شعار المركز
ناي دُمّر، السيدة المتخصّصة في هندسة برامج الكمبيوتر، أطلقتْ في أواخر العام 2020، مبادرة إنسانيّة هي الأولى من نوعها من حيث رؤيتها البعيدة. قَضَت هذه المبادرة بإنشاء مركز رعاية لمسنّين تعرّضوا لمشاكل صحيّة – نفسيّة تحتاج إلى خبراء يتمتّعون باختصاصات مختلفة تصبّ في مكانٍ واحد. والاختصاصات هي: علم النفس، علم النطق والإدراك، التمرين الرياضي البدني والعلاج الحركي النفسي. وكان الدّافع إلى هذه الخطوة التي استحصلت بشأنها على إجازة رسميّة، أنّ ناي تعرّفت إلى واحدة من أقربائها أُصيبت بتراجع في الاتّزان العقلي عندها، وعندما تمّ البحث عن أسباب هذه الإصابة، وجد الأهل أنّ لبنان يفتقر إلى هذا النوع من العلاجات. ذلك أنّ المريض يحتاج إلى أكثر من اختصاصي، وهذا ما جعل أهل المريضة المذكورة يقفون حيارى أمام هذا المرض لا يدرون ماذا يفعلون لافتقارهم إلى معلومات وافرة وأكيدة عن هذه الإصابة. من هنا ورَدَت على رأس ناي، إنشاء هذا المركز على رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بلبنان. بداية، اتّصلت باختصاصيّة في علم النفس كان أقرباء المريضة يستعينون بها لمعالجتها نفسيًا، ثمّ تمّ البحث عن ثلاث اختصاصيّات في علم النطق والإدراك وفي الرياضة البدنيّة وفي الحركيّة على أن يكنَّ جميعًا من المتفهّمات لهذه الأنواع من الأمراض النفسيّة-الجسديّة، ويكنّ أيضًا راغبات ومؤمنات في هذا العمل التطوّعي الإنساني. وقد أُطلِقت على هذا المركز اسمLa Maison de Nounou ومقرّه عين سعاده في منطقة المتن الشمالي.
فكيف تتمّ العلاجات المختلفة في هذا المركز؟
ناي دُمّر أجابت عن السؤال بالقول: “يتّصل ذوو الشخص المعني بنا، ندرس وضعه بعد أن يزور المركز، يخضع لمساءلة من قبل الاختصاصيّات الأربع لمعرفة كيفيّة العلاج والمرحلة العقليّة التي وصل إليها. وبعد ذلك، تتولّى المتخصّصات مهمّة العلاج بشكل دوري تفاديًا لجائحة كورونا على أن يُصبح يوميًا عند استقرار الوضع في لبنان والقضاء على كوفيد.
فماذا تقول الاختصاصيّات الأربع عن مراحل العلاج؟
نبدأ أوّلاً مع مسؤولة المركز المتخصّصة بعلم النفس الآنسة إيما ضو التي قالت لنا عن المهمّة التي تقوم بها: “أنا أتولّى الأشخاص المصابين بمرض نفسي وأحاول أن أستكشف مخاوفهم وأحاسيسهم ومشاعرهم لأبدأ بالعلاج عن طريق الحوار. وإذا كان المريض لا يستطيع لسبب ما زيارة المركز ليتولّى العلاج فيه، فإنّي أقوم بهذه الزيارة وأعالجه في منزله. فضلاً عن ذلك، فإنّني أتحاور مع عائلة المريض وأحاول أن أخفّف عنهم عبء هذه المشكلة بالحوار أيضًا، وبالردود على الأسئلة التي يطرحونها”.
بالنسبة للاختصاصيّة الثانية في علم النطق والإدراك الأنسة رولا أبو سمرا، فقد قالت لنا: “كمعالجة للنطق والادراك، فإنّني أتعاون مع زميلاتي، لأنّ هذا العمل الجماعي يُعطي نتائج أكثر فائدة. شخصيًا، أحاول أن أحسّن القدرات الذهنيّة عند مريض الألزهايمر بالتركيز على اللغة والفَهِم للتخفيف من تدهور ما تبقى من قدراته العقلية”.
أمّا بالنسبة للعلاج النفسي الحركي Psychomotricité، فإنّ الآنسة جوانا شاهين هي التي تتولّى هذا الجانب لتحفيز الادراك الجسدي والمكاني عن طريق تقوية الحَرَكِيّة والتناسق والتوازن، لكي يسترجع ثقته بنفسه وتفادي السقوط. يُذكر أنّ الأخيرة تقوم حاليًا بالتدريب على الرياضة البدنيّة مؤقّتًا، إلى حين عودة الاختصاصيّة التي اضطرّت للسفر إلى الخارج.
سألنا مؤسّسة هذا المركز عن تطلّعاتها المستقبليّة، فقالت: “نسعى جاهدات إلى إنجاح هذا المركز الخاص بالرعاية الصحيّة النفسيّة للمرضى، على أمل أن يكون نموذجًا لمراكز أخرى نسعى إلى افتتاحها في مناطق لبنانية متباعدة، علمًا أن المركز يستقبل أيضًا أشخاصًا بحاجة إلى هذه الرعاية من دول عربيّة وذلك باتصال المعنيّين بنا على الرقم: 03726007”.
وماذا عن الأسعار؟
أجابت: “الأسعار مدروسة جدًّا لأنّنا لا نبغي الربح التجاري وإنّما نحاول قدر الإمكان تخفيف المصاريف الباهظة التي نتكبّدها في هذا العمل الرعائي الإنساني. إنّ هدفنا الأساسي معالجة المريض وتحمّل مخاوف الأهل وهمومهم، مع الإشارة إلى أنّ العلاج شخصي أي لكلّ حالة بمفردها، أي أنّه غير معمّم وليس واحدًا للكلّ وإنما لكلّ فردٍ على حدة”.