المشاركون في الندوة الثالثة
سنتيا تبشراني
للمرة الثالثة هذا العام، تُنظَم شركة BLIS 2021ندوة تتناول “فرع التأمين على الحياة”. في الندوة الأولى، تم ّالتركيز على أحد أشهر وكلاء فرع التأمين على الحياة في منطقة الشرق أوسطية وليس في لبنان فقط، هو “الأب الروحي” للوكلاء العاملين في هذا الفرع السيد زكي زهر(راجع العدد 241-242 ص: 14). وفي الندوة الثانية، توسّع النقاش ليطاول “وكلاء التأمين الإستشاريّين”، فضلاً عن مواضيع أخرى شديدة الصلة بدور هؤلاء في فرع التأمين على الحياة وما يقومون به في مجال إرشاد الناس وتوعيتهم وإختيار البوالص التي يُناسب محتوى بنودها كلاً منهم، نظراً إلى أهمية هذا الفرع في إنقاذ الأُسَر وتخفيف الأعباء عن ميزانيات الدولة، تحديداً وزارة الصحة، إذ أن هذا البرنامج ينوب، إلى حدّ كبير، عن المسؤوليات المناطة بالدولة لناحية المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية.
أما في الندوة الثالثة التي عُقدت قبل أيّام، فقد تمّ تكريم أحد الخبراء الكبار في حقل التأمين على الحياة هو مهدي فخرازادي، وهو إيراني الجنسيّة، ونشأ في عائلة فقيرة وكان الأصغر بين إخوته الـ25. ونظرًا إلى إنجازاته الكثيرة في هذا الحقل، وضع كتابًا تحت اسم: Nothing is impossible. ويتحدث الكتاب المذكور عن حياته وعن مبادىء بيع وثائق التأمين في فرع الحياة.
ومن يقرأ الكتاب ويتمعّن في مضمونه، يستوقفه هذا الخبير المتميّز الذي برع في مهنة وكيل تأمين لفرع الحياة. واللافت في هذه السيرة، أنّ مهدي فخرازادي تعلّم في الولايات المتحدة الأميركيّة، وعندما بدأ يمارس المهنة، تمكّن بعد سنوات من أن يصبح مليونيرًا، مع أنّه لم يكن يجيد الإنكليزية جيداً، ولم تكن له خبرة في مجال المبيعات، إضافة إلى أنّه لم يكن يلمّ بمهنة التأمين في فرع الحياة، ولم يكتتب لنفسه بوليصة تأمين خاصة به!
أحبّ مهدي فخرازادي تعلّم المهنة وثابر على ذلك، إلى أن أصبح خبيرًا فيها بعد تجربة فريدة من نوعها، مسجّلاً بذلك نجاحًا أهّله لأن يتبوّأ مركز أهمّ شخصيّة في بَيْع وثائق هذا الفرع. لقد كان يعمل بجدّ وكان يبتكر الأفكار والحلول. وفي Nothing is impossible يكشف فلسفته في بَيْع بوالص التأمين لفرع الحياة… “فلسفة” جعلت منه مدرسة في علوم فرع التأمين على الحياة وفي العطاء.
ونظراً إلى أهمية هذا الفرع التأميني والذي خصّص له المنظِّم السيد ناجي حداد، حتى الآن، ثلاث ندوات عن بُعد متتالية، أجرينا معه حديثاً تطرّق فيه إلى أمور عديدة متصلة بهذا الفرع.
سألناه: للمرة الثالثة تركّزون في الـWebinar على برنامج التأمين على الحياة، فلماذا التركيز على هذا الفرع بالذات الذي يُسجّل دائماً أرباحاً بعكس التأمينات الأخرى؟ أجاب:
– لفرع التأمين على الحياة في مجتمعاتنا أهمية قصوى، نظراً للصعوبات المالية التي تواجه العائلات في مثل هذه الظروف الصعبة. وتعود هذه الأهمية إلى أن فرع التأمين على الحياة يُغطّي أربعة أخطار أساسيّة، وبهذه التغطيات الأربع يكون هذا الفرع قد ساعد العائلة على تماسكها وبقائها، بحيث إذا توفي الأب، تتّكل على راتبه الذي ستواظب شركة التأمين على تسديده، وبذلك تكون قد أمّنت إستمرارية عيشها بكرامة.
كذلك فإن هذا البرنامج يحمي مدخول العائلة عند تعرّض المضمون، لا سمح الله، إلى أي نوع من الحوادث المرورية أو الصحية أو غيرهما، والتي قد تسبّب له إعاقة دائمة أو إعاقة مرحلية. فإذا كان منتسبًا إلى فرع الحياة، فإنّ مدخوله الماديّ يصله شهريًّا، أو يتقاضى تعويضًا عن التوقّف القسري عن العمل الذي كان يمارسه، وبذلك لا يصبح عبئاً على عائلته أو مجتمعه. ثم هناك فائدة ثالثة، فإذا كان المضمون قد دخل سن التقاعد، فبواسطة فرع التأمين على الحياة، يكون قد حلّ مشكلة كبيرة، إذ أنه سيستمر في الحصول على راتبه وكأنه لا يزال في وظيفته. ولا حاجة للتذكير هنا بأن كثيرين يجدون أنفسهم مضطرين، بعد التقاعد، للعيش بكرامة، فيمارسون عملاً جديدًا ولو كان يرهقهم في أعمارهم المتقدّمة.
ثم هناك ضمانة تأمين تعليم الأولاد، وهذا برنامج مُدرج في بوليصة التأمين على الحياة، ومن أهميته أنه يسمح للأولاد متابعة دراستهم الابتدائيّة والثانوية والجامعية أيضاً. ومن المعروف أنّ المجتمعات المتطّورة تعتمد على برنامج التأمين على الحياة لأنه يخفّف عن الدول مصاريف مالية مرهقة. إنّ كل هذه المميزات التي يوفّرها برنامج التأمين على الحياة، تحتاج إلى وكيل يفسّر وينصح ويشرح ويُرشد إلى هذا البند أو ذاك، ودائماً حسب الحاجة.
س: الندوة الثانية التي أشرفتم على تنظيمها وحضّرتم لها، هل لنا بالسيرة الذاتية لكلّ المشاركين فيها؟
ج: المشاركون بهذه الندوة هم من الشخصيات الذين برعوا في مهنتهم كوكلاء في فرع التأمين على الحياة، ليس في لبنان وإنما على مستوى العالم أجمع. فرام تولاني، مثلاً، الذي إشترك بالندوة، هو من أشهر الخبراء في هذا المجال، فضلاً عن أن إبنه سان جي تولاني يُعتبر من أهم وكلاء التأمين الإستشاريين في العالم. وهو يقّدم اليوم خدمات مالية تأمينية لأشخاص بأكثر من 53 بلداً. ثم هناك الخبير القبرصي شرالمبوس ستيليانيدس (86 عاماً) الذي لا يزال يمارس المهنة ويكدّس الخبرات ويكتسب كثيرون منها، علماً أنه كان يتنقل على الدراجة الهوائية بين زبائنه لبَيْع البوالص وأيضًا للترويج لبرامج التأمين على الحياة وشرح أهميتها. وبعد أكثر من 60 عاماً من ممارسة هذه المهنة، لا يزال يمتهنها حتى اليوم. ثم هناك “الأسطورة الحيّة” اللبناني السيد حبيب شماس الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، والمعروف بلقب “رجل وحقيبة”، لقبٌ رافقه أكثر من 60 عاماً. فقد جال العالم بحقيبته المملوءة بوالص هذا الفرع، إلى درجة أنه لم يترك بلداً إلا زاره، علمًا أنّ كثيرين تتلمذوا على يديه ونجحوا في هذه المهنة. إن دور وكيل فرع التأمين على الحياة يُشبه دور الطبيب والأستاذ والمحامي.
س: وماذا عن الندوة الثالثة الأخيرة؟
ج: هذه الندوة، كما أصبح معلومًا، وكما ذكرنا آنفًا، مخصّصة لعملاق تأميني آخر هو مهدي فخرازادي الذي ينطبق عليه لقب “أيقونة التأمين” في فرع الحياة. لذا ارتأينا تكريمه بتخصيصنا له ندوة افتراضيّة عن بُعد، أقيمت في 29 نيسان الماضي. وكانت هذه الندوة برعاية شركة Expand، وقد أدرتها شخصيًا مع Fred Belman، وتحدّث فيها السيد Tony Gordon، وهو عملاق آخر من عمالقة مهنة فرع التأمين على الحياة. لقد وصف الأخير فخرازادي بالرّجل الخلوق والمكافح من خلال الأمثلة التي أعطاها. من ذلك أنّه عندما التقاه عام 1995، “كنت أصبحت ناجحًا، فبرهن لي مهدي أنه لكي أصبح ناجحًا ومحبوبًا عليّ بمحبة الآخرين والتطلع إلى احتياجاتهم ومساعدتهم. لقد وجدت فيه مثال الشخص الذي يبتغي النجاح، إذ تغلّب على جميع المصاعب، وكان ذكياً جداً لدرجة أنّه جعلني أؤمن أن النجاح سهل جداً وليس معقداً. إن الإستمرارية والمثابرة هما مفتاحان أساسيّان للنجاح في الحياة”.
وفي الندوة نفسها، شارك نائب الرئيس الأسبق في شركة Metlife السيد Joe Jordan الذي قال أن “النجاح هو متابعة. فكلما أنت تستقصي المعلومات وترى الناس، لا مفرّ لك من النجاح. وعلى الشخص الذي يبتغي هذا النجاح أن يضع أمامه صورة واضحة عما يحب أن يقوم به”.
وإلى Gordon وJordan، شارك السيد Alphonso Franco أحد أكبر المدافعين عن فرع التأمين على الحياة. وفي هذا الصّدد، ذكر “أن تأثير مهدي على مهنته كان قوياً جداً. فقد تعلّمتُ منه أن على الإنسان أن يدرس ويستعد جيداً، كما عليه أن يحب ما يقوم به لكي يصبح مميزاً في مهنته. مع المثابرة على التعلّم دائمًا واكتساب الخبرات”.
بعد ذلك، تناول الرئيس الأسبق لجمعية فرع التأمين على الحياة السيد Ted Dwyer، خطط مهدي في بيع البوالص والتي تُعدّ عظيمة ومميّزة جداً. وضمن هذا الإطار، أشار إلى أنّ مهدي كان يؤمن بقوة الصمت الذي هو أبلغ من الكلام”.
في مهنة التأمين تبرز شخصيات يصعب نسيانها وتترك أثراً كبيراً في حياة الذين يعرفونها. مهدي فخرازادي هو كذلك. تحدث في كتابه Nothing is impossible عن حياته ومبادىء البيع لديه. فكان قدوة للذين اتّخذوه مثالاً في عالم فرع التأمين على الحياة.
س: هل من كلمة أخيرة تتوجّه بها إلى شركات التأمين؟
ج: نعم، أرى أنّ على الشركات جميعها “شَبْك الأيدي” ليس للإندماج الذي هو أمر آخر، وإنما لحماية المجتمعات والمؤمّنين، لأن المستفيدين الحاليّين من هذه الحماية لا يتعدون الـ 10% من سكان المعمورة. من هنا أدعوها للعمل مع وكلائها على تطوير فرع التأمين على الحياة، كي يثق به الناس أكثر فأكثر، وهذا يدخل أيضًا ضمن نطاق نَشْر الوعي الكافي في أي مجتمع يتواجدون فيه.
لقد برهنت الأزمات المعيشية في لبنان وفي غير لبنان، أن على كل فرد أن يكون له مستشار تأميني نسمّيه وكيلاً لساعده على التخطيط للمستقبل لمواجهة الظروف الصعبة كالتي نعيش الآن، لأن هذا الوكيل يعبّد لنا الطريق نحو ضمانات تؤمِّن راحة البال، مهما ساءت الأمور!