الأكل الصحيّ يبدأ باكرًا عند الأطفال
أول برنامج شامل على مستوى المنطقة لتعزيز الأكل الصحّي والطعام المستدام للأطفال، ستُطلقه سبينيس، سلسلة السوبرماركت المعروفة في دولة الإمارات العربية المشهورة بمنتجاتها العالية الجودة، مدعومة من هيئات حكومية ومزارع محلية.
البرنامج التعليمي يحمل اسم “من المزرعة إلى المائدة“ وهو مخصّص للأطفال بعمر يتراوح بين 7 و10 سنوات. وهو يشرح لهم كيف يُنتج الطعام محلياً ودولياً، والرحلة التي يقطعها، وصولاً إلى موائد الطعام. وسوف يُشجع هذا البرنامج على اتباع أنظمة غذائية صحية وأكثر استدامة من قبل الأطفال وأُسرهم.
الرئيس التنفيذي لمتاجر سبينيس سونيل كومار علّق على الخطوة بقوله: “يُعد برنامج من المزرعة إلى المائدة ركيزة أساسية لتحقيق هدف سبينيس الرامي إلى توعية مليون شخص بحلول عام 2032 بشأن البرامج الغذائية المستدامة، ومساعدة المجتمعات في عيش حياة صحية أطول». تابع: «بوصفنا متجراً محلياً، تقع على عاتقنا مسؤولية المشاركة في إنتاج طعام مستدام والمساعدة في تحسين حياة المواطنين والسكان. لن يؤدي هذا البرنامج دوراً في تحسين صحة ورفاه أطفالنا وأُسرهم فحسب، بل سيُسهم أيضاً في زيادة الوعي بشأن كيفيّة خفض نفايات الطعام وتناول الطعام بشكل مسؤول، ما يُساعد في ضمان مستقبل أفضل للجميع».
من جانبها أفادت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغيّر المناخي والبيئة لدولة الإمارات التي تدعم جهود دعم هذه المبادرة، أن “هدف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051 هو تمكين إنتاج الطعام المستدام، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتفعيل السياسات لتحسين التغذية وتقليل النفايات. يسرّنا أن نشهد مشاركة سلسلة متاجر سبينيس وغيرها في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية من خلال برنامج من المزرعة إلى المائدة». أضافت: “إن هذا البرنامج يعزّز فكرة وجود علاقة أكثر عمقاً وأهمية بين الأفراد والطعام والبيئة أحد الجوانب الرئيسية لعملية تحويل أنظمتنا الغذائية إلى أنظمة أكثر استدامة. نأمل أن توجِّه مجتمعاتنا أسئلة بشان طعامها وأن تشارك في حوار عن مستقبل استدامة الغذاء والماء. ومن شأن مبادرة من المزرعة إلى المائدة المساعدة في تحقيق هذه الأهداف، في مواجهة التحديات الرئيسية للصحة ونمط الحياة في دولة الإمارات. تُثبت الأبحاث العالمية أن اتباع الأطفال عادات صحية حتى مرحلة البلوغ، هو الهدف الأساسي”.
معروف أن الأطفال المكتسبين أوزانًا إضافية هم أكثر عرضة للإصابة بالسُمنة في مرحلة البلوغ. وفي دولة الإمارات، بحسب الإحصاءات، يستهلك اليافعون الحلوى والوجبات السريعة بمعدل مرتفع، في حين أنهم يتناولون القليل من الفواكه والخضراوات،و25% منهم ممن تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 10 سنوات، يعانون زيادة الوزن أو السمنة.
استجابة لهذه التحديات، عمل مركز أبو ظبي للصحة العامة عن كثب مع فريق العمل على إنجاح مبادرة “من المزرعة إلى المائدة“لتطوير الموارد التعليمية.
وفي هذا الصدد، صرّح المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة مطر سعيد النعيمي قائلاً: “يمثّل التشجيع على اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة نَشِط، أهمية كبيرة في تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعيشون في الإمارات“. أضاف: “تُعد مبادرة من المزرعة إلى المائدة فرصة رائعة لتعليم الأجيال المستقبلية في كيفية تحسين عاداتهم الغذائية، فنظام غذائي أفضل يعني تقليل خطر الإصابة بالسِمنة والأمراض الأخرى مثل كوفيد وتقليل فرص دخول المستشفى والمحافظ على الأرواح، لذلك تحظى هذه المبادرة بكامل دعمنا ومساندتنا“.
تنطلق المبادرة هذا الأسبوع بمشاركة 15 مدرسة وصولاً إلى50 مدرسة حكومية وخاصة خلال هذا العام الدراسي. وسيوجّه الطلاب خلال 5 وحدات تعلم، للمشاركة في مجموعة من الأنشطة والألعاب، علمًا أن المعلّمين سيستفيدون هم أيضًا من الدعم والنصائح التي يقدّمها خبراء التغذية المؤهّلون، ما يعزّز قدرتهم على تيسير رحلة تعلم الطلاب.
وحرصاً إلى إبداء المزيد من الالتزام بالصحة العامة والاستدامة في دولة الإمارات، تُتيح سبينيس الموارد التعليمية أمام الجميع، أملاً في استقطاب المزيد من المدارس والأُسر للاستفادة من المحتوى التفاعلي المرح.
من خلال التركيز على الأنظمة الغذائية الصحية والاستهلاك المستدام، ستشارك هذه المبادرة في تحقيق الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051 في الإمارات عبر زيادة الوعي بشأن تأثير ما يتناوله الأشخاص وعاداتهم الغذائية على الآخرين وعلى البيئة.
ويُشارك عدد من الهيئات الأخرى الخبيرة من القطاعين الحكومي والخاص في هذه المبادرة، بما في ذلك أصحاب المزارع المحلية ووكالة “إنتر آكت“ ذات التأثير الاجتماعي.