رمزي الصبوري متحدّثًا
بالتعاون مع مصرف لبنان، وبدعوة من الأمانة العامة لإتحاد المصارف العربية (مقرّها لبنان)، أقيمت في 4 و5 آب (أغسطس) الجاري 2022، ندوة عنوانها “أنظمة الدفع والخدمات الإلكترونية الحديثة في عصر التحول الرقمي”. وقد شارك في هذه الندوة مصرفيون وأصحاب اختصاص من دول عربية، أما حضورياً أو عبر تطبيق ZOOM (عن بُعد). واذا كان من أهمية لهذه الندوة، فهي أنها تطرّقت الى موضوع سيكثر التداول به خلال السنوات العشر المقبلة. ومن المعروف أن بطاقات الدفع باتت “قطب الرحى” في الإستخدامات اليومية، مع الحدّ من الإستخدام الورقي الذي ما عاد معمولاً به في دول العالم أجمع، الّا في بلدان نامية لا يزال قطاعها المصرفي في وضع متقهقر أو هو في دائرة التقهقر، كما الحال في لبنان، مع الأسف الشديد، الذي كان فيه هذا القطاع من الأفضل في العالم، وكان متمولّون عرب وأجانب لا يأمنون ايداع مدّخراتهم وأموالهم الا في مصارفه، بعدما أثبت قطاع المصارف قدرته على تجاوز الخضّات الكبيرة مثل خضتَيْ بنك “أنترا” وبنك “المدينة” والحروب العبثية التي شهدها لبنان طوال العقود الخمسة الماضية، وكان مفتاح هذا التهافت على البنوك اللبنانية اعتمادها “قانون السرية المصرفية” الذي كان الفضل في اقراره في العام 1956، العميد ريمون اده (نائب ووزير توفي سنة 2000).
نعود الى صلب موضوع الندوة، لنشير الى أن استبدال النقدي ببطاقات الدفع لم يعد مجرد ترفٍ بل هو مطلب دولي لفوائده الكثيرة، ومن أهمها ضبط تبييض الأموال والسرقات والفساد، ومحرّك هذا المطلب هو صندوق النقد الدولي الذي علّق مساعداته لدول بحاجة الى قروضه، منها لبنان، الى حين اعتماد بطاقة الدفع المشار اليها، كما حصل في العراق، وكما سيحصل في لبنان، عند اقرار خطة التعافي، قريباً وقريباً جداً، ولو أن هذه البطاقات باتت راهناً من دون قيمة ولم يعد أحد يستعملها الا من يملك الدولار النقدي “الفريش” المودع في البنك، وكذلك العملة اللبنانية “الطاذجة” كما يقال باللغة الشعبية.
لقد كانت هذه الندوة التي شارك فيها ممثلون عن مصارف مركزية عربية (السودان، مصر، ليبيا، الإمارات ولبنان)، مناسبة للتطرّق الى موضوع سيكون في التداول في السنوات العشر المقبلة، كما أسلفنا، الا وهو البطاقات البيومترية التي تحدّ من الجرائم المالية والسرقات، خصوصاً من خلال استخدام البطاقات اللاتلامسية Contactless التي بات الإختصاصيون الماليون الحاليون ينظرون اليها، هذه الأيام، نظرة لا تنمّ عن الرضى، سيّما بعدما وضعت لها شركتا Master Card و Visa، معايير تختلف من بلد الى آخر في ما يخصّ المبالغ المسحوبة عبرها. ولأن Zwipe النروجية والتي باتت معتمدة من قبل مصارف عدة (بينها مصارف لبنانية)، ولو أن اطلاقها بشكل رسمي تأجّل ربما للخريف الحالي، هي بطاقة بيومترية تختزن معايير السلامة المالية بشكل كامل، فقد تولّى الحديث عنها المدير المسؤول في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية MEA السيد رمزي الصبوري الذي كانت له كلمة تناول فيها بإسهاب أهمية هذه البطاقة البيومترية التي تُستخدم فيها بصمة حاملها، وبذلك يكون المستهلك حامي نفسه من سرقة دولار الى مئة دولار، حتى يُمكن القول: “وداعاً للسرقات المالية”، كما قال الصبوري في هذه الدردشة التي شكر فيها اتحاد المصارف العربية على إقامتها هذه الندوة، مشيراً الى تعاون سيستمر في الأيام المقبلة مع السودان ومصر عبر وضع إطلاق البطاقة موضع التنفيذ مع المصارف.
وكان مدير Zwipe في لـ MEA قد استهل كلمته بالترحّم على شهداء انفجار المرفأ آملاً لأرواحهم الخلود، ولأهاليهم الصبر، والإطمئنان النفسي عندما تُكشف الحقائق ويتبيّن المجرمون، منهياً حديثه بالقول: “مهما حصل للبنان، ومهما تعرّبد أصحاب الضمائر الميّتة، فوطننا لا بدّ أن ينهض ويقوم، لأن شعبه لا يُحبط وقدرات هذا الشعب لا تنضبّ وعزيمته لا تَخُرّ…”