المشاركون في الندوة
في كانون الثاني المقبل، وكما هي العادة، ينطلق موسم تجديد اتفاقيات إعادة التأمين من قبل شركات الضمان المباشر. هذه الآلية السنوية كانت تتمّ بأكبر قدر من السهولة، إلاّ إذا كانت الأجواء مُربكة والظروف معاكسة لسببٍ أو آخر. ولكنّ العام 2021 يبدو مختلفًا تمامًا عن الأعوام السابقة، جرّاء التحديات غير المسبوقة التي فرضتها جائحة كورونا، فضلاً عن أنّ المعيدين الاقليميّين بدأوا يشعرون بتحديات أكبر منتظرة في 2021 بسبب الوضع الجيوسياسي الاقليمي وانفجار مرفأ بيروت.
الاتحاد العام العربي للتأمين الذي دأب منذ فترة على إقامة ندوات عن بُعد، وكان آخرها ندوة دعا إليها الاتحاد المصري لشركات التأمين وكان موضوعها صحّي بامتياز، وقبلها ندوة عن تداعيات انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية، استعدّ لندوة مهمّة تتناول موضوع إعادة التأمين في المنطقة العربية في ظلّ منافسة بين الشركات، في وقت تبدو أسعار التجديد ضبابيّة في العام المقبل.
وكما هي العادة أيضًا، في مثل هذه الندوات، فقد حشد لها الأمين العام للاتحاد السيد شكيب أبو زيد، مجموعة من خبراء التأمين المشهود لهم بالكفاية والقدرة والاطلاع الدائم على مجريات الأمور، هم السادة: فهد الحصني، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لإعادة التأمين التعاوني “إعادة”، بسام أديب غلميران، الرئيس التنفيذي لشركة الوثبة الوطنية للتأمين(الإمارات)، هادي حشيشة الرئيس التنفيذي المسؤول عن الإكتتاب في إفريقيا والشرق الأوسط (تأمينات الممتلكات والمسؤوليات) في شركة SCOR الفرنسية، جو عازار الرئيس التنفيذي لشركة ناسكو ري (فرنسا) وأتيش سوري مسؤول تنفيذي أول Guy Carpenter DIFC -الإمارات. وشارك في إدارة الندوة إلى جانب السيد أبو زيد، المؤسس والعضو المنتدب لشركة بروكنيت الشرق الأوسط، السيد أحمد حسني كمال.
لقد تناولت هذه الندوة مواضيع عدّة متّصلة باتفاقيات إعادة التأمين للعام المقبل من حيث اتجاهات الأسواق الماضية نحو التشدّد، كما يبدو، نظرًا إلى تداعيات Covid-19 أوّلاً، وتماشيًا مع توجّهات معيدي التأمين العالميّين الحاليّة الذين يتولّون إعادة الإعادة في ما خصّ تجديد الاتفاقات. ذلك أنّ الارتباك السائد في قطاع التأمين العالمي والاقليمي والمحلّي يتطلّب الوقوف على رؤية مشتركة واحدة، خوفًا من الانزلاق إلى خسائر قد تصيب الجميع.
ومن المواضيع التي بُحثت في ضوء ما تقدّم، نذكر: مناقشة تأثير تشدّد أسواق الإعادة العالمية على الأسواق الإقليميّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تراجع الأعمال وكيفيّة الخروج من هذا الواقع. وهنا أبدى كلّ من المشاركين بوجهة نظره في ما خصّ الفترة المقبلة وكيف ستكون عليه أوضاع أسواق إعادة التأمين، خصوصًا في مجالَيْ تأمين الممتلكات والتأمين الطبّي، ربطًا بتداعيات وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت، وفي ضوء التشدّد التدريجي في أسواق إعادة التأمين العالمية على المدى البعيد. وكانت هناك استفاضة في طرح مستقبل شركات الإعادة العربية بعد توقّف شركة Arig لإعادة التأمين عن نشاطها. وثمة من المشاركين من تناول بإسهاب نموذج أعمال شركات إعادة التأمين الإقليميّة ومدى قابليّة هذا النموذج للاستدامة.
الندوة المذكورة كانت غنية بالمعلومات والأرقام وكانت جديرة بالمتابعة للتعرّف إلى توجّهات أسواق الإعادة في ظرفٍ اقتصادي لا يُحسد عليه. وتُسجّل للاتحاد بشخص أمينه العام السيد أبو زيد، هذه الديناميّة في إبقاء سوق التأمين العربي في حالة من الأخذ والردّ والمناقشة وإبداء وجهات النظر، تعويضًا عن الاجتماعات واللقاءات العادية والتي أوقفها وشلّها Covid-19.
تبقى أخيرًا كلمة وهي أنّ الاتحاد الذي تأسّس سنة 1964 ويضمّ في عضويته شركات تأمين وإعادة واتحادات ومراقبين ووسطاء وخدمات طبيّة، أغنى القيّمين على الشركات العربية وكذلك المتابعين، بالعلومات، وبعضها ذو تطلّعات مستقبليّة.
يذكر أنّ حوالى 500 مشارك تابعوا هذه الندوة.