الوزير ميشال نجار والسيد محمد الحوت يتوسطان فريق الـ ايرباص على رأسهم السيد هادي العاكوم
ــــــــــــــــــــــــــ
إذا كان 2020 هو عام الانهيار الاقتصادي في لبنان، فإنّه بالنسبة إلى طيران الشرق الأوسط هو عام فسحة الأمل بغدٍ مشرق يستطيع فيه هذا البلد المنهوك بكلّ قطاعاته، النهوض مجدّدًا واستعادة ماضي الزمن الجميل.
مناسبة الحديث عن الـ MEA هي وصول الطائرة الثالثة الجديدة من طراز Airbus A321 NEO المتطوّرة بعد تسلّم الشركة طائرتَيْن تباعًا.
وإذا كانت الطائرة التي حطّت، قبل أيّام، في مطار بيروت آتيةً من مدينة تولوز الفرنسية، بالمواصفات نفسها للطائرتَيْن السابقتَيْن من ناحية تقنيّاتها المتقدّمة، فإنّ من مميّزات هذه الطائرة الثالثة رقمها التسلسلي الملفت وهو 10000. وما كان للشركة أن تحظى بهذا الرقم لولا العلاقة المتينة بين Airbus وبين الـ MEA، وفق ما قال رئيس مجلس الإدارة السيد محمد الحوت. وكادت هذه الطائرة لا تحطّ على مدرج المطار حتّى تولّت سيارتا إطفاء رشّ الماء فوقها راسمتَيْن قوس نصر، كما هي العادة.
قصّة الـ MEA مع تحديث اسطولها تعود إلى العام 2001-2002 بعد أحداث الحادي عشر من أيلول. يومها لم تكن الشركة تملك المال، بل كانت تنوء تحت عبء خسائر تصل إلى 750 مليون دولار، ومع ذلك استطاعت تأمين التمويل. ويعود الفضل في ذلك، كما يقول الحوت أيضًا، إلى إبعاد أيّ تدخّل سياسي عن عملية الشراء. وبعد حرب تموز في العام 2006، وقّع رئيس مجلس الإدارة عقد شراء تسع طائرات في خطوة إن دلّت على شيء “فعلى رسالة الإيمان بأنّ لبنان سيبقى ويستمرّ”، وهي الرسالة نفسها التي يوجّهها اليوم مع وصول الطائرة الثالثة و”على أملٍ أن نعزّز الأسطول، وبشكلٍ دائم بطائراتٍ متطوّرة”، كما أردف قائلاً.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنّ مجموع الطائرات التي اشترتها الـ MEA وصل إلى 19 طائرة سيتمّ تأجيل تسلّم تسع منها في انتظار تأمين التمويل وتحسّن الوضع في لبنان وتاليًا حركة المسافرين، علمًا أن ثلاثين طائرة اشترتها الشركة كمجموع عام منذ تولّى الحوت رئاسة هذه الشركة، وكلّ ذلك بفضل الاستراتيجيّة المالية المتبعة، والهدف، أوّلاً وأخيرًا، إحلال الـ MEA في الصفوف الأماميّة عالميًا.

وكان السيد محمد الحوت على متن هذه الطائرة بعد تسلّمها مع وفد من شركة Airbus في تولوز، فيما كان في انتظارها وزير الأشغال في الحكومة المستقيلة ميشال نجار الذي توجّه بالتهنئة إلى الــ MEA على تسلّمها الطائرة الثالثة، واصفًا المناسبة بلحظات فرح لأنّها “تذكّرنا بأيّام العزّ في لبنان وتشعرنا بالفخر في هذه الظروف الحالكة التي تمرّ بنا. ولا بدّ هنا من شكر أعضاء مجلس إدارتها وعلى رأسهم السيد محمد الحوت”، والكلام دائمًا للوزير نجار الذي “أمِلَ أن تبقى طائرات الشركة في رعاية السيدة العذراء وأن تحمي لبنان أيضًا وأن يزداد عدد أسطول الشركة الجوّي أكثر فأكثر”، مضيفًا أن “شراء هذه الطائرات تمّ بأموال خاصة من الـ MEA وأنّ كلّ استثمار من هذا النوع مطلوب خاصة في هذه الظروف”. وهنا عقّب الحوت على كلام الوزير قائلاً: “لقد صودف تسلّمنا هذه الطائرة مع مناسبة عيد سيدة الورديّة وكنّا في مدينة لورد حيث تمّت مباركة هذه الطائرة”.
يبقى أنّ الحوت نفى بَيْع الطائرات القديمة إلى شركة إيرانيّة. وبهذا الصدد قال: “كوني ابن مصرف لبنان… وبما أن الـ MEA تحترم القوانين الدولية وتلتزم قوانين العقوبات التي تصدر عن الهيئات والحكومات العالمية، وخاصة الولايات المتحدة الأميركيّة، فإنّنا في الـ MEA نؤكّد التزامنا الكامل بقوانين العقوبات الأميركية، وبالتالي فإنّ لبنان بغنًى عن هذا الكلام الذي لا أساس له”.

وبالمناسبة، أدلى ممثّل شركة Airbus في منطقة الشرق الأوسط السيد هادي العاكوم بتصريح نوّه فيها بالعلاقات المتينة مع الـ MEA والمستمرّة منذ أكثر من 25 عامًا، كما أشاد بإدارتها وبالفريق الذي يتولّى العمل فيها”، مضيفًا “لدينا ثقة باللبنانيّين وبقدرتهم على إخراج لبنان من محنته، تشبّهًا بشركة طيران الشرق الأوسط، النموذج الصارخ عن شعلة الحياة التي ستبقى دائمًا مضاءة”.