مراقبون يترصّدون الأمراض
“المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية” في السعودية، هو الأول في إقليم شرق المتوسّط المتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وقد كان الهدف من انشائه، بناء القدرات الوطنية والمناطقية في هذا المجال الحيوي والمهمّ. وقد أتى انشاؤه انسجامًا مع “رؤية المملكة 2030″، وكذلك للحدّ من المخاطر الصحية، فضلاً عن أن هذا المركز يُعدّ قيمة إضافيّة للشبكة التعاونية لمنظمة الصحة العالمية في مجالاتها المختلفة التي تتضمن إدارة الكوارث والطوارئ الصحية. لقد جاء تأسيس هذا المركز قبل عامين نتيجة لجهود التواصل الفعّال مع منظمة الصحة العالمية والتعاون المستمر معها.
إلى ذلك، فهو يُعتبر غرفة عمليات لتنفيذ ومتابعة مهمّات وزارة الصحة في إدارة الأزمات والكوارث المنصوص عليها في اللوائح والأنظمة. كما يشّكل نقطة التواصل الرسمية والسريعة بين الوزارة والقطاعات الحكومية الأخرى ذات العلاقة مثل “الهلال الأحمر” و”الدفاع المدني” والقطاعات الصحية كالمستشفيات الحكومية والخاصة والمستوصفات. كذلك يتولى المركز الإشراف على متابعة ورصد جميع الأحداث الصحية التي تؤثر على صحة الأفراد والتي قد تتسبّب في اصابات جماعية، سواء كانت أمراضاً معدية، أو حرائق، أو حوادث بشرية، إضافة الى متابعة أداء المستشفيات والمناطق، والأهم معرفة مسبّبات المرض والعمل على تطويقه، بالتواصل مباشرة مع عشرين مركزاً في مناطق المملكة (مركز في كل منطقة صحية) تشرف على المستشفيات الحكومية والخاصة. وفي خلال العامين الماضيين، أرسل المركز أكثر من 12 ألف رسالة تنبيهية وأصدر أكثر من ألف تقرير، وأشرف على أكثر من 1100 تمرين وفرضية متنوعة وعلى مستويات مختلفة، اضافة الى إنشائه أكثر من 20 نموذج بيانات وأكثر من 25 لوحة تحليلية مختصة، وتنفيذ العديد من البرنامج التدريبية، محلياً واقليمياً، ليصل عدد المستفيدين ما يفوق الـ 250 متدرباً في مجال الأزمات والكوارث الصحية على مستويات متقدمة ومختصة وبكوادر واختصاصات متنوعة صحية وإدارية.
سِقْنا هذه المقدمة لإلقاء الضوء على أهمية هذا المركز ودوره لنشير الى أن وفدًا من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، قام، قبل أيام، مصحوباً بفريق من وزارة الصحة اليمنية، بزيارة هذا المركز في الرياض. وقد أتت هذه المبادرة كما أوضحت وزارة الصحة السعودية، في إطار التعاون مع المكتب الإقليمي للمنظمة في مجال إدارة الكوارث، إذ اطلع الوفد الزائر على تجارب المركز في مجال العمليات وأنشطة الإستعداد للطوارئ، إضافة الى نُظُم توزيع البيانات. كما تأتي الزيارة في إطار دعم منظمة الصحة العالمية لطريقة بناء قدرات مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة في الجمهورية اليمنية.