الأب دكاش يتوسط الأخويْن لبيب (إلى اليمين) ونسيب (إلى اليسار) أثناء اللقاء الصحفي
الموضوع الإستشفائي في لبنان تصدّر الأولويات عند الشعب اللبناني بالنظر الى كلفته بسبب تقاضي المستشفيات مستحقاتها بالدولار وصعوبة تسديد المبلغ من قبل المواطن اللبناني، خاصة في هذه الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع سعر الدولار إزاء العملة اللبنانية.
وكان خلاف مُسْتَحْكَم قد استعرّ بين نقابة المستشفيات وجمعية شركات الضمان في لبنان ACAL ، وكاد أن يصل الطرفان الى طريق مسدود بالكامل، لو لم يَعقِد الطرفان، أمس الإثنين في 3-4-2023 ، وبمشاركة مستشفى أوتيل ديو الذي احتضن هذا اللقاء، وتمّ التوصّل برعاية الأخير الى “حلول نهائية”، كما ذكر أمام الحضور مدير المستشفى نسيب نصر، وهو بالمناسبة شقيق المدير التنفيذي في شركة “ليا أسوركس” السيد لبيب نصر، والإثنان التقيا اليوم الثلثاء في 4-4-2023 في مؤتمر صحفي باركه رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش. وكان الهدف من هذا اللقاء الذي شارك فيه إعلاميون، شرح منتج تأميني جديد اسمه HBF وهدفه الأساس تخفيض التكلفة الإستشفائية بنسبة لم تُعلن في المؤتمر الصحفي ولكنها قد تصل، كما علمنا، الى 30 بالمئة وربما أكثر بقليل من الأسعار الرائجة في الفرع الإستشفائي في شركات التأمين اللبنانية التي تتعاطاه. وما كُشف في هذا المؤتمر الذي احتضنته قاعة للمؤتمرات في مستشفى أوتيل ديو، أن هذا المنتج التأميني الجديد يُعطي هامشاً واسعاً للتعاون والتضامن في المفهوم الإجتماعي لهما، في هذا الظرف تحديداً، ومن خلال صندوق تعاضدي سيدخل في مكوّنات هذا المنتج، وهو ما كان موضع ترحيب وتقدير من الحضور، ولا سيما من الأب سليم دكاش نفسه الذي نظر الى مدير المستشفى نسيب نصر وهمس في اذنه قائلاً، وبصوت واضح: “لا تنسَوْا الموطنين الذين يجب أن يُعالجوا بالمجان اذا أمكن”. وقد وافقه على هذا الرأي مدير المستشفى الذي ردّ على الأب دكاش قائلاً: “أنت بركتنا في هذا الإجتماع وكل شيء سيأتي على نحو ما تشاء”.
ومع أن التفاصيل الكاملة عن هذا المنتج لم تُعلن في هذا اللقاء (القصير الى حدّ بعيد)، فضلاً عن أن الأطراف الثلاثة: أوتيل ديو، الجامعة اليسوعية وليا أسوريكس، لم تفتح باب الأسئلة والأجوبة أمام الإعلاميين ربما بانتظار الإنطلاقة الفعلية في موعد قريب، فإن ركائز هذا المنتج تقوم على التالي: تكلفة متدنية، خدمة طبية لا غبار عليها، فتح الباب أمام إنشاء صندوق تعاضدي كلفته منخفضة، ويُمكن لأصحاب الدخل المحدود أن ينتموا اليه، تواجد هذا المنتج في المستشفى المركزي اوتيل ديو وفي أربعة مستشفيات أخرى متعاونة في غير مكان في لبنان، فضلاً عن الإعتماد على شبكة Lia Assurex لبيع البطاقات الإستشفائية لهذا المنتج على كافة الأرضي اللبنانية وطبعاً في مستشفى أوتيل ديو حيث ستقيم الشركة مركزاً دائماً لها لهذا الهدف. يُضاف الى كل ذلك، أن حملة إعلامية كبيرة يُنتظر إطلاقها قريباً، كما أفادنا مدير المستشفى نسيب نصر.
يُذكر أن أطباء من المستشفى المذكور شاركوا في هذا اللقاء الذي انتهى بحفل كوكتيل صغير إحتفاءاً بهذه المناسبة. وكانت “مجلة تأمين ومصارف” وموقعها قد طرحتا على المدير العام التنفيذي لـ Lia Assurex السيد لبيب نصر، مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالبرنامج الإستشفائي لهذه الشركة المعروفة بقدمها وخبرتها وثقة الناس بها والتزامها في هذا الفرع التأميني، قبل اندماج الشركَتَيْن، ونقصد بذلك شركة Lia. وبالفعل وصلتنا الأجوبة في اليوم نفسه، وبما ان الحديث لا يتعارض مع هذا الحدث بل يُكمله ويعطي فكرة موسّعة عما تقوم به الشركة على هذا الصعيد، وجدنا من المفيد نشر اللقاء مع حدث HBF ، فإلى الأسطر التالية:
سألناه بداية في آذار (مارس)، يبدأ العدّ العكسي لتجديد البوالص الاستشفائيّة. ولأنّ “ليا أسوركس” منذ اندماج الشركتَيْن قبل سنتَيْن من الآن، خصّت البرنامج الاستشفائي باهتمام كبير، لذا نرغب بالتعرّف إلى جديد هذا البرنامج لهذا العام، وما هي التسهيلات التي وفّرتها الشركة لزبائنها المستمرّين معها وللجدد منهم؟
ج: تسعى ليا أسوريكس إلى تطوير كافّة برامجها التأمينيّة بإستمرار، لمواكبة التطوّرات في القطاعيْن التأميني والتكنولوجي وحاجة السوق وطلباته المتقلّبة. لذلك بدأنا هذا العام 2023 بشراكة جديدة مع SAMU Du Liban ليستفيد المضمونون بالدرجة الإستشفائية الأولى، من خدمة مساعدة مجّانية في الحالات الطارئة بكبسة واحدة، علماً أن ليا أسوريكس شريك أوّل في لبنان في هذه المبادرة. كذلك، أطلقنا منتجاً جديداً بالشراكة مع أوتيل ديو دو فرانس:اسمه HDF Santé . وتهدف هذه الشراكة إلى توفير تغطية تأمين صحّي شاملة بأسعار مخفّضة. ولخدمة الزبائن بطريقة إستثنائيّة، تمّ إنشاء مكتب لـ HDF Santé داخل القاعة الرئيسية في أوتيل ديو دو فرانس.
س: ثمة شركات تجد في اكتساب النقابات لتغطية أعضائها عمليّة مهمّة تلجأ إليها لزيادة محفظتها وربما أرباحها، مع أنّ الأرباح في الموضوع الاستشفائي باتت صعبة في هذه الأيّام. كيف تتعامل “ليا أسوركس” مع النقابات وهل ترى جدوى من المنافسة مع شركات أخرى على هذا الصعيد؟
ج: نعم، هناك مسؤولية كبيرة ومخاطر عند تغطية النقابات، ويكمن هذا التحدي الأكبر في المحافظة على توازن بين عدد المضمونين ونسبة الخسارة، نظراً لأقساط التأمين المخفّضة. ومن هنا فإن تغطية الأفراد يؤدي خدمة لزبائن بشكل أفضل وبشروط مناسبة.
س: أدخلتم مؤخّرًا مبادرات استشفائيّة بالتعاون مع جهات رعاية صحيّة. فماذا عنها؟
لقد قمنا مؤخرًا بتأسيس تحالف جديد مع SAMU Du Liban، كما أسلفنا لخدمة زبائن إستثنائيّة بما يتماشى مع جهود الشركة كي تصبح أكثر تركيزًا على عملائها، إذ يستفيد المضمونون بالدرجة الإستشفائية الأولى من خدمة مساعدة مجّانية في الحالات الطارئة بكبسة واحدة: خدمة طوارىء أونلاين 24/7، إرشادات سريعة لإنقاذ حياة وطلب سيارة إسعاف من قبل طرف ثالث (إذا كانت متوافرة)، تشخيص أوّلي من قبل فريق طبّي محترف و تقليل الخوف عند المريض والذين يهتمّون به. ان Samu Du Liban هو أوّل مركز للرعاية الطبّية الطارئة ما قبل دخول المستشفى في لبنان، بالشراكة مع SAMU De Parisو CFARM AP-HP، و مع ليا أسوريكس كشريك أوّل في لبنان.
س: مرّ عامان على تولّيكم إدارة هذه الشركة. كيف كانت النتائج، وإلى مَ تطمحون في المستقبل وخصوصًا أنّكم أطلقتم شعار “تعالوا نتحدّث عن الغد”؟
ج: نجحت ليا أسوريكس حتّى اليوم في تخطي الصعوبات التي واجهتها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بفضل الإستراتيجية المتّبعة وفريق العمل المتفاني وجهوده المستمرّة لتقدمة أفضل خدمة لزبائننا.
هدفنا المضي يد بيد المضمون في خططه المستقبلية، ولهذا يُجسّد شعار ليا أسوريكس وعد الشركة بغدّ أفضل وبمجرّد بدء هذه الشراكة. كما نسعى إلى مواكبة التطوّر في قطاعنا، وتحديث برامج التأمين لما يصبّ بمصلحة الشّركة والمضمون.
س: ما هي نظرتكم إلى قطاع التأمين خلال العام الحالي، وهل تجدون بوادر خير؟
ج: من المتوقع نمو وإزدهار قطاع التأمين في العام 2023 مع إزدياد الوعي حول أهميّة التأمين في الأشهر الماضية ولهذا شهدنا توسّعاً في المحفظة التأمينيّة خلال الربع الأوّل من هذه السنة، خاصةً التأمين الصحّي، إذ أصبح هذا الأخير الحماية الوحيدة المتوافرة، التي تغطّي المؤمّن في غياب الضمان الاجتماعي وإرتفاع الأسعار.
س: لكم تواجد في العراق، فهل تسعون إلى التوسّع في دول أخرى في وقت نجد شركات لبنانيّة عدّة اتّخذت هذه الخطوات؟
ج: تتركز جهودنا حاليًا على دعم فريقنا في العراق، وتعزيز ليا أسوريكس في إربيل. وسوف نعلن قريباً عن خطوات توسّعية جديدة في الخارج.