“وليد سيد مصطفى – الرئيس التنفيذي لـ “مدى
أجرت الحوار: كريستين حدّاد
يشهد قطاع التأمين المصري تحولًا جذريًا نحو الرقمنة، في ظلّ سعي الشركات لاعتماد أنظمة تكنولوجية متطورة تواكب المعايير العالمية. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة مدى للتأمين (المصرية) عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة أوبيليسكي، المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي وتطوير الأنظمة الرقمية (core Systems) التي تسهّل عمل المُكتتبين وتدعم عمليات الإصدار والتعويضات.
وتهدف الشراكة، من خلال هذا التعاون، إلى تقديم تجربة تأمينية متكاملة تشمل إصدار الوثائق، وإدارة المطالبات، وصرف التعويضات إلكترونيًا، بما يتماشى مع توجهات الدولة نحو التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي.
الزميلة كريستين حدّاد، زارت مقرّ شركة “مدى للتأمين” في المهندسين، وأجرت هذا الحوار مع الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة السيد وليد مصطفى، كما مع المدير العام لشركة أوبيليسكي د.محمد مصطفى، حول تفاصيل هذه الشراكة وأثرها على مستقبل التأمين في مصر.
بداية مع المدير العام والعضو المنتدب لشركة “مدى للتأمين” السيد وليد مصطفى.
سألته: ما الذي دفع بشركتكم إلى توقيع اتفاقية التعاون بين “أوبيليسكي” و”مدى للتأمين”، وما الذي يميز هذه الاتفاقية؟ وما الهدف الأساسي منها؟ أجاب:
-هذه الاتفاقية تمثّل خطوة مهمة في مسيرة التحوّل الرقمي بقطاع التأمين المصري، اذ تُمكّن من تسريع إجراءات الإصدار، وإدارة المطالبات، ومتابعة التعويضات بشكل مبتكر. الهدف الأساسي هو تقديم تجربة متكاملة وسهلة للعملاء، تعكس التوجّه العالمي نحو حلول التأمين الرقمية.
س: في ظل البحث الجاري من قبل بعض شركات التأمين لإعتماد حلول تكنولوجية من الخارج، ما الذي يجعل “أوبيليسكي” الشريك الأنسب والبديل الأفضل لتقديم حلول رقمية متكاملة داخل السوق المصرية؟
ج: أوبيليسكي شركة مصرية رائدة في مجال التحوّل الرقمي، وتعمل وفق احتياجات ومتطلبات السوق المحلية، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على التكيّف مقارنة بالحلول الأجنبية التي قد تكون مكلفة وأحيانًا غير متوائمة مع خصوصية البيئة التأمينية في مصر. بالإضافة إلى خدمة الدعم المحلية المتوافرة والسريعة، حيث نتعامل مع Support محلي وليس مركز اتصال خارجي بعيد.
س: كيف يساهم “تطبيق طبيب” و”التطبيق المحمول” في تسريع التحوّل الرقمي داخل قطاع التأمين المصري؟
ج: التطبيقات تتيح للعملاء التواصل مباشرة مع شركات التأمين لإنجاز مختلف احتياجاتهم؛ من إصدار الوثائق إلى متابعة المطالبات والتعويضات. وهذا يوفّر سهولة وسرعة، ويواكب التطورات التي يشهدها قطاع التأمين محليًا.
س: ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء التنفيذ، وكيف تغلبتم عليها؟
ج: أبرز التحديات كانت مرتبطة بتحميل ونقل قواعد البيانات القديمة إلى النظام الجديد. وقد جرى التعامل معها من خلال حلول تقنية متخصصة ضمنت سلامة البيانات واستمرارية العمل.
س: كيف تمّ تنظيم جلسات التدريب، وما كان أثرها على جاهزية الموظفين والعملاء؟
ج: نظّمنا برامج تدريبية مكثفة لجميع موظفي التأمين الطبي، سواء في الإصدار أو التعويضات، ما مكّنهم من التعامل مع النظام الجديد بكفاءة عالية. النتيجة كانت واضحة في سهولة الوصول إلى قاعدة بيانات متكاملة، وسرعة إعداد التقارير لمختلف الإدارات.
س: ما خططكم المستقبلية لتوسيع هذه التجربة على المستوى المحلي والإقليمي؟
ج: نطمح إلى تحقيق نجاحات أكبر داخل السوق المصرية أولًا، ثم التوسّع إقليميًا وعالميًا. ونفخر بأن هذا التطبيق يُعد الأول من نوعه في مصر المتوافق مع التحول الرقمي.
س: ما أبرز التحديات التي يسعى هذا التعاون لحلّها في سوق التأمين المصرية؟
ج: يسعى هذا التعاون إلى وضع آلية واضحة للتسعير والإصدار، بالإضافة إلى ربط إدارَتَيْ الإصدار والتعويضات، بما يساعد في اكتشاف الأخطاء أو حالات سوء استخدام الخدمات التأمينية بشكل أسرع وأكثر دقة.
س: كيف يدعم هذا الحل توجّهات الهيئة العامة للرقابة المالية نحو التحول الرقمي والالتزام بالمعايير الدولية (مثل IFRS 17 و Solvency II؟
ج: النظام الجديد يربط بين شركات التأمين ومقدمي خدمات الرعاية الطبية، ما يسهل على العملاء الحصول على الموافقات الطبية وصرف التعويضات. هذا يتماشى مع متطلبات الهيئة ومعاييرها الدولية للتحول الرقمي والحوكمة.
س: هل ترون أن هذه التكنولوجيا ستجعل التأمين أكثر شمولًا ومتاحة لفئات أوسع في مصر؟
ج: بالتأكيد. التكنولوجيا الرقمية وتطبيقات الهواتف تفتح المجال أمام جميع الفئات للتعامل مع منتجات التأمين بسهولة أكبر، ما يساهم في تعزيز الشمول المالي وزيادة انتشار التأمين.
س: كيف ترون مستقبل التأمين في مصر خلال السنوات المقبلة القادمة، وما دور الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في ذلك؟
ج: هناك تطور ملحوظ بدعم من الهيئة العامة للرقابة المالية واتحاد شركات التأمين لدفع القطاع نحو التحول الرقمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي. نتوقع أن تشهد السنوات المقبلة نقلة نوعية في كيفية تقديم الخدمات التأمينية.
س: هل هناك منتجات أو ميزات جديدة يجب أن نترقبها قريبًا؟
ج: نعم، نعمل حاليًا على اعتماد منتجات جديدة من الهيئة العامة للرقابة المالية، ستضيف قيمة أكبر للسوق وللعملاء.
س: هل ترون أن مستوى الوعي التأميني في مصر ما زال ضعيفًا؟ وكيف يمكن لـ “مدى للتأمين” أن تساهم في تعزيز هذا الوعي ونشر ثقافة التأمين بشكل أوسع؟
ج:الوعي التأميني بالفعل يحتاج إلى تعزيز، ولهذا شاركنا في حملات توعية نظمتها الهيئة العامة للرقابة المالية واتحاد شركات التأمين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بهدف نشر ثقافة التأمين والوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين.
***
كلمة د. محمد مصطفى
عن الشراكة مع “مدى للتأمين “:
سنُطلق برامج ذكاء اصطناعي متقدّمة
لتحليل البيانات و دراستها…
“من خلال هذه الشراكة مع “مدى” للتأمين، نؤكد أن التكنولوجيا المحلية قادرة على تقديم حلول عالمية المستوى. تطبيق طبيب ومنصة “& Digital” يشكلان خطوة أساسية في بناء بيئة تأمينية رقمية متكاملة، تعزز من سرعة الخدمات وشفافيتها. رؤيتنا أن يكون العميل في قلب العملية التأمينية، بخدمات أسرع، أذكى، وأكثر قربًا من احتياجاته اليومية.
نحن بصدد التحضير لإطلاق برامج ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل البيانات ودراستها، بما يساعد شركات التأمين على تقليل المخاطر واحتساب الأسعار وفقًا لظروف السوق وتاريخ العميل الصحي وسلوكه.
كما نعمل على إطلاق برنامج i-Survey القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي يتيح معاينة السيارات عن بُعد بطريقة ذكية، مما يقلل من احتمالات التلاعب أو الأخطاء المرتبطة بعمليات الكشف التقليدية.”
