لبيب نصر .. من أولويّاتنا خدمة الزبائن
بعد تعتيم شديد على أخبار مشروع الدّمج بين شركتَيْ LIA وAssurex، وقد استغرقت المباحثات ما يقارب من السنة، كان القيّمون على الشّركتَيْن يتجاهلون الحديث عن هذه الصّفقة الضّخمة في قطاع التأمين اللبناني، أُعطِيَ الإعلاميّون ضوءًا أخضر لإعلان هذا الحدث الذي قد يدفع شركات محليّة أخرى إلى اعتماد الدّمج (أو الاستحواذ) وسيلة من وسائل البقاء، في ظلّ الظّرف الاقتصادي الصّعب الذي يعيشه لبنان، كما تعيشه دول أخرى في المنطقة العربيّة، إذ من المتعارف عليه أنّ “البقاء هو للأقوى” وأنّ في “الاتّحاد قوّة”، ومتى حصل اندماج بين شركتَيْن فإنّ ملاءتهما وكفاءات العاملين فيها ومجموع الأقساط المحصّلة سنويًا لكليهما، تؤدّي إلى خوض الشركة الجديدة منافسة في سوق التأمين، وغالبًا ما تكون هذه المنافسة رابحة، هذا إذا كان الدّمج قد حصل بين شركة متهالكة وأخرى قادرة على المنافسة، فكيف إذا كانت وراء الشركتَيْن المدمجتَيْن، مجموعتان تتمتّعان بملاءة قادرة وبفريق عمل خبير ومنتج وأقساط تأمينيّة محترمة، كما الحال مع شركتَيْ LIA وAssurex اللتَيْن شقّتا طريقًا جديدة اقتصاديًا، أمام شركات التأمين لتحذو حذوها، خصوصًا إذا كان البعض منها غير قادر على مواكبة التطوّر التقني والمستجدّات على صعيد قطاع التأمين العالمي.
لمعرفة المزيد عن هذه الصّفقة التي يلفّها كتمان شديد، كان هذا اللقاء مع الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الجديدة، السيد لبيب نصر…
س: الدّمج بين شركتَيْ تأمين أو أكثر، كان مطلبًا دائمًا من الوزراء المتعاقبين على وزارة الاقتصاد القيّمة على قطاع التأمين، لأنّ هذا الدمج يحدّ من الخسائر ويقوّي بُنية الشركة الجديدة ويُكسبها تنوّعٌ بالأجهزة التكنولوجيّة المتقدّمة، وصولاً إلى اعتماد الرقمنة، وذلك لمواكبة التطوّر في قطاع التأمين العالمي. ويأتي قرار الدّمج بين LIA وبين Assurex في ظرفٍ دقيق يمرّ بقطاع التأمين، لأسباب كثيرة لعلّ أبرزها الوضع اللبناني الداخلي وتداعيات جائحة كورونا. فهل لنا أن نعرف الأسباب الحقيقيّة لهذه الخطوة، مع علمنا أنّ وراء كلّ شركة مجموعة مُقتدرة ماليًا… ثمّ لماذا كانت هناك رغبة دائمة عند الطّرفَيْن في “التستّر” على هذا الحدث المهمّ؟
ج: يسرّنا، اليوم، أن نعلن أن شركتي LIA Insurance s.a.l و Assurex s.a.l قد اندمجتا وتوحّدتا كمنظمة واحدة، وهذا الجمع بين شركتَيْ تأمين مرموقتَيْن وتتمتّعان بسمعة طيّبة وبملاءة محترمة، سوف يسمح لهذا الكيان المُستحدث بالمزيد من التوسّع في السوق مع منتجات جديدة مُعاد إبتكارها.
توسّع محلّي وإقليمي في ظلّ مجلس إدارة جديد بينهم عضوان مستقلاّن
س: عندما وُضِعت فكرة الدمج موضع التنفيذ، كان لا بدّ من دراسة الجدوى الاقتصاديّة لهذه الخطوة. فهل لنا أن نعرف ماذا سيحقّق هذا الدمج للشركة الجديدة.. ما هو رأسمالها، وماذا عن زبائن كلّ شركة من الشركتَيْن، وكيف سيتمّ توحيد الأسعار والبرامج وسوى ذلك، وهل سيكون لكلّ شركة حريّة التحرّك بمنأى عن الأخرى، وما هو دور الرئيس التنفيذي للشركتَيْن، وماذا عن الموظّفين، هل سيتمّ تخفيض العدد؟
ج: بعد الاندماج، ستواصل LIA Assurex استراتيجيتها التي تهدف إلى خدمة عملائها وزبائهنا بشكل أفضل. أولاً، سوف يتمّ البحث بالمنتجات الموجودة لدى الشركتَيْن. ثانياً، ستنفِّذ الإدارة الجديدة نهجًا تدريجيًا للتحوّل الرقمي، من أجل تطوير عروض منتجات وخدمات مبتكرة، تهمّ عملاءنا وتريحهم، وهذه هي أهمّ أولويّاتنا. وبانتظار أن يحدّد فريق الشركة المنتجات والأسعار في الأشهر المقبلة، ستستمرّ التغطية بالشروط والأحكام نفسها، بحسب العقد.
في ما يتعلّق بالموظفين، أكّدنا للجميع بعد التواصل معهم، وفي كافة الفروع، أنه ليس هناك من شركة دامجة وأخرى مدموجة، إنما هناك كيان جديد قوي، وسنتعاون معاً على نجاحه. وغرضنا من الكيان الجديد بناء أفضل شركة تأمين نسنثمر فيها أفضل المواهب والكفاءات…
س: نعرف أنّ وراء LIA مجموعة Sanlam الموجودة في افريقيا والتي تساهم بالشراكة الجديدة بنسبة 70 بالمئة، وطبعًا إلى جانب بنك عوده، في حين أنّ وراء Assurex أيضًا مجموعة لا تقلّ أهميّة هي بنك سارادار وشركة فتّال، ونسبة المشاركة معًا هي 30 بالمئة. فهل سيكون الدمج نقطة انطلاق نحو التوسّع عربيًا وافريقيًّا وأين، خصوصًا أنّ لــ “أسوركس” فرعًا في العراق؟
ج: نحن في مرحلة التخطيط لنموّ مستقبلي، وستتاح لنا فرصة كبيرة لتعزيز وجودنا في قطاع التأمين وتوسيعه، محليًا وإقليميًا، مستفيدين من خبرة ومعرفة مجموعة Sanlam العريقة، الموجودة في القارة الأفريقية والهند وماليزيا والأسواق المتقدمة.
س: ماذا عن شركة أو شركات الإعادة والوسطاء ووسطاء الإعادة، وهل هناك أسماء معيّنة سيتمّ التعامل معهم؟
ج: يجري العمل على دراسة أوضاع شراكاتنا الحالية، باعتبار أنّ لكلّ من LIA وAssurex، قبل الدّمج، شركاء، لذا سيتمّ وضع دراسة كاملة تدعم قراراتنا المستقبلية. أما الوسطاء فسيظلّون جزءًا أساسيًا من LIA وAssurex، وسنتأكد من حماية مصالحهم والحفاظ على علاقة قوية بهم.
س: مع أنّ التجربة لا تزال في بدايتها، فما هي توقّعاتك المستقبليّة: هل في تصوّرك أن هذا الدّمج لا بدّ أن ينجح وهو ما نتمنّاه، أو أنّ عرقلة ما قد تخفّف من الوهج؟
سيكون لنا مقرّ رئيسي.. وبالانتظار ستبقى كلّ شركة في مكانها الحالي
ج: نتطلع بتفاؤل للفترة المقبلة. نثق في فريقنا وشركائنا وكلّ ما قمنا ببنائه خلال السنوات الثلاثين الماضية. لقد فتح الاندماج أبوابًا جديدة لنا في صناعة التأمين، لا سيما لناحية الإتجاه إلى اعتماد النهج الرقمي الذي يوفّر مزيداً من الفرص لشركات التأمين لتقديم مجموعة متنوّعة من الخدمات، ونحن جاهزون لما تخبّئه الأيّام الآتية.
س: هل سيكون للشركة الجديدة مبنى موحّد وأين؟
ج: إحدى القضايا الرئيسيّة التي يجب على الإدارة معالجتها خلال فترة التكامل، هو موقعنا الرّئيسي، وحتى يتمّ حلّ هذا الموضوع، سيظلّ موقع كلّ من ASSUREX و LIA كما هو.
س: هل هناك مجلس إدارة للشركة الجديدة وهل لنا أن نعرف الأسماء؟
ج: نعم، هناك مجلس إدارة جديد للشركة تنتخبه الجمعية العمومية عند إجتماعها، وهو مؤلّف من تسعة أعضاء، منهم عضوان مستقلّان، وهذه سابقة في شركات التأمين اللبنانيّة. وستصدر الأسماء فور إنعقاد الجمعية العمومية في المرحلة المقبلة.