الإنجاب في زمن الكورونا
هل تزداد أعداد المواليد في العالم بسبب الحَجْر الصحّي الناتج عن Covid-19 والذي ألزم الناس البقاء في منازلهم، أم أنّه سيكون لهذا الحَجْر منحى معاكس، أي تراجع في تلك الأعداد؟
وفقًا لصحيفة Philadelphia Inquirer الأميركيّة، فإنّ الحَجْر سيؤدّي إلى حدوث طفرة في أعداد المواليد، لأنّ البقاء في المنزل والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعيّة والزيارات العائليّة، لا يترك للزوجَيْن سوى متنفّس واحد: “ممارسة الجنس“، وتاليًا وقوع الحَمْل في الآلاف من الزوجات في العالم.
لكنّ لمؤسّسة Brookings المعنيّة بالسياسات العامة، رأيًا مخالفًا. وعندها، أنّ العالم سيشهد انخفاضًا في أعداد المواليد يتراوح بين 300 و500 ألف طفل، بالاستناد إلى تجارب سابقة. ففي العام 2008، أدّت الأزمة الاقتصادية العالميّة إلى انخفاض بنسبة 9 بالمئة في أعداد المواليد على مدار الأعوام الأربعة التالية، علمًا أنّ هذا الواقع ظهر في العام 1918 مع انتشار وباء “الانفلونزا الاسبانيّة“، إذ أدّى الحَجْر الصحّي المنزلي، آنذاك، إلى حدوث تراجع بأعداد المواليد بنسبة 12،5 بالمئة.
في العودة إلى تقرير مؤسّسة Brooking، فإنّ أستاذ الاقتصاد في كلية WISLI فيليب ليفاين الذي شارك في إعداده، ذكر في تصريح له أنّ “استنتاجاتنا تشير إلى أنّ وباء Covid-19 سيساهم، في حدوث انخفاض في أعداد المواليد في العام المقبل، بل أنّ هذا الانخفاض سيفوق ما حصل بعد تفشّي “الانفلونزا الاسبانية“.
وفي استطلاع للرأي أجراه معهد Guttmacher في مطلع أيار (مايو) الماضي، وشمل 2009 من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و49 عاماً، فإن أكثر من 40 في المائة منهنّ قد غيّرن خططهن بشأن التوقيت الذي يرغبن في الإنجاب فيه، أو عدد الأطفال الذين يرغبون في إنجابهم بسبب الوباء. وفي المقابل، أعرب 17 في المائة ممن شملهن الاستطلاع أنهن يرغبن في إنجاب المزيد من الأطفال، أو زيادة عدد أفراد أسرهن قريباً.
ووفق طبيبة معالجة في مؤسّسة Main Line للخصوبة في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، هي اليسون بلوم، فإنّ “الطلب على خدمات المساعدة على الإخصاب، ظلّ ثابتًا طوال فترة تفشّي الوباء“. وإلى ذلك، تبيّن أنّ معدّلات الولادات المبكرة في العديد من الدول انخفض بشكل كبير، ما يدفع إلى الاعتقاد أن أعداد الولادات قد تراجعت.
إشارة أخيرة إلى أنّ هذا الموضوع كان مدار تفكهة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بادر كثيرون إلى إعطاء أسماء للمواليد الجدد. البعض اسم “كورونيال” والبعض الآخر اسم “كورانتينز” (وهي كلمة قريبة من “كورانتين” بالانكليزيّة التي تعني الحَجْر الصحّي).