلك، ولتجنّب التقلّبات غير الضرورية في الأرباح والخسائر، على الفريقَيْن التنسيق بينهما. ثم هناك إيرادات خدمات التأمين: فبموجب المعيار الدولي للتقارير المالية 4، كانت الإيرادات رقمًا محاسبيًا. لكن مع المعيار الدولي للتقارير المالية 17، فإن ايرادات خدمات التأمين تتكوّن من المطالبات والمصروفات المتوقعة (غير الفعلية)، والإفراج عن هوامش المخاطر المتوقعة ، كما عن هامش الخدمة التعاقدية (CSM) ، وهو هامش ربح متوقّع. هذه في الغالب أرقام اكتوارية، ولكنها تتأثر بموضوعات المحاسبة مثل تحويل العملات. في مشاريع التنفيذ الجارية حاليًا، يعمل الخبراء الاكتواريون والمحاسبون معًا بشكل وثيق. وبمجرد الانتهاء من تنفيذ المشاريع ، نتوقع استمرار التعاون المتزايد طوال عملية الإغلاق المالي المنتظمة.
س: هل تعتقدون أنّ تأجيل عام على تطبيق هذا المعيار لبنانيًا، قد يسمح لشركات تأمين محليّة أن تستجمع قواها لتطبيقه بداية 2024، كما ترغب هيئة الرقابة على شركات الضمان، وفي حال التعثّر لناحية التطبيق، ما المصير الذي ستواجهه هذه الشركات؟
ج: نعم بالطبع، الإنطلاقة بداية 2024، تُكسب الجميع مزيداً من الوقت لدراسات داخلية و لتخطيط وإعادة التجميع، للمضي قدمًا بطرق ناجحة. إنّ تطبيق المعيار 17 يعزّز موقع الشركات اللبنانية التي تتبعه وتشّجع التعاون بين الشركات المحلّية و العالميّة.
س: أعلنتم مؤخّرًا عن خدمة استشفائية ورعاية صحيّة بالتعاون معSAMU ، هلاّ وضعتنا في أجواء هذه الخدمة الجديدة، وكيف تتمّ ومتى ستكون إنطلاقتها؟
ج: لقد أطلقنا في منتصف هذا الشهر، هذه الخدمة الإستشفائية الجديدة التي تتيح لنا تلبية احتياجات المؤمّنين من حَمَلة وثائق الدرجة الأولى في لحظة حصول الحالة الطارئة، وبفضل التكنولوجيا. ان SAMU Du Liban هو أوّل مركز للرعاية الطبية الطارئة ما قبل دخول المستشفى في لبنان بالشراكة مع CFARM و AP-HP و SAMU De PARIS ومع ليا أسوريكس كشريك أوّل في لبنان. تفتح هذه الشراكة أبواب خدمة طوارئ أونلاين 24/7 للمؤمّن لدى ليا أسوريكس، بالإضافة إلى إرشادات سريعة لإنقاذ حياة وطلب سيارة إسعاف من قبل طرف ثالث (إذا كانت متوافرة)، تشخيص أوّلي من قبل فريق طبي محترف وأخيراً تقليل الخوف عند المريض والذين يهتمون به.

للإستفادة من الخدمة على المؤمّن تحميل تطبيقSAMU Du Liban والضغط على SAMU Help للمساعدة من خلال الإتصال المرئي. يمكن المضمون أيضاً، الإتصال بمركز شركائنا على الرقم 3/ 2/ 950961-05 للمساعدة عبر الهاتف.
س: نحن على مشارف نهاية 2022، فما هو تقييمك الأوّلي لهذا العام في ما خصّ قطاع التأمين بشكلٍ عام، وشركة “ليا اسوركس” على وجه الخصوص: هل كان عامًا مُثمرًا في ظلّ ذيول كوفيد 19 التي لا تزال تُرخي بثقلها على القطاعات الاقتصاديّة عمومًا؟
ج: 2022 عامًا شهد فيه قطاع التأمين اللبناني عدّة تغييرات نظراً للأوضاع الراهنة و رواسب جائحة كوفيد 19. من ذلك، تُحوّل محفظة التأمين من عملة متقلبة ألا و هي الـ “لولار”، إلى الدولار الأميركي الـ”فريش”. أما ليا أسوريكس فحافظت، بعد عام وأربعة أشهر من اندماجنا، على محفظتها التأمينية بأفضل قدراتها. شهدت أرقامنا انخفاضًا طفيفًا نظرًا للإنتقال من عملة إلى أخرى، ومع ذلك، فقد حافظنا على مركزنا و ظللنا شركة التأمين المفضّلة لعملائنا و نترقّب أن تحمل لنا سنة 2023 المزيد من النجاحات الجديدة.

س: ما هي رؤيتكم للعام 2023 في ظلّ الوضع السائد والمستمرّ: هل تتوقّعون انفراجًا سياسيًا فاقتصاديًا بعد ترسيم الحدود البحريّة مع اسرائيل وانطلاق عجلة التنقيب عن الغاز والنفط، أم أنّ الانفراج المطلوب لا يزال بعيدًا؟ وبالنسبة لــ “ليا اسوركس”، هل تحضّرون منتجات جديدة لإطلاقها؟ وهل في نيّة الشركة التوسّع خارج لبنان وتعزيز وجودها في العراق، البلد الذي لكم فيه فرع والذي ينهض حاليًا اقتصاديًا بفعل البترول؟
ج: من المرجّح إنعاش الاقتصاد اللبناني عند بدء عمل عجلة التنقيب عن الغاز، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على الدورة الاقتصاديّة. أما “ليا أسوريكس” فهي في تجدّد دائم نظراً للمستجدّات والإبتكارات الحديثة في قطاع التأمين والتكنولوجيا والشراكات الجديدة، بما يعزّز علاقة الزبائن معنا. وفي ما يتعلّق بموضوع العراق، لدى ليا أسوريكس فرع في منطقة اربيل العراقية و ندعم فريق عملنا هناك، الذي التقيْتُ أعضاءه عندما قمت بزيارة لهم قبل فترة، ونحن على تواصل دائم معهم.