صورة تجمع رمزي الصبّوري وعلي الجبّار في الأردن والبطاقة البيومتريّة
من الجديد الذي سيشهده العام 2022 على صعيد البطاقات المصرفيّة، إطلاق شركة ZWIPE أوّل بطاقة بيومتريّة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ومع أنّ مكان الإطلاق الرسمي التجاري لها، لم يكن قد حُدّد عند كتابة هذه السّطور، بانتظار ما ستؤول إليه عمليّات التسويق والاتّصالات في المصارف، إلاّ أنّ قرار إطلاقها في العام الجديد قد اتُخذ رسميًا وما هي إلاّ أسابيع قليلة حتّى تصبح هذه البطاقة بين أيدي الراغبين بها.
ولمزيد من العلومات عن هذا الحدث المصرفي المهمّ، التقينا بالمدير العام لهذه الشركة الرائدة في منطقة الـ MENA السيد رمزي الصبّوري، وكان الحوار التالي..
س: في الحديث الذي أجريناه معك قبل فترة، أبلغتنا أنّ البطاقة البيومتريّة ستُطلق في تشرين الأوّل أو الثاني من هذا العام، سواء من مصر أو من الأردن أو من دبي. أين نحن حاليًا من إطلاق هذه البطاقة؟
ج: بالفعل، عندما أجرينا الحديث، يومذاك، كان هدفنا التعريف بالبطاقة البيومتريّة التي أنتجتها شركة ZWIPE، وقد تمّ تسمية ثلاثة بلدان كان من المتوقّع أن تنطلق هذه التكنولوجيا من واحدة منها. لكن في الوقت نفسه، كنّا ننتظر انعقاد مؤتمر SEAMLESS الذي هو كناية عن معرض يجمع تحت سقف واحد جميع مصنّعي بطاقات الدفع الالكتروني لعرض ابتكاراتهم الجديدة. وبالفعل، عُقد هذا المؤتمر في 29 و30 أيلول (سبتمبر) من العام الحالي في دبي وجَمَعَمصنّعي هذه البطاقات من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد شاركتُ فيه بالطبع مع المدير التنفيذي لشركة ZWIPE اندريه لوبستام من النروج، وعرضنا المنتج الخاص بنا.
افتتح المؤتمر المشار إليه، وكالعادة، أحد ممثّلي حاكم دبي،بحضور شخصيّات عدّة من بينها المشاركون الذين عرضوا أحدث ما توصّلوا إليه في ما يتعلّق ببطاقات الدفع الالكترونيّة. ومن العارضين المميّزين في المؤتمر المُشار إليه شركة Inkript اللبنانيّة التي أثبتت جدارتها في هذا المضمار. لقد أتّخذت هذه الشركة جناحًا خاصًا في المعرض، كما خصّصت مكانًا لعرض منتج zwipe p1 ، البطاقة البيومتريّة التي تحدّثنا عنها سابقًا. وبما أنّ Inkript شركة لبنانيّة، فقد زيّنتْ وسط البطاقة بأرزة لبنان لتبرهن للعالم منه، ورغم كلّ ما يجري في الوطن، فهو لا ولن يموت. لقد صمّمت هذه البطاقة فقط للمعرض وليس للتداول بها، ولكن من الممكن أن يختار هذا التصميم أحد المصارف.
أشير هنا إلى أنّني، قبل مؤتمر SEAMLESS، قُمت بجولة بين دبي ومسقط والدوحة والأردن وبيروت، قبل أن يقع الاختيار على عمّان في الأردن لتُطلق منها أوّل بطاقة بيومتريّة ZWIPE P1 في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وذلك بالتعاون مع شركة Middle East Payment System (MEPS) المنتجة والمصدّرة للبطاقات الالكترونية. وقد أعلن المدير التنفيذي للشركة علي جبّار عن هذه الشراكة خلال مؤتمر صحفي، مؤكّدًا أنهم سيصدّرون هذه البطاقات ويضعونها بين أيدي جميع المصارف التي يتعاملون معها في المشرق العربي لمعاينتها والتعرّف إليها وتجربتها، علمًا أنّ معظم تلك المصارف موجود في الأردن وعددها حوالى عشرين مصرفًا. إنّ هذه الشراكة مع MEPS شكّلت مبادرة حسنة منهم، وخطوة جيّدة لـ ZWIPE للدخول إلى عشرين مصرفًا مرّة واحدة مع الأردن وبسرعة، إذ بالعادة، يتطلّب هذا الجهد وقتًا طويلاً.
وبالمناسبة، أعلنّا من أوسلو في النروج ومن السويد شراكتنا مع السيدة رنده بدير، مديرة التجزئة في بنك “الاعتماد اللبناني“ في لبنان لإصدار بطاقة ZWIPE P1، ويبقى للبنك اختيار شريحة الناس التي سيتعامل معها وسيتمّ إعلامنا بالتفاصيل لاحقًا.
ولا بدّ بالتذكير هنا بالمؤتمر الشبيه بـ SEAMLESS الذي عُقد في تشرين الثاني (نوفمبر) في مصر، وشاركت فيه شركات مصدّرة للبطاقات Masria Digital Payment (MDP)، وأخصّ بالذكر هنا السيد احمد النافع، مديرها التنفيذي الذي كان أوّل من آمن بهذه التكنولوجيا ورحّب بها من البداية. ومن المعلوم أن سوق مصر هي من الأسواق الكبيرة والواعدة.
س: يمكننا القول إذًا أنه حصل إطلاق جزئي للبطاقة من ثلاث دول عربية هي: دبي، الأردن ومصر. متى ستتمّ الرسميّة النهائيّة؟
ج: يمكننا تسمية الأردن ولبنان كبلدَيْن إنطلقت البطاقة منهما وحصل معهما عقود عمل. بالمقابل، اشتركنا في مؤتمر دبي ومؤتمر الأردن للتعريف بالبطاقة البيومتريّة. وكما تعلم، هناك مصارف تأخذ قراراتها بسرعة في حين يدرس غيرها الوضع مطوّلاً قبل أن يتّخذ القرار، وقد أجرينا اتّصالات واسعة للتعريف عن المنتج في مصارف عدّة في كلّ من: قطر، مصر، مسقط، عُمان، الكويت، البحرين وغيرها…
س: متى ستحصل إذًا الانطلاقة الرسميّة؟
ج: من المتوقّع أن تحصل الانطلاقة الرسميّة التجاريّة في أوائل العام المقبل 2022، وذلك بعد أن تقوم المصارف بالتجربة على عدد ضئيل من البطاقات، والتجربة في العادة لا تستغرق أكثر من شهرلأنّ البطاقة التي يصدرها المصرف الواحد تكون قد أصبحت في يد الزبون الذي سيختبرها. بعدها يختار المصرف شريحة البطاقات التي سيوفّرها لزبائنه، ذلك أنّ مصارف تتّجه إلى شرائح الـ VIP، ومنهممن يطلب بطاقات ذات سقف عالٍ. وقد سمعنا من مصارف أنّها ستتّجه نحو صغار السنّ الذين يحبّون التكنولوجيا، وهلمّ جرى. لكلّ مصرف توجّهه الخاصّ به. فضلاً عن ذلك، لاحظنا أن تفكير منطقة الشرق الأوسط تختلف عن منطقة أوروبا مثلاً، أو عن الولايات المتّحدة أو أوستراليا. بالمقابل، نحن نرحّب بجميع هذه الأفكار التي ستساعد، بالنتيجة، على جعل طريقة الدفع محميّة من أيّة عمليات قرصنة.
س: الانطلاقة الرسميّة ستكون، برأيك، من مصر؟
ج: عندما نقول إطلاقًا رسميًا، نعني بذلك أنّ أقسام عمليّات التسويق والاتصالات والاقتصاد وغيرها في المصارف قد باتت جاهزة، إذ أنّ التكنولوجيا تكون أصبحت لديهم ويبقى مبدأ السرعة ومن سيسبق الآخر ويحتلّ المرتبة الأولى في ترويج هذه التكنولوجيا. وإذا كانت الانطلاقة التجريبيّة في الأردن تحتّل الرقم الأوّل، فهناك من يراقب هذه التجارب، وبعد أن يتأكّد من جودة المنتج من خلال تجارب غيره، ينطلق تجاريًا.
وللتذكير، منذ سبع سنوات عندما أطلقت “فيزا“ بطاقات اللمس، أي الدفع دون إدخال البطاقة داخل نقاط الدفع، كنت أعمل على تسويقها في المصارف، فكان البعض منها يبدأ بالانطلاقة التجريبيّة للبطاقة، بينما ذهب البعض الآخر إلى مراقبة هذه التجربة، إلى حين يتأكّد من جودتها وعندها ينطلق بها تجاريًا، وهذا تمامًا ما يحصل اليوم مع البطاقة البيومتريّة.
س: هل لديكم جولات أخرى بعد مصر؟
ج: نعم، بعد مصر هناك زيارات إلى المغرب، تونس، ليبيا، السودان واليمن والجزائر، فضلاً عن مناطق تشهد تطوّرًا تكنولوجيًا قويًا جدًّا مثلا الإمارات. بالنسبة للسعودية، سيكون لها زيارة مخصّصة للبنوك المركزيّة، وقد سبق لنا أن قمنا بتجربة مبدئيّة للجيل الأوّل من البطاقات، مع بنوك مثل بنك الراجحي في السعودية الذي زرته شخصيًا وقام بالانطلاقة التجريبيّة في العام 2018. وطبعًا، الزيارة المقبلة ستكون مع البطاقات الجديدة لكي نتمكّن مع بنك مثل بنك الراجحي الذي يُعتبر أكبر مصرف في الشرق الأوسط، أن نسوّق عشرات الملايين من البطاقات.
صحيح أن هذه البطاقة تهمّ البنوك المصدّرة بدرجة أولى، لكني، بطبيعة عملي، أنسّق أيضًا مع حكومات، لأنّ هذه الحكومات تهتمّ كثيرًا بالبطاقات المماثلة لأنّ الدفع بالبطاقة في المؤسّسات العامّة تتمّ مع إبراز هوية الشخص المعني لا غيره.
هذا ما كنت أطمح إليه في لبنان ولكن، للأسف، لا توجد آذان مصغية…