التحوّل الرقمي يجتاح عالم قطاع التأمين
شركات التأمين السعودية ماضية في تقديم الخدمات الإلكترونية لزبائنها، سواء باستخدامها الهواتف الحديثة، أو بإطلاقها التطبيقات الذكية لتسهيل التواصل، وتمكين عملائها من الحصول على خدمات متميّزة في أسرع وقت، وبدون عناء.
ولا شكّ أن جائحة “كوفيد-19″، ساهمت في تسريع عملية التحوّل الرقمي في سوق التأمين السعودي، مع تمتّع المملكة ببنية تحتية قوية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وتوافر خدمات شبكات الجيلَيْن الرابع والخامس، والانتشار الواسع للهواتف الذكية، وهو ما أطلق سباقًا محمومًا بين شركات التأمين لتطوير تطبيقاتها لخدمة ملايين العملاء، وتلبية احتياجاتهم بالطرق التي يريدون، وفي الوقت الذي يختارون، ما انعكس إيجابًا على تطوّر هذا القطاع الذي يشكّل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، فضلاً عن كونه أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق مستهدفات برنامجَيْ رؤية 2030، وهما: “التحول الوطني” و”جودة الحياة”.
شركة “بوبا العربية للتأمين التعاوني“، وبحسب الإحصاءات، حلّت في طليعة شركات التأمين السعودية التي واكبت التطوّر التكنولوجي، ولعبت دورا مهمًّا ورائدًا في التحوّل الرقمي في قطاع التأمين، وتطوير البرامج، والتطبيقات الإلكترونية في القطاع، بل أسهمت بدور محوري في التحوّل الرقمي بقطاع التأمين السعودي، “بإنشائها قسمًا خاصًّا يتولى قيادة عملية هذا التحوّل الذي اعتمدت عليه في تصميم استراتيجياتها بهدف تحسين تقديم الخدمات الصحية لعملائها، وقد ضخّت بوبا استثمارات كبيرة لتطوير الحلول الرقمية، وهو ما أسهم في تعزيز تجربة العملاء”، على حدّ ما ذكر رئيس قسم التسويق وتجربة العميل في الشركة الشريف حميد الدين الذي أضاف: “أن مساهمة الشركة في دفع العجلة في القطاع، تضمنت تطوير أسلوبها التقني الحديث الذي يوفّر الكثير من الخدمات للعملاء، وهم في منازلهم، كخدمات حجز المواعيد في المستشفيات واختيار العيادات والتخصّصات واختيار مكان تسلّم الادوية، واستقبال وتسريع الموافقات. كما أصبح بإمكانهم حجز موعد مرئي مع الدكتور المختص في اقل من دقيقة. كذلك أتاح التطبيق إجراء مئات آلاف الموافقات في الساعة الواحدة”.
إلى ذلك، أشار حميد الدين إلى أن عدد العمليات التي تمّت عبر التطبيق تقارب الـــ 22 مليون معاملة، كما يحظى بتقييم مرتفع على متجر App Store بمقدار 4.5، وهو تطبيق سهل الاستخدام، وشامل حيث بلغت نسبة التبني الرقمي لمطالبات السداد بين العملاء 98٪، بينما وصل الطلب على خدمات الرعاية الصحية الرقمية إلى 59٪.
ويأتي التطوّر الرقمي في قطاع التامين السعودي ليواكب النمو الكبير الذي يشهده القطاع، والتوقعات المتفائلة بأدائه في المدة المقبلة، إذ أنّه نما بنسبة 8.4 في المئة خلال العام الماضي 2021، وبلغ إجمالي الأقساط المكتتبة 42 مليار ريال، وفق التقرير السنوي للبنك المركزي السعودي. وكانت وكالة Fitch للتصنيفات الائتمانية توقّعت نمو قطاع التأمين السعودي خلال العام الحالي2022، وزيادة حجم أقساط التأمين الإجمالية على المدى المتوسط، بدعم من التعزيزات المقدّمة له، وفق رؤية المملكة 2030، وسعي الحكومة لتوفير التأمين الصحي الشامل للمواطنين بحلول عام 2023، إضافةً للزيادة الكبيرة للتأمين المؤقت للزيارات الدينية من الخارج مع عودة السفر إلى مستويات ما قبل الجائحة، والتطور التقني المتزايد، والتعزيزات التنظيمية في السوق.