الجوز.. منافع لا تُعدّ ولا تُحصى
أشارت دراسة حيوانية جديدة نُشرت في مجلة “الكيمياء الحيوية والتغذية السريرية”، أن استهلاك المنتظم للجوز قد يكون حلاً واعدًا للتقليل من النتائج السلبية المرتبطة بعدوى جرثومة المعدة المعروفة علميًا بــ “الملوية البوابية” Helicobacter pylori. وهذه العدوى البكتيرية المنتشرة في جميع الأنحاء، تصيب أكثر من نصف سكان العالم.
فباستخدام فئران التجارب، وجد العلماء من مركز “الأبحاث للوقاية من السرطان” (CHA) في كوريا، أدلة أولية على أن تناول نظام غذائي غني بالجوز قد يساعد في الحماية من النتائج السلبية المرتبطة بعدوى الملوية البوابية. وعلى وجه التحديد، فقد كشف البحث بأن مستخلص الجوز، المكوّن من الجوز بشكل كامل، قد يساعد في تكوين بروتينات وقائية ومضادات للالتهابات في الأمعاء قد تحمي من هذه الجرثومة. وقد دُعمت الدراسة من قبل لجنة الجوز بكاليفورنيا.
ويُعدّ انتشار هذه البكتيريا أكثر شيوعًا في البلدان النامية لأنه يرتبط عمومًا بالحالة الاجتماعية- الاقتصادية والظروف الصحية. ويُعتقد أنه يتعمّم بالاتصال من شخص الى آخر، وحتى من خلال الطعام والماء. وهي سبب رئيس لقرحة المعدة والأمعاء الدقيقة وكذلك لسرطان المعدة والقرحة الهضمية. وعلى رغم توافر العلاجات حاليًا، إلا أن هناك مخاوف بشأن مقاومة البكتيريا المتزايدة للمضادات الحيوية.
يُشار إلى أنّ انتشار هذه الجرثومة منخفض في المجتمعات الغربية المتقدمة، خاصة عند الأطفال (بنسبة أقل من 20٪)، لكن حدوثه يتزايد بسرعة (بنسبة 50٪) لدى الأطفال و(بنسبة 70-90٪) لدى البالغين في البلدان النامية. ويتراوح معدل الانتشار الإجمالي لعدوى الملوية البوابية (جرثومة المعدة)، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بغض النظر عن الوقت والعمر، من (22٪) إلى (87.6٪). إن انتشار جرثومة المعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يزال مرتفعًا بين السكان الأصحاء الذين لا يعانون الأعراض.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها ربط الجوز بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي لدى الفئران، إذ تمّ نشر دراستَيْن أخريَيْن على الحيوانات في أبحاث الوقاية من السرطان و العناصر الغذائية، وجد فيهما، أن الجوز في النظام الغذائي قد يثبط تطوّر ورم القولون عن طريق تعديل بكتيريا الأمعاء، وكذلك يمنع تطوّر سرطان القولون والمستقيم عن طريق قمع تكوين الأوعية الدموية التي تسهِّل نمو الخلايا السرطانية.
وتعتبر الدراسات على الحيوانات ذات قيمة عالية في توفير المعلومات الأساسية والتي يتمّ استخدامها كمرجع للبحوث المستقبلية على البشر. واستنادًا إلى مجموعة الأدلة الموجودة، بما في ذلك هذه الدراسة، فإنّ الأساليب الغذائية لتقليل أعراض عدوى الملوية البوابية ، مثل الالتهاب، تستحق عناء التنفيذ عبر التجارب المخبرية لتأكيد نتائج أفضل.