الوزير ميشال فرعون يُلقي كلمته
بحضور شخصيات رسمية ودينية وقضائية وعسكرية واقتصادية وتأمينية وثقافية وإعلامية وبدعوة من جمعية إداء” وبالتعاون مع سفارة النمسا في لبنان والمؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي، وقّع الوزير والنائب السابق ميشال فرعون وسفير النمسا في لبنان رينيه بول أمري والبروفسور أنطوان مسرة كتاب “حياد لبنان الرسمي في اطار جامعة الدول العربية” لبنان والنمسا خبرات مقارنة، في حفل أقيم في فيلا عودة – الاشرفية.
وبعد الإستماع الى النشيد الوطني اللبناني والنمساوي، فكلمة عريف المؤتمر الاعلامي الزميل داني حداد الذي رحّب فيها بالحضور واشاد بأهمية المناسبة، ألقى الوزير السابق ميشال فرعون كلمة تحدث فيها عن مضمون هذا الكتاب والوثائق التي يحتويها في لحظة وقوع لبنان في الانهيار، متسائلاً: “كم كلّفنا خروجُنا المزمن من الثوابت والميثاق والتفاهمات الذين تأسّس عليهم لبنان الوطن والرسالة، وهي التزام الحياد”. فثوابت هذا الحياد التي ذكّرنا بها نيافة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ليست ملكَ طائفةٍ أو فئةٍ أو حزبٍ أو مذهب، بل كانت ولا تزال شرطاً من شروطِ نسيجِ التفاهم والاستقرار في لبنان، كلّما ابتعدنا عنها وقعنا في الأزمات والفتن، وكل ما عدنا اليه فتحنا ابوابَ بناءِ المستقبل”.أضاف: “سنتابع في الاسابيعِ المقبلة من بيروت التي تُجسّدُ قيمَ الرسالة، ومن خلالِ طاولةٍ مستديرة وطنيّة تؤكّد على هذه الوثائق والثوابت التي ترسم طريق الحل وتتجاوز الاصطفافات السياسيّة الداخلية او حتى الخارجية الاقليمية أو الدولية التي تؤثر على الاستقرار في لبنان، لأن الحل قد يّريح على المدى الطويل كل هذه الأطراف، مع البحث بالصيغ التي تضمن حماية استدامتها، وكلنا نعلم ما حصل مثلا مؤخرا بعد الدوحة او اعلان بعبدا”.
ثم القى السفير أمري كلمة قال فيها: “إن أحد أكثر التجارب التي ستبقى محفورة في ذاكرتي ستكون بلا شك “مؤتمر حياد لبنان الرسمي في إطار جامعة الدول العربية”، الذي نظمته قبل عام بالضبط جمعية أداء “التزام دولة، إنماء أهالي”. حدثٌ أتاح للنمسا المشاركة من خلال تجربتها في الحياد النشط، والتي قدّمها أستاذ القانون الدولي البارز هيلمت تيشي” أضاف: “من الضروري الآن أن نطرح السؤال: ما هو الدور الذي سيلعبه لبنان في الجغرافيا السياسية المستقبلية للشرق الأوسط؟ وآمل بشدة أن يتمكن لبنان المحايد عسكريا والمزدهر في المستقبل القريب من لعب الدور الذي يعتبره بحق دوره الصحيح، وهو دور مرساة الاستقرار ونصير السلام الإقليمي.
ومن هذا المنطلق، من المناسب أن نلاحظ ونرحب بالجهود المتعددة التي انبثقت في الآونة الأخيرة من الطائفة الملكية، وهي طائفة متوسطة الحجم ليس لديها طموحات طائفية خاصة بها، وهي مدعوة من خلال هذه الوسيلة إلى لعب دور المحفز والثابت في بناء المواطنة”.
ثم كانت كلمة البروفسور انطوان مسرة وفيها: “إن حياد لبنان مكرّس وثابت رسميًا في اطار جامعة الدول العربية، وفي كل المراجع التاريخية الرسمية منذ المتصرفية على الأقل، وفي كل القراءات الرسمية وعلى كل المستويات العربية والعالمية. أما واقعيًا فالمعضلة ثقافية، في علاقات ظرفية خارج إطار جامعة الدول العربية”. أضاف: “ان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر زعيم القومية العربية، طالب في سنة 1958 بحياد لبنان، ولكن نحن اللبنانيون لا نمارس الحياد لا على المستوى القانون ولا على مستوى المؤسسات ولا على مستوى الدستوري. فالحياد هو موضوع ثقافي تربوي، ذاكرة ومناعة، وفي لبنان علينا معرفة كيفية بناء ثقافة وتربية وذاكرة وتاريخ في سبيل ممارسة الحياد في سلوكياتنا اليومية، وترك الارتباطات التي تسيء الى بلدنا”.