محمّد السيّد.. 2021 سنة استراحة وتحضير
شركة Fenchurch Faris انتقلت إلى مكاتب جديدة في منطقة يونانيّة تطلّ على البحر هي Glyfada ، بهدف أساسي هو تجميع المكاتب في مبنى واحد حَمَل اسم Fenchurch House. وإذا كان هذا الانتقال يُعطي انطباعًا جيّدًا وهو أنّ الشركة مرتاحة ماديًا نتيجة نمو محفظتها التأمينيّة وإلاّ لما أقدمت على هذه الخطوة، فإنّ هذا الانطباع لا يجافي الحقيقة. فوِفق المدير العام للشركة الأمّ السيد محمد السيّد، فإنّ نتائج 2020 كانت مرضية بل أفضل من سابقتها 2019، وأنّ العام الحالي سيشهد انكبابًا على الدراسات، استعدادًا لـ 2022 الذي سيشهد إعادة انطلاق الاقتصاد العالمي مع انكفاء Covid-19 بفضل اللقاح الذي عمّ العالم.
في هذا الحديث الذي أجريناه عن بُعد مع السيد محمّد السيّد، بعض ما لدى Fenchurch Faris من تطلّعات وأفكار للمرحلة الحاليّة والمستقبليّة مع التركيز على إنجازات حقّقتها الشركة. فإلى نصّ الحديث…
س: كيف مرّت عليكم 2020، وهل أثرت تداعيات جائحة Covid-19 على الشركة جرّاء الأزمات الاقتصاديّة والماليّة العالميّة؟ وبالتالي، هل بالإمكان معرفة نمو محفظة Fenchurch Faris بشكل عام، طبعًا مع احتساب نتائج الفروع المتعددة للشركة: في اليونانالمركز الرئيسي أوّلاً، ومن ثمّ في الأردن والكويت والسعودية ودبي وغيرها؟
ج: جائحة كورونا أثّرت سلبًا، لا شكّ، على القطاعات الاقتصاديّة بشكل عام بما فيها قطاع التأمين. بالنّسبة إلينا، كشركة وساطة إعادة، فإنّ أداءنا في العام 2020 كان أفضل منه في 2019. أما مكاتبنا في الدول العربية، فبعضها حافظ على الأداء نفسه، في حين أنّ البعض الآخر شهد تراجعًا، ولكنبنِسَبٍ قليلة كالكويت مثلاً. وبالمقابل، فإنّ مكاتب السعودية شهدت تحسّنًا. بالنتيجة وبشكل عام، نحن راضون عن نتائج سنة 2020.
س: ماذا عن 2021: هل هناك خطط جديدة وأفكار سيصار إلى تنفيذها وكيف تتوقعون مسار الشركة في ظلّ جائحة كورونا وتأثيراتها على الاقتصاد؟
ج: بالنسبة لسنة 2021، فإنّ هذه الجائحة، على ما يبدو،ستستمرّ وستبقى تأثيراتها ضاغطة على المنطقة، مع العلم أنّنا بدأنا نعتاد عليها. لذا، فإنّ عملنا مستمرّ بالطريقة نفسها التي بدأناها في العام 2020: نحافظ على تواصلنا مع عملائنا وزبائننا، كما نحاول أن نقدّم لهم الخدمة المعتادة ونعمل جاهدين على تحسين العمل عن بُعد. فضلاً عن ذلك، نبحث عن الوسائلالالكترونيّة الأفضل للتواصل مع المعيدين ومع شركات التأمين ونعتمدها. كذلك، وبالنسبة للعام2021، فليست لدينا، حتى الآن،خطط توسعيّة. ستكون فترة إستراحة، ولكن في الوقت نفسه سنعدّ الدراسات اللازمة للتمكّن من اتّخاذ القرارات الصحيحة لما سنُقدم عليه في العام 2022. في الوقت الحاضر، سنواصل العمل والجهد لتحسين آدائنا وتقديم الخدمة الأفضل لعملائنا.
الخطوة المهمّة التي خطَوْناها هذا العام تشمل تجديد ثلاث اتّفاقيات مع نقابات لويدز هي عقود الـfacilities، الـcoverholders، والـLineSlips، وكذلك مع شركات الإعادة العالمية مثل Swiss Re وHanover Re وغيرهما. ونحن لدينا هذه التسهيلات تقريباً لجميع أنواع المخاطر، فضلاً عن ذلك، لقد استحوذنا على Energy facility للطاقة من لندن والـ Automatic binder وذلك منذ شهر تقريبًا وبدأنا الاكتتاب فيهما.
س: كيف تصف الوضع التأميني في منطقة الخليج، وأين أصبح موقع Fenchurch Faris في ظلّ تزايد الشركات؟
ج: توقعاتي الشخصيّة أن الوضع الإقتصادي سينعكس سلبًا على قطاع التأمين لأنه كلّ لا يتجزأ ، ما يعني أنّ نمو المحافظ هذا العام لن تكون بالمستوى المؤمّل به، لكن من الطبيعي أن يكون أداء بعض الشركات أفضل من غيرها. ويعود هذا التراجع في النموّ إلى أنّ جائحة كورونا فَرَضَت على جميع القطاعات الاقتصاديّة من شركات ومصانع ومعامل التباعد الإجتماعي الإلزامي وإرتداء الكمامة وعدم التّجمهر، وهذا ما سيؤدّي إلى خفض الإنتاج في مختلف القطاعات، ومنها قطاع التأمين. لنأخذ مثلاً على ذلك: إنّ أيّ مشروع لبنى تحتية أو لهندسة مدنية سيكون بطيئًا بسبب الإجراءات الصحيّة المفروضة والتي تمنع تجمّع العمّال والموظّفين وغيرهم، وهذا يُبطئ الحركة وتاليًا النمو. لهذا السبب، أعتقد أن الحركة الاقتصاديّة في 2021 ستكون بطيئة، أمّا زيادة النمو أو انخفاضه في كلّ شركة من شركات التأمين فسيكون مرتبطًا بالمنافسة، بمعنى أنّ من تستحوذ على أعمال سيكون نموّها جيّدًا والعكس صحيح، ولا علاقة للقطاع ككلّ بالأمر.
س: هل لدى الشركة تفكير بإستقطاب أعمال من لبنان؟
ج: علاقتنا وتواصلنا مع عملائنا في لبنان لا يزال قائمًا وذلك عبر شركات تأمين عدّة. نتمنى الخير والسلام والأمان للبنان حتى ينمو إقتصاديًا ويزدهر من جديد، لأن نموه وإزدهاره يجلبانالخير لشعبه وللشعوب العربية كافة. لدينا النية والقرار والموافقة على العمل في لبنان، ولكن ننتظر إنتهاء الأزمات التي تعصف به لكي نستطيع بناء خطوة واضحة لدخول الأسواق اللبنانية في التأمين المباشر، وهذه واحدة من خططنا المستقبليّة عندما تسمح لنا الظروف السياسية أن نخطو هذه الخطوة.
س: كيف تعاملتم مع الجائحة؟
ج: بالنسبة لجائحة كورونا، فقد اتّخذنا جميع الاحتياطات ونفّذنا الإرشادات الواجب اتّباعها، لذلك كانت الحالات المرضيّة التي سُجّلت في فروع شركتنا نادرة. ومن الطبيعي أن تتأثّرظروف العمل عندما تحصل إصابة في المكتب، إذ يحتّم علينا الأمر إغلاق الشركة إغلاقًا تامًا ولمدّة عشرة إلى 15 يومًا، وبهذا يصبح العمل خلال هذه الفترة مئة بالمئة عن بُعد.
——————————
تسهيلات وبطاقة مرور عبر خمسة عقود…
ماذا تعني الاتّفاقيّات التي وقّعتها Fenchurch Faris مع نقابات لويدز وغيرها من شركات الإعادة؟
بالنّسبة لـ Facilities، كما للاتّفاقيّتَيْن الأُخريَيْن، فإنّها تؤدّي إلى معنى واحد، وهو توقيع 3 عقود بين شركة وساطة الإعادة وبين المعيد، أي بين Fenchurch Faris ونقابات LLOYDS، تسمح بنودها بأن يتمّ التعامل بينهما بطريقة سهلة، بحيث تتعهّد شركة وساطة الإعادة بأن تزوّد شركة الإعادة “كميّة” من الأعمال من أسواق عدّة، وعلى سبيل المثال، فإنّ Fenchurch Faris تُعتبر من روّاد وساطة إعادة برنامج الحريق، إلى درجة أنّ البوالص التي كانت تجمعها في السنة الواحدة، تفوق بأعداد البوالص المجمّعة من شركات وساطة إعادة منافسة، ممّا يسهّل لها التعامل مع LLOYDS لأنّها تكون في نهاية السنة قد ملأت “سلّة” بوالص فرع الحريق المطلوب إعادة تغطيته. وفي الواقع فإنّ هذا التعاون عبر ما يُعرف بالـ Facilities يُعطي دفعًا لشركة وساطة الإعادة للمضي قدمًا في استقطاب هذا النوع من البوالص، وفي الوقت نفسه، يترك شعورًا بالارتياح عند شركة الإعادة بأنّ هذا البرنامج سيأتي إليها بتغطيات إعادة، وتاليًا بأرباح إذا لم تحصل كوارث سبّبها الحريق.
وإذا انتقلنا إلى كلمة Coverholders والذي يُشبه معنى Facilities، فإنّها عبارة عن بطاقة مرور، إذا جاز التعبير، تسهّل لـ Fenchurch Faris استقطاب بوالص من أسواق عدّة والإفادة من التسهيلات المتوافرة لتأمين الأعمال لشركة إعادة والتي هي هنا نقابات LLOYDS.
في ما خصّ الـ Lineslips، فإنّ العبارة تندرج أيضًا ضمن الإطار نفسه، بحيث تسمح هذه الاتفاقيّة، لوسيط الإعادة، استقطاب بوالص بطريقة سهلة ضمن شروط معيّنة.
أمّا بالنسبة لـ Energy facility فهي تشبه الاتفاقيّات الثلاث السابقة إذ أنّ هذا العقد يسهّل التعامل في مواضيع النفط والطّاقة وكلّ ما يتفرّغ عنهما. والأمر ينسحب على العقد الأخير Automatic Binder الذي يعني تسهيل أمور الشركة وهي تقوم بدورها كوسيط إعادة والإسراع بإنجاز ما تطلبه.