الوزير فراس الأبيض في المركز وإلى جانبه المطران جورج بقعوني وروجيه نسناس وسيدة نصّار وإلى اليمين مدير المستشفى ظافر الشاوي
في حزيران (يونيو) المقبل تُطفئ “واحة الحياة”، المركز الرعائي الإستشفائي المتخصّص شمعة إنطلاقته الرابعة، كصرح طبي يتكامل مع المستشفيات، اذ أنه يوفّر الرعاية للمصابين بأمراض دون الحادة أو المتوسطة الحدة، لا سيما منهم المصابون بمرض الألزهايمر والديمنشيا (ضعف الذاكرة) ومن هم في المرحلة الأخيرة من حياتهم، فضلاً عن الرعاية الملطفة والعناية بكبار السن. وبكلام آخر، فإن “واحة الحياة”، كما قال رئيس الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك والرئيس السابق للمجلس الإقتصادي والإجتماعي والرئيس الحالي لشركة AXA الشرق الأوسط، السيد روجيه نسناس، “هو اكثر من مركز رعائي استشفائي متخصّص، انه علامة الإنتصار على الصعاب في قلب الضائقة التي تحاصرنا، بل هو تطوّر لطموح الجمعية التي قامت باعمال ومشاريع اجتماعية، صحية وخيرية منذ تأسيسها”.
هذا المركز الذي يقع في منطقة الأشرفية المحاذية للأسواق التجارية والذي يتألف من 16 طابقاً، ستة سفلية وتسعة علوية، يضم 92 غرفة، 131 سريراً موزعة على غرف وصالون، غرف فردية وغرف بسريرين، بالإضافة الى مركز علاج فيزيائي، مأوى اجتماعي، طابق لمرضى الألزهايمر والدمنشيا، عيادة طب الأسنان، عيادات خارجية، صالون حلاقة، كافيتيريا تؤمن الوجبات الساخنة والباردة ومواقف السيارات. ومن المعروف ان الرئيس ميشال عون هو الذي افتتح هذا المركز الذي لا يبتغي الربح، بحضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، والمطران جورج بعقوني ومحافظ بيروت (السابق) زياد شبيب، رئيس الجمعية روجيه نسناس والرئيس التنفيذي لواحة الحياة ظافر شادي.
ولأن “واحة الحياة” شكّلت ولا تزال قيمة رعاية اضافية في وقت تواجه فيها المستشفيات في لبنان مشاكل عدة بسبب ارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر الصرف اللبناني، فضلاً عن ملئها فراغاً استشفائياً يحتاجه اللبنانيون والعرب الى جانب انها تُشكل نواة استنهاض السياحة الرعائية والإستشفائية في لبنان، فقد زارها وزير الصحة فراس الأبيض، مثمّناً دورها ومثنياً على جهود القيّمين عليها. وكان في استقباله مطران بيروت لطائفة الروم الكاثوليك في بيروت وبلاد جبيل جورج بقعوني، رئيس الجمعية الخيرية لطائفة الروم الكاثوليك روجيه نسناس، رئيس مجلس ادارة الواحة ظافر الشاوي، وذلك في حضور نقيب الاطباء الدكتور يوسف بخاش، رئيس جمعية شركات الضمان أسعد ميرزا، رئيس نقابة مستوردي الادوية كريم جبارة وعدد من مدراء الشركات الطبية ومديرة المركز سيدة نصار والمعنيين بقطاع الصحة.
وبعد جولة قام بها الوزير على ارجاء الواحة، توقف عند أهمية المركز من حيث “ملاقاته لاستراتيجية تطوير نظامنا الصحي من خلال عدم التركيز فقط على الإستشفاء والعلاج، بل الذهاب أبعد من ذلك بمواكبة الرعاية الصحية المتكاملة للإنسان في مختلف مراحل حياته، سيما عندما يتقدم في العمر ويصبح بحاجة الى دعم خاص”، كما قال، مبيّناً ارتياحه لما وجده في المركز من مستوى عال في الخدمات الطبية والتمريضية وفي المعدات المتوافرة”، مؤكداً ” أن الإصرار على المحافظة على جودة الخدمات، على رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها لبنان هو فعل إيمان بالبلد، بل أرى في ذلك همّة الشعب اللبناني قدرة على تجاوز هذه الظروف”.
كذلك، نوّه بالحضور الذي يضمّ مختلف ممثلي القطاع الصحي، معتبرا أن “التعاون بين هذه المكوّنات بدءا من الوزارة إلى الأطباء وشركات التأمين والأدوية هو الكفيل بإيجاد الحلول للمشاكل التي يواجهها القطاع، اذ “في الأزمة الصعبة التي تمر بنا، ليس من جهة واحدة مسؤولة عن إيجاد الحلول، بل إن التكامل بين جميع المعنيين هو الذي يحقّق الإنفراجات، لذلك لا نرى أي هناك تعارض أو تنافس بين القطاع العام والقطاع الخاص، بل إن لكل قطاع دوره وكلما كان التعاون وثيقا كلما تحققت مصلحة المريض والمجتمع”.
وكانت الزيارة مناسبة أعلن خلالها الوزير الأبيض عن “مشاريع تعمل عليها وزارة الصحة العامة مع شركات التأمين الخاصة ستنعكس بشكل جيد على المواطنين”. كذلك صرّح بأن “زيارة مركز “واحة الحياة” تشكّل بدورها فاتحة للبحث في كيفية تعاون الوزارة مع مراكز الرعاية التي يُنشئها القطاع الخاص، بحسب القدرات المالية للدولة اللبنانية”.
وختم كلامه بالإشارة الى “أن فترة الصوم والقيامة التي نعيشها تحمل معاني تتعدى الأمور الحياتية العادية، ولعل الدرس الأكبر أن الحياة ليست دائما سهلة، بل إنها حافلة بالصعوبات، ولكن المهم عدم الإستسلام لها، بل حسن التعامل معها للخروج منها والبقاء على استعداد لمواجهة غيرها”، مبدياً
تفاؤله بأن قيامة لبنان ورغم كل ما نشهده من صعوبات ستكون قريبة بهمة مجتمعنا وتعاون مكوناته جميعا”.
وكان رئيس الجمعية روجيه نسناس قد ألقى كلمة شكر فيها للوزير الأبيض حضوره إلى المركز، ما يعكس مدى دعمه القضايا الاجتماعية والانسانية. كما توجه بالشكر للمطران بقعوني الساهر على رعاية “الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك في بيروت وضواحيها” ومشروع “واحة الحياة” بروح الالفة والمحبة، موضحاً أنه “قبل ثلاثة عقود قدمت المرحومة السيدة ماري افتيموس وزوجها المرحوم النقيب نمر هذا العقار هبة إضافة إلى قسم اساسي من موجوداته من اجل اقامة مركز للمسنين. وقد نفذت الوصية اليوم بفضل ودعم المتبرعين والمحسنين الكرام”.
وتوجه بالتقدير إلى كلّ من قدّم المساعدة من رؤساء ووزراء ومسؤولين لاستكمال الاعدادات الادارية للمشروع.
وذكّر نسناس بشعار الجمعية الخيرية لطائفة الروم الكاثوليك “احبب قريبك كنفسك”، مشيرا إلى أنها “تأسست في العام 1883 وتعاقب عليها عدة رؤساء واعضاء مشكورين، ونحن اليوم أكملنا ونكمل المسيرة”. وقال:” إن في الجمعية مستوصفا يستقبل المرضى، ومركزا يوميا للمسنين يقدم لهم الطعام والترفيه. ومن هنا أتت فكرة إنشاء مركز نقاهة للمسنين والمرضى”.
أضاف:” أن بين الجمعية وبين وزارة الصحة العامة عقد اتفاقية تعاون انطلق في 9/11/2005 ونظم العلاقة بين الجمعية ووزارة الصحة، ما حدّد التزاماتها تجاه الجمعية وهي: الاشراف الفني على المركز، تأمين الادوية الاساسية والمستلزمات الطبية المختلفة، تأمين نظام المعلومات الصحية الذي طورته ومتابعة تحديثه، وافادة العنصر البشري العامل في المركز من الدورات التدريبية. وفي العام 2019 وبرعاية رئيس الجمهورية تم افتتاح مركز “واحة الحياة” لكل اللبنانيين مرضى ومسنين، بعد سنوات عديدة من الجهد والمثابرة، زبدعم الأحباء والأصدقاء”. يتابع: إن “واحة الحياة ” مبادرة من طائفة الروم الكاثوليك الملكيين الى كل اللبنانيين .وهو ثمرة التضامن ورمز التعاضد في وطن التلاقي و”واحة الحياة” هو اكثر من مركز رعائي متخصص بل يجسد ارادتنا في تطوير مبدأ الاحسان لكي يأخذ بعد العمل المؤسسي”. ختم مؤكدا أننا “برعايتكم ودعمكم نتطلع الى مزيد من العطاء والمهنية في التعاطي وهو يأتي علامة مضيئة وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة”.
كذلك، القى الشاوي كلمة اكد فيها “أهمية هذا اللقاء، في حضور وزير الصحة العامة متحدثا عن ان المركز القريب من مستشفيات المنطقة يضم 130 سريرا ولكن لا يوجد سوى 45 مشغولا بالمرضى”. وقال: “إن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو عدم الإستمرارية ولكن المركز سيستمر بهمة المعنيين في المركز خصوصا انه لكل اللبنانيين وأن العمل الإنساني ضروري جدا لهذا البلد في هذه المرحلة الصعبة”.